الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهندسات إماراتيات يصنعن روبوت مراقبة مزود بحساسات لاسلكية

مهندسات إماراتيات يصنعن روبوت مراقبة مزود بحساسات لاسلكية
13 فبراير 2011 21:30
“نريد أن نبرهن للعالم أن فتيات الإمارات قادرات على أن يبتكرن صناعة جديدة لم يكتشفها أحد” مقولة انطلقت من شفاه أربع مهندسات إماراتيات تعانقت أيديهن وتعاضدت أفكارهن لتطبيق ما درسنه في قسم الهندسة الكهربائية في جامعة الإمارات للوصول إلى ابتكار جديد يخدمن به البشرية ويرفعن اسم بلدهن في سماء العلم والمجد والتميز. حيث صنعت الطالبات موزة خلفان المحرزي وبيّنه محمد العامري ومريم حميد الشامسي وعفراء راشد الظاهري روبوتا للمراقبة. (العين) - للتعرف على فكرة هذا الروبوت ومبدأ عمله وما ينطوي عليه من استخدامات التقينا المهندستين موزة المحرزي وبيّنه العامري اللتين تحدثتا نيابة عن الفريق. تقول بيّنه العامري عن فكرة الروبوت والشرارة التي سببت اختراعه: “الروبوت جهاز إلكتروني متحرك يحل محل الإنسان في الأماكن التي يصعب دخوله إليها، مثل المختبرات والمصانع ومحطات الكهرباء والبترول والتي يدخلها المهندس عادة ومعه أجهزة قياس الحرارة أو الضغط، مما قد يعرضه لبعض المخاطر، أما الآن فيمكنه أن يدخل الروبوت المزود بحساسات لاسلكية تقوم بجمع القراءات الفيزيائية عن المكان وهي درجة الحرارة والضغط الجوي وشدة الضوء، ويقوم الروبوت بإرسال البيانات لاسلكيا إلى جهاز الكمبيوتر، وبذلك يمكن إعطاء صورة واضحة عن المكان قبل دخوله واتخاذ إجراءات الحيطة والحذر”. وتضيف: “جاءت فكرة الاختراع عندما كنا نتدرب في شركة “ترانسكو” لنقل الكهرباء حيث لم يكن يسمح لنا بالدخول في أماكن معينة لارتفاع درجات الحرارة بها، ففكرنا في اختراع شيء يمكنه قياس درجات الحرارة بدلا من الإنسان، ومن ثم طورناه بحيث أصبح قادرا على قراءة نسبة الغازات السامة الموجودة في مكان ما وخاصة محطات البترول”. وتوضح المحرزي مثالاً آخر يبين أهمية الروبوت الذي قاموا باختراعه إذ تقول: “عندما يقوم موظف أو فني الكهرباء بإصلاح أحد أعمدة الكهرباء المتعطلة فإنه قد يتعرض لخطر أو صعقة كهربائية فعلى الرغم من إطفائه لها قبل البدء بالعمل لكن قد يبقى هناك تأثير للموجات الكهرومغناطيسية التي يسببها الجهد العالي في خطوط نقل الكهرباء سواء كانت تحت الأرض أو ظاهرة في الهواء، فيقوم هذا الروبوت بقياس شدة الموجات الكهرومغناطيسية ويرسلها برسالة على جهاز الكمبيوتر المتصل به فيتخذ الفني الحيطة والحذر”. روبوت مصنوع بالكامل يستعين كثير من أصحاب الابتكارات بروبوتات جاهزة من الأسواق ويعدلون عليها ويضيفون إليها أفكارهم التي تكسبها وظائف جديدة لكن مهندسات روبوت المراقبة صنعن بأنفسهن روبوتا وأكسبنه الخواص التي يردنها ليكون اختراعهن من صنع أيديهن، وقد مرت عملية اختراع الروبوت بمرحلتين تم في المرحلة الأولى صنع روبوت مبسط وتم تطويره بروبوت آخر دون أن يلغي السابق عبر إضافات جديدة زادت من اتساع المساحة التي يقوم بها الروبوت بعملية المراقبة دون تحديدها في إطار معين كما في الروبوت الأول، وفي ذات السياق تشرح المحرزي : “استغرقت عملية صنع الروبوت الأول 4 شهور بدأناها ببحث ودراسة لكيفية صنع الروبوت عبر المواقع الإلكترونية وسؤال أساتذتنا في ذلك، حتى وصلنا إلى المعلومة التي نريدها، وبدأنا نصنع الروبوت في ضوئها والذي تكون