الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«السيتي» كبير على المملكة !

28 فبراير 2018 22:29
أبداً لم يكن يساورني شك في أن بيب جوارديولا، سيتوصل إلى صياغة أسلوب تكتيكي لمانشستر سيتي، يعينه على تركيع كل من يتسابقون بقوة المرجعيات والتاريخ على الألقاب المطروحة على المنافسة في بريطانيا، حتى لو كان لهؤلاء مدربون وفلاسفة من أمثال الداهية مورينيو والكيميائي كلوب والثعلب فينجر والحالم بوكيتينيو والخرساني كونتي. إلا أنني أشهد أن ما أراه اليوم مجسداً على مسارح الإبداع ببلاد الاحتفالية، أكبر بكثير مما توقعته، فجوارديولا الذي يدقق كثيراً في بناء المنظومة التكتيكية التي يؤمن بها، والتي استوحى روحها من الكرة الشاملة التي لقنه إياها الراحل يوهان كرويف، توصل فعلاً إلى حياكة معطف بسعة الجبال وبشساعة البراري وبهيبة أعماق البحار، لقد احتاج جوارديولا إلى سنة لا أكثر لكي يضع التوزيع التكتيكي الجميل لسمفونية كروية ينشدها «السيتيزن»، ولا يستطيع أي من السواعد الكروية الكبرى ببريطانيا محاكاتها. يوم الأحد الماضي، وقفت على واحد من المشاهد التي تقول بأن «السيتي» أصبح بلا منافس فعلي في إنجلترا، فما فعله بالأرسنال في نهائي كأس الرابطة الإنجليزية وهو يهزمه أداءً ونتيجةً، يبرز هول المسافة التي باتت تفصل المان سيتي عن كل الأندية الأخرى من الغريم المان يونايتد إلى توتنهام مروراً بالبلوز وليفربول، مسافة لا تقدر فقط بغنى الرأسمال البشري، ولكنها تقدر أيضاً بالسلاح التكتيكي الفتاك الذي يدخل به السيتي نزالاته، فلا يخسر إلا القليل القليل منها، كما كان الحال مع ليفربول يوم 14 يناير الأخير، عندما تمكن زملاء محمد صلاح من ضرب «السيتيزن» في مباراة مجنونة بأربعة أهداف لثلاثة، وكما حدث مع ويجان، حيث كلفت الخسارة أبناء جوارديولا الخروج مبكراً من منافسات الكأس. قبالة هذه العثرات التي تقول بإنسانية كرة القدم، كانت هناك استعراضات لهول الدمار الذي تحمله الأسلحة التكتيكية لمانشستر سيتي الموظفة في إطار إستراتيجية محكمة للغاية، فمن ينسى الطريقة التي أسقط بها زملاء دي بروين، ليفربول والمان يونيتد وتشيلسي، إلى الحد الذي جعل «سكاي بلوز» يهربون بصدارة الدوري الإنجليزي وبفارق يجعل الفوز بالدرع مسألة وقت فقط. «السيتيزن» بهذا الذي يفعله اليوم قال لنا أنه أصبح كبيراً على المملكة المتحدة، ولكن ما كانت الغاية من جلب الفيلسوف جوارديولا، هي الوقوف على قمة الهرم البريطاني، بل إن غاية الغايات هي الحصول على الكأس ذات الأذنين الطويلتين، ولكي يكون «السيتي» سيد أوروبا، عليه أن ينجح في امتحانات أشد ضراوة مع أسماك القرش، من أمثال ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان. هذا بالضبط هو ما يشغل اليوم عقل المهندس جوارديولا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©