الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بغداد عاجزة عن اتخاذ إجراءات ضد الكردستاني

7 نوفمبر 2007 02:43
رأى محللون سياسيون أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لن يستطيع تنفيذ تعهده، خلال المؤتمر الدولي بشأن العراق في اسطنبول الأسبوع الماضي، بتعقب واعتقال قادة متمردي حزب العمال الكردستاني التركي المحظور، في إقليم كردستان شمال العراق، إلا إذا قرر قادة الإقليم أن من مصلحتهم مساعدته على تهدئة تركيا· فالمالكي يملك القليل من الهيمنة على حكومة اقليم كردستان المتمتع بحكم شبه ذاتي· كما أنه يعتمد على الأكراد للحصول على الدعم السياسي فيما يشارك لواءان كرديان يضمان نحو 6000 جندي في تأمين بغداد· كما أبدى رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني والرئيس العراقي جلال طالباني وقادة أكراد آخرون ترددا في قتال أكراد مثلهم وهم اقلية غير عربية تعيش في منطقة جبلية تقع اراضيها ضمن الحدود العراقية والايرانية والسورية والتركية· كما أن إبقاء وجود لنشطاء الحزب في الجبال قد يكون ورقة مساومة مفيدة للأكراد في أي مفاوضات مستقبلية مع تركيا· وقال محلل فرع ''المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات'' في اسطنبول يوست هلترمان ''من المستحيل أن تقوم الحكومة بإجبار الأكراد على فعل أي شيء، قد تستخدم اجراءات قسرية لكن في هذه الحالة يمكن للأكراد إسقاطها''· وقال الخبير في الشؤون الكردية وأستاذ في سياسات الشرق الأوسط في جامعة اكستر في انجلترا جاريث ستانسفيلد ''لقد أصبح بارزاني وطالباني رمزين لحركة كردية شاملة وينظر إليهما باعتبارهما قصتي نجاح عن الحصول على الحكم الذاتي ودولة قائمة بالفعل في العراق ولذلك لديهما قدر كبير من المصداقية لا يريدان بالضرورة إلحاق الضرر به''· ويريد الأكراد ضم مدينة كركوك العراقية المنتجة للنفط إلى كردستان، بينما تخشى تركيا أن يساعد ذلك على تمويل قيام دولة كردية مستقلة ويغذي النزعات الانفصالية الكردية على أراضيها· وقال مدير ''برنامج البحث التركي'' في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى سونر كاجابتاي ''سيحتاجون لحمل تركيا على تقديم تنازلات بشأن عدد من القضايا من بينها كركوك ومستقبلهم السياسي''· ويتفق محللون على أن بارزاني سيواجه ضغوطا من واشنطن لاتخاذ خطوات ملموسة في اتجاه الحد من انشطة حزب العمال الكردستاني· وقال هلترمان ''الجهة الوحيدة القادرة على الضغط على حكومة اقليم كردستان هي الحكومة الأميركية· وحاليا إذا كان الاميركيون يودون الحفاظ على صداقة تركيا فإنهم يحتاجون ابلاغ القادة الأكراد: عليكم اتخاذ إجراء''· ويضيف ستانسفيلد لهذه النقطة قائلا ''هذا كابوس للاميركيين في الجغرافيا السياسية، فأهم حليف لديهم في العراق وهو الأكراد قد يتعرضون للهجوم من تركيا أحد أكثر حلفاء واشنطن أهمية في المنطقة''· استبعد محللون اتخاذ القوات العراقية والأميركية اجراء عسكريا ضد المتمردين الأكراد قائلين إن ذلك ليس مطروحا ببساطة، لكن اعتقال قادة اكراد يمكن تنفيذه· وقال كاجابتاي ''لدى الأكراد الامكانيات الاستخباراتية والموارد التي تمكنهم من الإمساك بقيادة حزب العمال الكردستاني· فالقائد الجديد للحزب مراد كارايلان يعاني من متاعب في الكلى ويذهب إلى أربيل للخضوع لغسيل الكلى''· ويحتمل أيضا أن يستخدم الأكراد أي نفوذ لهم على حزب العمال الكردستاني كي يوقف الهجمات لإعطائهم مساحة للتحرك ومنح تركيا الفرصة لتهدئة مواطنيها· وقال هلترمان ''في الوقت الحالي سيتراجع حزب العمال الكردستاني ويوقف العنف ثم سيأتي الشتاء وتتساقط الثلوج وبعد فترة سيسود الهدوء وسينسى الجميع ما كان يحدث ويعودون إلى الموقف القديم ذاته''·
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©