الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سائق الفريق العيناوي يعيش معهم فرحة الفوز ويلزم الصمت عند الخسارة

سائق الفريق العيناوي يعيش معهم فرحة الفوز ويلزم الصمت عند الخسارة
13 فبراير 2011 21:30
العين (الاتحاد)- يختلف السائق الصومالي عبدالله محمد حسين عن أي سائق يقود مركبات ثقيلة ليس بسبب خبرته أو مهارته بل لأنه حظي بشرف نقل لاعبي فريق نادي العين الرياضي لكرة القدم المعروف بالفريق العيناوي صاحب الشهرة الواسعة على مستوى الدولة وخارجها. وهو على مشارف السبعين من عمره ما زال يتمتع بصحة جيدة وقدرة على العمل والعطاء، مكتسباً ذلك من روح شباب الفريق الذين كبروا أمامه يوماً بعد يوم، فمنذ ما يزيد على 32 سنة وهو يلازمهم ويعيش معهم فرحتهم بالفوز وحزنهم بالخسارة. عبد الله حسين سائق الفريق العيناوي هو ضيف زاوية مهنتي لهذا اليوم. يعود عبد الله بذاكرته إلى الأيام الأولى التي حضر فيها إلى أبوظبي ويتسلسل بحديثه موضحاً طريقه إلى نادي العين الرياضي الثقافي ويقول :” أنهيت الدراسة الثانوية وحصلت على رخصة لقيادة السيارة وأنا لم أتجاوز التاسعة عشرة من عمري ورخصة المركبات الثقيلة لأعمل في قيادة الشاحنات والحافلات، وقدمت إلى أبوظبي عام 1968 وعملت سائق خاص (دريول ) لعائلات إماراتية، ومن ثم انضممت إلى هيئة مواصلات أبوظبي لأعمل سائق شاحنة على خط أبوظبي العين، انتقلت بعدها للعمل في مطار أبوظبي الدولي القديم الذي كان اسمه حينها مطار البطين أنقل فيه المسافرين من الطائرة إلى مبنى المطار وبالعكس، ولأنني رغبت في تحسين دخلي نظراً لأن راتبي في المطار لم يكن كافيا اتصلت بصديقي محمد عمر اسماعيل وهو أول سائق في نادي العين الرياضي الثقافي وسألته إن كان النادي بحاجة لسائقين، وبعد أن تواصل مع أصحاب العلاقة عاد يبشرني بحاجتهم إلى سائقين ليبدأ طريقي معهم منذ عام 1978، ولم أكن متخصصا حينها بالفريق العيناوي حيث كنا كسائقين نتقاسم توصيل اللاعبين من مختلف الرياضات التي تمارس في النادي إلى مبارياتهم ونعود بهم إلى النادي، وبعدها تم تخصيص كل سائق لفريق لاعبي رياضة ما ووقع اختيارهم على لأتولى مهمة نقل الفريق العيناوي من وإلى النادي لما أتمتع به من صبر وروية تجعلني أتحمل بعض الممارسات الشبابية الاستفزازية التي يمارسها اللاعبون أثناء ركوبهم في الباص، ولأنهم شعروا بحبي الشديد لكرة القدم وحماسي للفريق العيناوي الذي مثل الدولة في كثير من الدوريات والبطولات “. ويضيف :” قبل أن أنضم للعمل في نادي العين الرياضي الثقافي كنت ومازلت أعشق رياضة كرة القدم وكان للفريق العيناوي معزة خاصة قبل أن أعمل معه، حيث كنت في أوقات عطلتي آتي لحضور مبارياتهم في الملعب ولم أكن أتخيل أنني سأصير يوما سائقا ينقلهم وأعتبر ذلك شرفاً كبيراً لي“. يتجه عبدالله يومياً إلى النادي منذ الساعة التاسعة صباحا ليحضر تمارين اللاعبين اليومية وإذا ما تعرض أحدهم لإصابة أثناءها يقوم بنقله إلى المستشفى ويلبي احتياجاتهم واحتياجات النادي الأخرى. تواجد عبد الله الدائم مع الفريق