الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رئيس اليمن يتعهد بإشراك الشباب في صناعة القرار

رئيس اليمن يتعهد بإشراك الشباب في صناعة القرار
11 فبراير 2013 23:26
عقيل الحـلالي (صنعاء) - تعهد الرئيس اليمني المؤقت، عبدربه منصور هادي، أمس الاثنين، بإشراك الشباب في صناعة القرار، وذلك في مقال كتبه بمناسبة الذكرى الثانية لاندلاع الانتفاضة ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح في 11 فبراير 2011. وقال الرئيس اليمني، في المقال المعنون بـ»كلمة من القلب لأبنائي الشباب»، ونشرته صحيفة «الثورة» الحكومية، إن «مسيرة التغيير الوطني الكبيرة» انطلقت في يوم 11 فبراير 2011، مؤكداً ضرورة أن يحصد الشباب «ثمار العملية السياسية القائمة في تحقيق الآمال والطموحات». ودخل اليمن أواخر نوفمبر 2011 حيز تنفيذ اتفاق لنقل السلطة تنظمه مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي خلال مرحلة زمنية تستمر حتى فبراير 2014. وذكر هادي أن الدولة ستعمل بإصرار على استيعاب الشباب وإشراكهم في صناعة القرار وتقديم كافة التسهيلات للمشاريع والمؤسسات الشبابية»، مشيداً بدور الشباب الذين طالبوا بالتغيير «بصورة سلمية حضارية»، في اكتشاف «حجم الاختلالات الهائل»، وإطلاق «عجلة التغيير الشامل إلى الأمام».وكان هادي - قبيل انتخابه في 21 فبراير العام الماضي رئيساً مؤقتا للبلاد لمدة عامان فقط بموجب اتفاق نقل السلطة - نائبا لسلفه علي عبدالله صالح منذ تعيينه في هذا المنصب في أكتوبر 1994. وأشار هادي إلى أن البلاد مرت خلال العامين الماضيين «بواحدة من أخطر أزماتها المعاصرة إن لم تكن أخطرها على الإطلاق»، خصوصاً بعد أن تفاقم الصراع في 2011 بين قوى «الشرعية الدستورية»، التي كان يمثلها نظام الرئيس السابق، وقوى «الشرعية الثورية» التي مثلها المحتجون الشباب وأحزاب وقوى سياسية واجتماعية. وقال إن «الشرعية الثورية ما كان لها أن تحقق أهدافها في التغيير الجذري إلا بتضحيات بالغة ودماء غزيرة»، لافتا أيضا إلى «الشرعية الدستورية لم تستطع الصمود أمام إرادة التغيير العارمة نتيجة للتدمير الذاتي الذي عرضت نفسها له طوال السنوات الماضية بسبب طغيان المشاريع الخاصة والصغيرة على المشروع الوطني العظيم». وذكر أن اتفاق المبادرة الخليجية مثل «المخرج المشرف واللائق لطرفي الشرعيتين الثورية والدستورية»، كونه عبر عن مطالب التغيير المنشود وجنب اليمن «صراعاً دامياً» كان سيحول البلاد إلى «أشلاء ممزقة ودمار هائل لا حدود له». وشدد هادي على أن «القادم سيكون أفضل رغم كل الصعوبات والتعقيدات»، متعهداً برعاية جرحى وأسر قتلى الانتفاضة الشبابية، «والمضي في إنجاز التغيير الذي قطعنا في طريقه خطوات طيبة (..) بفضل أرواحكم المتقدة وتضحياتكم النبيلة». ولفت إلى ما أن ما تحقيقه خلال العام المنصرم كان قبل ذلك «أحلاماً يائسة وآمالاً مستحيلة»، مشيراً إلى أنه تم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وإعادة الخدمات الأساسية واستكمال هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية. وذكر أن اليمنيين مقبلون على مؤتمر الحوار الوطني في 18 مارس القادم، الذي «سيرسم شكل اليمن الحديث وينجز الدستور الجديد باعتباره الطريق إلى وطن تسوده قيم الحرية والعدالة والمساواة لا غالب فيه ولا مغلوب ولا ظالم ولا مظلوم». ويواجه هادي ضغوطاً من فصائل الحركة الاحتجاجية الشبابية وأحزاب «اللقاء المشترك»، الشريكة في الائتلاف الحاكم، لإعلان 11 فبراير «يوماً وطنياً»، وهو ما يرفضه بشدة حزب الرئيس السابق، الذي ينتمي له الرئيس الانتقالي. ومنذ أيام، رُفعت لافتات على أعمدة الإنارة في عدد