الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«أحلى مذاق» يقدم أشهى مأكولات المطبخ المحلي

«أحلى مذاق» يقدم أشهى مأكولات المطبخ المحلي
16 ابريل 2016 22:17
أزهار البياتي (الشارقة) تواصل «أيام الشارقة التراثية» برامجها الشائقة والمستمرة حتى 23 أبريل الجاري، مقدمة لجمهورها وزوارها ساحة التراث في قلب الإمارة القديمة، دعوة مفتوحة للتمتع بمختلف ما تضمه من فعاليات وأنشطة تنتصر للموروثات الشعبية وتستعيد زمن الماضي الجميل، لتصوغ وفق هذا السياق فقرات وعروضا يومية متنوعة تعكس سمات الثقافة الإنسانية وأوجه العادات والتقاليد المتأصلة في جذور سكان البيئة المحلية. «أحلى مذاق» قد لا يسع الزائر لاحتفالية «الأيام» في دورتها الحالية من المرور على الساحة القديمة دون أن تشده قدماه نحو درب «الأطايب» والتمتع بما يقدمه ركن «أحلى مذاق»، تجتذبه قوة الروائح الشهية الفواحة من تحضير ألذ الأكلات الشعبية وأطيب الأطباق التقليدية التي اشتهر بها أهالي المنطقة، حيث تختلط نكهات الهيل والزعفران وماء الورد مع طعم السمن العربي والسكر والعسل، مستقطبة الصغار والكبار من مختلف الجنسيات والأعمار. وعبر دكاكين وأكشاك مفتوحة في الهواء الطلق، تفترشها نساء مبرقعات يقرصن العجين ويخبزن الأرغفة الساخنة، تطالعك مشاهد حية تستعيد نفحات الماضي وترجعك إلى زمن الأصالة وبساطة الحياة، مسترجعة أنماطا منتقاة من أهم المأكولات الشعبية التي اشتهر بها أهل الإمارات، بكافة أوانيها وأدواتها التقليدية القديمة، حيث تحضّر مباشرة وجبات ساخنة مما لذ وطاب من أطباق محلية كـ«اللقيمات» و«البثيث» و«الخبيص»، مع خبز شهي من أنواع «الرقاق، الجباب، الخمير» تحمص على وهج الصاج الساخن. الطبق الشعبي تقول المواطنة آمنة علي، أحد المشاركات في ركن «أحلى مذاق» في ساحة التراث «نقدم مجموعة منوعة من الأكلات الشعبية والحلويات الخليجية، مستضيفين الحضور والزوار من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية، مقدمين لهم تفاصيل من هويتنا وخصوصيتنا المحلية، حيث تتعّرف الأجيال الجديدة من بناتنا وأبنائنا على أهم الأساليب التقليدية القديمة المستخدمة في تحضيرات الطبق الشعبي، وبعض الطرق التي كان يتم بها العجن والخبز والطبخ في الماضي، فتتاح لهم فرص الاطلاع على عروض حية ومشاهد عملية وتفصيلية لخلط المقادير وشعل الأفران وخلافه». وتتابع: «خلال مشاركتي في «الأيام» أقوم بخبز الرقاق العربي، على وجه الصاج الحار، وأعده بالطريقة القديمة التي ورثتها من أمي وجدتي، ليؤكل وهو مقرمش وساخن مع كوب من شاي «الكرك» بمنتهى اللذة والاستمتاع». اللقيمات وفي دكان مجاور آخر جلست الخمسينية «أم محمد» تقلب بحماس أقراص اللقيمات في قدرها الكبير والمليء بالزيت الحار، ملتقطة حباتها الذهبية بملعقتها الكبيرة «الملاس»، لتخرجها من المقلاة وتسقطها في صحن معدني ملأه الدبس، أو تغمرها بحلاوة «الشيرة» أي «الماء المغلي بالهيل والسكر»، وهي تعّبر عن فرحتها بالمشاركة ضمن فعاليات المهرجان، واعتزازها بما يستقطبه طبقها المحلي من اهتمام المارة والزوار، فتقول: «أتفنن في تحضير ألذ حبات اللقيمات، وهي مهنة أتقنت سرها وتعلمت تفاصيلها منذ الصغر، حين كنت أراقب الوالدة وهي تحضرها لنا في أمسيات رمضان وصبح الأعياد، والجميل أنها لا تزال تمتاز وصفتها بالبساطة والسلاسة واللذة كما عهدناها في الزمن القديم، وتعد طبقا مفضلا عند أهل الخليج، يعشقه الكبار قبل الصغار، خاصة إذا كانت اللقيمات معدة بشكل احترافي، ومغمورة بقطرات الدبس ومنكهّة بمسحوق الهال والزعفران مع رشة من السمسم المحمص تنثر على وجه الطبق عند التقديم». «الهريس» و«العرسية» كما تصف المواطنة «أم إبراهيم» (46 عاماً) سعادتها بإعداد أكلات شعبية أخرى من صميم التراث المحلي، تشارك في تقديمها لضيوف المهرجان، وتشمل أصنافا متنوعة من الوجبات المحضرة بالمنزل مثل «الهريس» و«العرسية»، وتشير قائلة: «الطهو هوايتي وشغفي الذي اتخذت منه حرفة ومعاشا، فالأكلات الشعبية تشكل جانبا مهما من أوجه التراث، يعبّر عن نمط وثقافة السكان، فالمواطنات الخبيرات ينقلن ببساطة ما ورثنه من فنون تقليدية وعادات في هذا المجال». أطايب إماراتية تقول «أم إبراهيم»، إن أجواء «الأيام» مفعمة بالإثارة والمتعة والحماس، ونلاحظ تزايد مطرد في نسبة الحضور والإقبال، وفريج «أحلى مذاق» مع «درب الأطايب» وفعاليات المأكولات الشعبية بشكل عام تحظى بنصيب الأسد من الزيارة والاستقطاب، لما تقدمه من ألوان متعددة لأطباق تراثية ومشروبات عربية وحلويات وأطايب إماراتية النكهة والطراز، تذكرنا بحياة الأولين والطعم الأصيل من طبخ الأمهات والجدات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©