الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

موجة تصحيح قاسية تجتاح أسواق المال المحلية وتبخر 27 مليار درهم

موجة تصحيح قاسية تجتاح أسواق المال المحلية وتبخر 27 مليار درهم
8 نوفمبر 2007 01:15
منيت أسواق المال المحلية بخسائر فادحة خلال جلسة تداول أمس بسبب موجة تصحيح سعري قاسية أتت على نحو 27 مليار درهم من القيمة السوقية في جلسة واحدة· وقال متعاملون في أسواق المال إن عمليات جني أرباح عقبتها عمليات تسييل إجبارية لتغطية مراكز مالية مكشوفة سرعت من وتيرة هبوط الأسعار التي حققت قفزات سعرية قياسية على مدى أكثر من أسبوعين، حيث يقدر خبراء في أسواق المال المحلية حجم عمليات الشراء على المكشوف بنحو 40% من إجمالي التداولات التي تجاوزت معدلاتها الاعتيادية في اليومين الماضيين· وبالرغم من حدة التصحيح إلا أن عدداً من المحللين والمتعاملين في السوق يرون في طياته مؤشرات ايجابية وإن كانت مستقبلية، حيث قال ساكت الجندي العضو المنتدب لشركة السهم الإلكتروني للأسهم والسندات إن التصحيح كان متوقعا غير أن المفاجئ هو حدة التصحيح· وأضاف خلال الأيام الماضية كان السوق في اتجاه صاعد بشكل عمودي وهذا بحد ذاته يحمل الكثير من المخاطر واليوم شاهدنا عمليات خروج لجني الأرباح· الجندي الذي يعد أحد أبرز المحللين الماليين انتقد عملية الخروج العشوائية التي اجتاحت أوساط المستثمرين واتباعهم سياسة القطيع متسائلا لماذا يضطر المستثمر الذي نفذ عمليات شراء مغطاة من البيع بمجرد تحرك الأسعار إلى الأسفل ؟· وأكد الجندي أن التصحيح رغم قساوته إلا أن السوق لم يفقد قوة الدفع ليواصل انتعاشه مشيراً إلى أن كافة الظروف تعزز مسار السوق الصاعد· من جهته حمل زياد الدباس المستشار في بنك أبوظبي الوطني المضاربين مسؤولية التصحيح السعري الحاد الذي اجتاح أسواق المال أمس وإن كان اقر بأنه نتيجة طبيعية لصعود متواتر في الأسهم على مدى الأيام الماضية· وقال الدباس التصحيح كان متوقعا إلا انه تأخر ما أدى إلى توسيع قاعدة المضاربين الذين قادوا بعض الأسهم إلى مستويات سعرية عالية من دون مبررات منطقية· وقال الدباس إن أسواق المال المحلية شهدت ازدحاما على البيع خلال جلسة تداول أمس بسبب ارتفاع وتيرة الشراء على المكشوف في الفترة الماضية التي قدرها بنحو 40% من إجمالي التداولات· وأوضح الدباس الذي يتبع خطا متحفظا في تحليلاته المالية أن مكاتب الوساطة أفرطت في منح تسهيلات ائتمانية دفعت الأسواق خلال فترة وجيزة إلى مستويات سعرية عالية مطالباً الوسطاء بالكف عن تحفيز المتعاملين لاتباع سياسة المضاربة كنهج استثماري أصيل في أسواق المال· وقال إن الأسهم التي تحقق ارتفاعاً عمودياً غير مدعوم بأسباب منطقية لابد لها من الهبوط واستبعد الدباس أن يشهد السوق سيناريو مشابهاً لما حدث في العام 2005 قائلا إن الظروف والعوامل مختلفة تماماً كما أن العوامل الإيجابية لارتفاع السوق في المرحلة المقبلة لا تزال موجودة، وقال إن التصحيح السعري سيؤدي إلى ترشيد قرارات المضاربين في الأسواق متوقعاً أن تخف حدة الهبوط خلال جلسة اليوم وان تسيطر حالة من الهدوء على الأسواق في الأيام المقبلة· إلى ذلك قال المحلل المالي وضاح الطه إن أسواق المال المحلية تلقت تدفقاً استثنائياً من السيولة على مدار الأيام الماضية ما خلق فجوات سعرية وفجوات في المؤشر كان لابد من ملؤها من خلال تصحيح سعري· وأوضح الطه أن ما شهدته أسواق المال المحلية أمس يعتبر حالة صحية تعزز مقدرة السوق على مواصلة الانتعاش وتوقع الطه أن تتمكن الأسهم المحلية التي تحتفظ بقوة الدفع اللازمة من مواصلة انتعاشها ووصول المؤشر إلى مستويات مرتفعة قبل نهاية العام· غير أن الطه قال إن التصحيح السعري الذي اجتاح الأسواق أمس لن يكون الأخير إلا انه لم يشير فيما إذا كانت هذه الحالة يمكن أن تستمر لأيام وقال حتى لو انتهت هذه الموجة فإن السوق سيشهد تداولات متحفظة في الأيام المقبلة· 750 مليون درهم صافي استثمارات الأجانب على الرغم من الانخفاض الكبير في مؤشر سوق الإمارات وسوقي أبوظبي للأوراق المالية وسوق دبي المالي إلا أن حصيلة مشتريات الأجانب كانت إيجابية بما يزيد عن 750 مليون درهم في كلا السوقين، فقد بلغ صافي استثمارات الأجانب كمحصلة بيع وشراء في سوق أبوظبي قرابة 250 مليون درهم كصافي استثمار موجب، بينما بلغ قرابة 500 مليون درهم صافي الاستثمار في سوق دبي المالي· وقال محللون: إن هذا الأمر يؤشر الى أن أسواق الدولة لا تزال في نظر المحافظ الاجنبية قوية ومغرية للدخول خصوصاً مع تراجع أسعار صرف الدولار، وارتفاع أسعار النفط الى مستويات تقارب 100 دولار للبرميل والتي أعطت الثقة الكاملة باسواق الخليج· وردوا ما حدث امس الى تدافع وتزاحم المحافظ الاجنبية للتسييل والتي عمقت الاتجاه الهبوطي الذي حدث بعد الساعة الاولى من التداول·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©