الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عولمة الصناعة ودقة التصنيع

8 نوفمبر 2007 01:35
أصبح العديد من زبائن السيارات يشعرون بالحيرة والتردد قبل الإقدام على شراء طرز من سيارات تصنعها شركة معينة في غير موطنها الأصلي· وتأتي هذه الظاهرة بعد أن نشرت العديد من الشركات العالمية الكبرى لصناعة السيارات مصانعها في العديد من دول العالم النامية بهدف استغلال رخص الأيدي العاملة والمواد الأولية· ولا تكاد تستثنى من هذا التوجّه إلا القليل جداً من الشركات المصنعة للسيارات وبما يوحي بأن عولمة التصنيع أصبحت واحدة من أبرز الظواهر الاقتصادية الحديثة خاصة لأنها لا تتعلق بالسيارات وحدها بل امتدت إلى معظم القطاعات الصناعية الإنتاجية· وكما هي حال أية ظاهرة اقتصادية أخرى، فإن مما لا شك فيه أن عولمة الصناعة تنطوي على الكثير من الفوائد والعديد من الأضرار· ومن فوائدها، الإسهام في حل مشكلة البطالة في البلدان المضيفة، والرفع من مستوى المهارات التقنية لشعوبها، وزيادة مداخيلها· ومن أبرز أضرارها، انخفاض مستوى جودة المنتجات المصنّعة في معظم الأحوال· وقد يكون من الطبيعي أن تنخفض جودة تصنيع ودقة تجميع السيارات عندما تتم في مصانع تقع في بلدان قليلة الخبرة بهذه الصناعة الدقيقة· وهناك الكثير من الشركات التي بالغت في التخوّف على سمعتها من هذه الظاهرة عندما فكرت في إنشاء مصانعها في دول أخرى مثل شركة بورش الألمانية المتخصصة بصناعة السيارات الرياضية والتي أعربت أمس الأول عن عدم رغبتها ببناء مصنع في الولايات المتحدة رغم الزيادة الكبيرة في مبيعاتها هناك· وأرجع مايكل ماخت مدير الإنتاج في الشركة السبب في اتخاذ هذا القرار إلى اعتماد بورش شعار ''صنع في ألمانيا'' وهو ما يتطابق أيضاً مع رغبة زبائن الشركة بالرغم من أن السوق الأميركية تمثل 37 بالمئة من مبيعات الشركة· وقد يبرر كل ذلك حالة التردد التي يشعر بها الزبائن عند الإقدام على شراء (السيارات غير الأصيلة)، ولا شك أنهم غير مخطئين عندما يشعرون بهذا التردد·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©