من شوارع العاصمة اليمنية كُتب على بعضها «11 فبراير ثورة مستمرة»، و11 فبراير الثورة الشبابية الشعبية». ودعا تكتل «اللقاء المشترك»، في بيان أمس الاثنين، الرئيس هادي والحكومة الانتقالية إلى اعتماد 11 فبراير «عطلة رسمية أسوة بأعياد الثورة اليمنية» المعترف بها. وقال مسؤول يمني حكومي، لـ»الاتحاد»: «ليس هناك أي توجه للحكومة الانتقالية لإعلان 11 فبراير يوما وطنيا وعطلة رسمية»، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء، محمد سالم باسندوة، الذي يمثل تكتل «اللقاء المشترك»، كان يعتزم طرح هذا الموضوع على الحكومة «لكنه تراجع عن ذلك لحساسية هذا الأمر». وزار باسندوة، أمس الاثنين، مقبرة «شهداء ثورة التغيير» بالقرب من مخيم الاحتجاج الشبابي في صنعاء، ووضع «إكليلا من الزهور على ضريح شهدائها الابرار»، حسب وكالة الأنباء اليمنية «سبأ». وقال باسندوة، إن 11 فبراير سيظل «يوماً تاريخياً وخالداً لدى الشعب اليمني»، مشدداً على ضرورة استكمال «الثورة» حتى «تحقيق التغيير الكامل». وتفقد رئيس الوزراء اليمني أعمال إقامة نصب تذكاري لـ»شهداء» الانتفاضة الشبابية، ووعد بأن تعمل حكومته «كل ما في وسعها من اجل الاهتمام بأسر الشهداء وتوفير الرعاية الطبية والعلاجية اللازمة للمصابين والجرحى في مستشفيات الداخل» والخارج. وشهدت العديد من المدن اليمنية مهرجانات فنية وكرنفالية شبابية «احتفاءً بالذكرى الثانية لانطلاق ثورة 11 فبراير 2011»، بمشاركة عشرات الآلاف من أنصار الانتفاضة الشبابية، الذين احتشد آلاف منهم في مدينة تعز (وسط) فيما عُرف لاحقاً بـ»ساحة الحرية»، حيث اندلعت الشرارة الأولى للانتفاضة بإعلان عشرات من الشباب المستقلين الاعتصام هناك، بعد أقل من ساعة من إعلان الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، تنحيه تحت ضغط الشارع. وفي العاصمة صنعاء، احتشد الآلاف من أنصار الحركة الاحتجاجية الشبابية، بينهم مئات النساء، في شارع الستين الشمالي، حيث منزل الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، وهم يرفعون أعلاما وطنية وصور القتلى الذين سقطوا في أعمال عنف شهدها اليمن في 2011.كما رفع متظاهرون صورا للرئيس اليمني الأسبق، إبراهيم الحمدي، الذي قُتل في ظروف غامضة في عام 1977. وأعلن القائمون على المهرجان، الذي تولت وحدات أمنية تأمينه، وتضمن عرضا كرنفاليا شبابيا، الحادي عشر من فبراير يوما وطنيا». وقالت فكرية الأصبحي، في كلمة نيابة عن أسر «شهداء الثورة»: «لن نخون تلك الدماء لشهدائنا الأحرار»، متعهدة باستمرار (الثورة) طالما وأسرة الرئيس السابق «حرة طليقة تعبث بأموالنا»، حسب قولها. وأضافت: «إننا ماضون لإسقاط الحصانة ليكون (صالح) عبرة لغيره»، وخاطبت أعوان الرئيس السابق بالقول: «لا تفرحوا لأنكم تسرحون وتمرحون، فسوف تصل يد العدالة إليكم يوماً ما (..) فانتظرونا أيها الطغاة إننا قادمون». وطالبت الرئيس الانتقالي بعزل «الفاسدين» من مناصبهم الحكومية، مشددة رفض فصائل الحركة الاحتجاجية الشبابية التحاور مع من وصفتهم بـ»القتلة». كما طالب بيان أصدرته «اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية»، التي قادت احتجاجات 2011، الرئيس هادي باستكمال عملية توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية لتجنيب البلاد «أي اختراق خارجي»، وإلزام الحكومة الانتقالية بتشكيل لجنة وطنية لمعالجة أسر الضحايا والجرحى. وأكد البيان ضرورة «محاكمة القتلة واستعادة الثروات المنهوبة»، ودعا إلى نزع سلاح المليشيات والجماعات المسلحة التي عززت نفوذها في البلاد بعد الإطاحة بصالح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©