العيناوي أثناء التمرين وقبل المباراة وأثناءها وبعد انتهائها سواء داخل الدولة أو خارجها وطد صلته وعلاقته بل وصداقته بجميع أعضاء الفريق يوضح ذلك :” عندما عرفت اللاعبين شعرت أنني صديق لهم وبمرور الوقت صرت أخاً لهم، أما الآن فأنا بمثابة والدهم !! لقد رأيتهم يكبرون يوما بعد يوم، عشت معهم كل اللحظات الجميلة والحزينة فعندما أصحبهم للمباراة أشعر بتوترهم وتشنج أعصابهم ورغبتهم في الفوز تماما كمن يذهب للمعركة ولا يريد إلا النصر، وعندما نعود من المباراة يطير قلبي فرحا بفوزهم ويكاد ينفجر ألماً لو خسروا مباراتهم فتجدني ألتزم الصمت مثلهم طوال الطريق ولا أريد من أحد أن يكلمني وأحاول جاهدا ألا يؤثر حزني على قيادتي للباص فمن يحمل أرواحاً معه يجب أن يكون مؤتمناً عليهم ويبذل مسؤولية وحذر مضاعف يمنع من تعرضهم لخطر الحوادث .”مئات المباريات أوصلهم إليها عبد الله وحضرها معهم أكسبته ثقافة ومفهوم عميق لقواعد وأسس رياضة كرة القدم فهو يراهم عند التمرين ويسمع كلام مدربهم وهو يوجههم ويحاول أن يتحسس نقاط القوة والضعف لديهم وكذلك تواجده معهم بشكل مباشر في الملعب الذي يكون فيه التفاعل والحماس كبيرا هذا بدوره أثر في شخصية عبد الله وزاد من حبه لهذه الرياضة الشعبية الأكثر شهرة في العالم لدرجة أن أولاده لا يمكن أن يفوتوا عليهم مباريات البطولات والدوري وما شابه ذلك، أما أقارب عبد الله وجيرانه فيسألون زوجته ماذا حصل مع الفريق العيناوي هل فاز أم خسر ؟! كما أكسبه عمله في النادي أصدقاء كثر وهم (لاعبو الفريق ومدربوه ومن يقومون بإدارته). لا يعترف عبد الله بوجود صعوبات في عمله كما يشكو السائقون من آلام في الظهر والرقبة خلفتها قيادة الحافلات وغيرها من المركبات الثقيلة لكنه يعتبر أن الصعوبة الوحيدة هي حالة التوتر الشديد التي تخيم عليه عندما ينقل الفريق إلى مباراة ما. ويذكر عبد الله أن مهنته كسائق حافلة باتت أسهل بكثير من السابق ففي الماضي لم تكن الحافلات وغيرها من المركبات الثقيلة مكيفة مما كان يعرضهم لحرارة الجو التي لا تحتمل في بعض شهور السنة، بالإضافة إلى أن الشوارع لم تكن بالماضي معبدة وبذات الاتساع التي هي عليه الآن فهو يعتبر أن سائقي الحافلات اليوم في نعيم ورفاهية مقارنة بأيام زمان. يشعر عبد الله بأن مهنته من المهن التي تحظى بنظرة مجتمعية إيجابية خصوصا أنه مرتبط بفريق له شهرة وصيت ومكانة في قلوب الكثيرين مما يمنحه نظرة مجتمعية مميزة عن أقرانه من أبناء المهنة، ويزداد اعتزاز سائق الفريق العيناوي بهم أنه يسكن وأسرته في بيت كان مقراً لنادي العين الرياضي لحظة تأسيسه عام 1968 وقبل انتقاله لموقعه الجديد ويكمن هذا البيت في منطقة الجاهلي. من المواقف واللحظات الجميلة التي يصعب على عبد الله نسيانها فوز الفريق العيناوي ببطولة كأس آسيا للأندية عام 2003، أما أكثر اللحظات التي شعر فيها بالألم والحزن الشديد عندما حصل الفريق على المركز قبل الأخير في بطولة الدولة لكرة القدم وذلك في موسم 85- 86 ميلادية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©