الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

رسوم الازدحام في لندن تنعش سرقات لوحات السيارات

رسوم الازدحام في لندن تنعش سرقات لوحات السيارات
8 نوفمبر 2007 01:16
يبدو ان نظام فرض رسوم الازدحام المروري المتبع في وسط لندن والذي أصبح يطبق في معظم المدن العالمية بهدف تقليل التكدس المروري وحدة التلوث بات يجلب معه آثاراً غير مرغوب فيها تمثلت في قفزة هائلة في حوادث سرقة أو تزييف لوحات أرقام السيارات· فقد شرع اللصوص في سرقة عشرات اللوحات في كل يوم بهدف خداع كاميرات الحركة المرورية التي تفرض رسماً يومياً بقيمة 16 جنيه استرليني مقابل السياقة في وسط لندن بالاضافة الى رسوم مقابل الخروقات والمخالفات المرورية الأخرى· وهناك نظام كمبيوتري درج على مقارنة أرقام اللوحة التي يتم التقاطها بواسطة الكاميرا مع الأرقام المحفوظة في سجل السيارات واذا ما فشل مالك السيارة في دفع رسوم الازدحام ''عبر الإنترنت أو بواسطة هاتف الموبايل أو في أي من محطات التزود بالوقود'' في اليوم التالي فسوف يتلقى عبر البريد صورة لسياراته ملحق بها فاتورة الغرامة· لذا فقد أصبح بإمكان أي شخص يستخدم لوحة أرقام خاصة بشخص آخر ان يتجول في جميع أنحاء المدينة بحرية كاملة قبل ان تذهب جميع الرسوم والغرامات الى حساب صاحب اللوحة الحقيقية· تقول صحيفة الوول ستريت جورنال إن الشرطة قبل انفاذ رسوم الازدحام في فبراير عام 2003 لم تكن مهتمة بمتابعة واقتفاء اثر لوحات الأرقام المسروقة نظرا للإعلان عن حوادث قليلة فقط آنذاك· أما في العام 2004 فقد تم الابلاغ عن سرقة 6 آلاف لوحة تقريباً وفقاً لإحصائيات المتروبوليتان بوليس في لندن قبل ان يقفز عدد هذه البلاغات الى 9777 سرقة في العام الماضي· وبات هناك عدد يصل الى 300 سيارة تحمل لوحة غير قانونية تدخل الى منطقة رسوم الازدحام في لندن في كل يوم وفقاً لأرقام جمعية السيارات في المدينة· والى جانب سرقة لوحات الارقام الخاصة بالغير فقد درج بعض اللصوص الذين بدأت تطلق السلطات عليهم اسم ''مستنسخي السيارات'' - على التسلل الى ساحات مواقف السيارات أمام وخلف كبريات محال السوبر ماركت وعلى جانب الطرقات من أجل استنساخ لوحات السيارات، قبل ارسال الارقام الى شركات الانترنت من أجل انتاج نسخ مطابقة لهذه اللوحات دون اثباتات بملكيتها كما يقول جون ويك رئيس وحدة استخبارات جرائم السيارات في بريطانيا التي تعني بتحليل آثار الجرائم الوطنية للسيارات· بل ان روبرت جودويل عضو البرلمان المسؤول عن سياسات الطرق في حزب المحافظين بعد ان شعر بالضجر من استمرار عمليات الخداع والاحتيال في هذا الصيف عمد الى استنساخ لوحة سيارات رئيس الوزراء جوردون براون السوداء من نوع جاغوار ولجأ الى احدى شركات الانترنت لإنتاج لوحة مطابقة للوحة الحقيقية مقابل 40 جنيهاً استرلينياً قبل ان يستلمها بواسطة البريد بعد يومين لاحقاً وأثناء حملة في دائرته الانتخابية في سكاربورج في انجلترا بشأن هذه المشكلة المتنامية أخذ جودويل يلوح باللوحات المزيفة قائلاً ''بات بإمكاني الآن تركيب هذه اللوحات في سيارتي ثم تذهب الغرامات الباهظة الى الرجل الساكن في 10 داوننج ستريت''· والى ذلك فإن عقوبة سرقة لوحة الأرقام التي تصنف كـ''سرقة من السيارة'' ما زالت تتمثل في غرامة صغيرة الحجم لا تتعدى بضعة مئات من الجنيهات الاسترلينية كما يقول المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية· وعند إلقاء القبض على احد لصوص سرقة لوحات الارقام عادة ما تتم محاكمته على جرائم أكبر حجماً تتعلق بسرقة السيارة نفسها أو استخدامها لارتكاب سرقات أخرى للمنازل أو البنوك· لذا فقد اتجهت شرطة سكوتلانديارد الى وضع بعض التدابير لمواجهة مشكلة استنساخ السيارات عبر تزويد رجال الشرطة بوحدات كاميرات متنقلة تعمل على فحص لوحات السيارات المشتبه بها عن قرب ثم إخطار أقرب وحدة شرطية للعمل على نزع هذه اللوحات· ولكن الشرطة فيما يبدو لا ترغب في التخلص من الكاميرات المنصوبة في الشوارع لأنها برهنت على كفاءة غير عادية في الكشف عن العديد من أنواع الجرائم الكبرى الأخرى مثل هجمات يوليو 2005 الارهابية والمحاولات العديدة اللاحقة للقيام بالتفجيرات· ويعتقد ان جزءا من المشكلة يتعلق بأن لوحات السيارات في بريطانيا يتم تصنيعها من قبل آلاف الشركات الخاصة بخلاف ما عليه الحال في أميركا حيث تسيطر الولايات على عملية الانتاج· وضمن رد فعل الحكومة البريطانية تجاه مشكلة ارتفاع حدة هذه الجرائم فقد عمدت الى وضع معيار جديدة لهذه اللوحات بحيث ان الانواع الجديدة منها والتي يتم تسويقها على انها ''ضد السرقة'' يجب ان تستغرق عملية تفكيكها ثلاث دقائق على الأقل وان تصبح كذلك غير قابلة للاستخدام مرة أخرى بعد نزعها من احدى السيارات·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©