محمد المري وذياب المزروعي ينشدان في الوطن والغرام

ضمن احتفالاته بمرور عشر سنوات على تأسيسه، وفي اليوم الثاني من البرنامج المخصص للمناسبة، احتضن بيت الشعر بدار الندوة بالشارقة مساء أمس الأول أمسية خصصت للشعر النبطي، وشارك فيها الشاعران ذياب المزروعي ومحمد حميد المري، وقدم للأمسية عبدالرزاق درباس· حضر الأمسية عبدالله العويس مدير دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وبهجت الحديثي المستشار العلمي لبيت الشعر ولفيف من الشعراء والإعلاميين والمتابعين· بدأت فقرات الأمسية بكلمة احتفائية من مقدمها أشار فيها إلى ضرورة وجود بيت للشعر يحتضن المبدعين المحليين والعرب، وقال المقدم عبدالرزاق درباس في كلمته : أجل، مر من هنا الشعراء، بعضهم ترجّل، وبعضهم ما يزال على قيد الشعر، يصارع الليل بالكلمات ويمد للغد يدا من كلام ، وكبدا لوعتها تصاريف الزمان· ثم عرف مقدم الأمسية بالشاعرين قائلا : شعراء هذه الأمسية مألوفون لديكم بوجوههم وأسمائهم، أما أشعارهم فهي متجددة دائما، وإذا كانوا وقفوا على منبر هذا البيت وأنشدوا سابقا، فإنهم يقفون اليوم بروح جديدة، وتوثب أعلى للإبداع والإنشاد· وبعد ذلك تناوب الشاعران محمد المري وذياب المزروعي على إلقاء قصائد تنوعت أغراضها ومناخاتها بين قصائد المناسبات الوطنية، وقصائد الغزل، ومواضيع وأغراض أخرى ذهبت باتجاه الحكمة والتأمل في شؤون الحياة وشجونها· وبمناسبة الذكرى الثالثة لرحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان''رحمه الله'' ألقى الشاعر محمد المري قصيدة تصف مناقب الراحل الكبير وتجدد ذكراه بكلمات حانية ومعبرة، ومن أجواء القصيدة نستمع للمقاطع التالية: '' أسطورة العز صار العز عنوانه والمجد مجده تخلد في الزماناتي شيخ ترك في مشاعر شعبه الوافي عشق الكرامة وخلّف حسّ ما ماتي واحنا لها اليوم في مجده على ذكره نرفع أيادي دعانا صادق و ذاتي'' وعرج المري في قصائده الأخرى على مفردات الغزل العفيف من خلال قصيدته (ركني الهادي) التي غلبت عليها الشفافية وتطويع المفردات من أجل التماس مع أجواء الليل واستدعاء المحبوب بخطاب يمزج بين العتب والشوق المقيم· أما الشاعر ذياب المزروعي فألقى قصائد وطنية وأخرى تأملية مطرزة بالوجد، وتساؤلات الذات المثقلة بالتجارب والخبرات والغوص في حالات وتقلبات النفس البشرية وأهوائها المتناوبة بين الصعود والهبوط وبين الغموض والمكاشفة· ومن أجواء قصائده الوطنية المقاطع التالية المهداة لرئيس الدولة· '' الله عليك الله يا نسل الأحرار يا ابن الزعيم اللي صعيب مراسه (زايد) ومن فضله نحن دوم الاخيار بين العرب والمجد دايم لباسه له ندعي بالمغفرة وقت الأسحار وله جنة الفردوس سكن و مداسه'' ومن مناخاته التأملية المقاطع التالية من قصيدة حملت عنوان (نهج تجربة) وفيها يقول: '' قلبي توارى خلف عوج المحاديب به رعشة من زود ما به ومرتاب في ليلة فيها همومي غياهيب قام وتهجّد واصبح الصدر محراب أونّ في كهف الندم واللواهيب والنفس لوّامة لها مخلب وناب ناظرت بعيون العقل والتجاريب شفت الشجاعة بالصبر ليس بحراب''