من 5 دوائر كل واحدة منا تولت عملية صناعة إحدى هذه الدوائر كل دائره تم فحصها على حده ومن ثم تجميعها في دائرة اكبر وفحصها مرة أخرى وجمعها في لوحة الدارات المطبوعة وفحصها للمرة الأخيرة للتأكد من أنها تعمل بالطريقة الصحيحة، وإذا اكتشفنا أن إحدى الدوائر لا تعمل فكرنا في الحلول وتناقشنا مع الدكتورة هند القمزي المشرفة على مشروعنا والتي كانت تلتقينا أسبوعيا وتطلع على كل خطوة أنجزناها لتوجهنا للحلول دون أن تقدمها جاهزة لنا، وبعد محاولات عدة تعلمنا خلالها أشياء جديدة لم نتعلمها في أي مساق درسناه، قمنا بوصل هذه الدوائر ببعضها على لوحة تسمى printed circ it boards (لوحة الدارات المطبوعة) والتي قمنا بفحص جهدها ومدى نجاح عملها”. الروبوت الأول تؤكد المحرزي أن هذه المرحلة تطلبت الكثير من الاتقان والدقة في عملية وصل وتجميع الدوائر الكهربائية وتشغيلها لكنها أكسبتهم خبرة كبيرة فعندما أرادوا عمل روبوت ثان مطور تعاملوا مع نفس الخطوات لكن تفادوا جميع المشاكل السابقة التي واجهتهم. تتابع المحرزي حديثها عن الروبوت الأول وتقول: “بعد أن انتهينا من وصل الدوائر على قاعدة ألصقناها على سطح خشبي ثبتنا فيه عجلات على الجانبين لتسهل حركته وانتقاله من نقطة لأخرى محددة بأرضية سوداء، ولأننا رغبنا بالمشاركة في هذا الروبوت بمعرض زايد الثقافي الأول في جامعة الإمارات فكرنا أن يكون له هيكل خارجي يحفظه ويجمل شكله فتوجهنا إلى قسم الهندسة المعمارية واستعنّا بفني مختبر شرحنا له ما نريد فصنع له مجسما على شكل علبه شفافة تحفظ في داخلها هذه المكونات بالإضافة إلى البطارية والمحركين اللذين تم تثبيتهما بأحزمة خاصة مع ضرورة وجود فتحة في أعلى العلبة لتشغيل الروبوت وفتحة من الأسفل للحساسات التي تساعد الروبوت على تمييز المسار إذا ما خرج عنه ليتم تعديل حركته في ضوئها”. التشجيع الكبير الذي حصل عليه فريق المهندسات اللواتي قمن باختراع روبوت المراقبة كان كبيراً من قبل أعضاء هيئة التدريس والضيوف الذين زاروا المعرض مما دفعهن إلى تطويره في روبوت آخر اختصرنه بـ4 دوائر وأضفن إليه ميكروكونترولر (وحدة تحكم يتم فيها ربط جميع أجزاء الروبوت الداخلية والخارجية) فعندما يصادف الروبوت أي عائق كوجود جدار في طريقة قد يصطدم به تتنبه له الحساسات وترسله إلى الميكروكونترولر الذي يحلل الرسالة ويعطي أمرا بتعديل المسار مباشرة، وهذا يعني أن الروبوت الثاني يتحرك في أي اتجاه دون تحديد مسار معين له كوجود خط أسود يسير عليه كما في الروبوت الأول بل يسير بحرية تامة في كل الاتجاهات مع وجود من ينبهه عن أي عائق يمكن أن يصطدم به، كما يوجد نوع آخر من الحساسات خارجه تماماً عن الروبوت حجمها بحجم علبة الكبريت توضع فوق هيكل الروبوت لتنقل التغييرات وإحداثيات المكان إلى الكمبيوتر المتصل بها. صعوبة الروبوت الثاني بحسب العامري كانت في برمجة الأجزاء التي ركبت في الروبوت مع الكمبيوتر ولكنهن تغلبن عليها بسبب تدربهن على عمل برامج برمجة مشابهة أثناء دراستهن في مساقات مختلفة، كما أن تركيب وتثبيت الأجزاء الداخلية للروبوت يتطلب توازنا مع العجلات وهذه مهارات لا تعلمها الهندسة الكهربائية لأنها مرتبطة بالهندسة الميكانيكية مما دفعهن لتعلمها وتوسيع دائرة معارفهن. فخر الإنجاز من شدة فخر الدكتورة الإماراتية هند القمزي بمشروع طالباتها الذي أشرفت عليه خطوة بخطوة قامت بعرضه على معالي الفريق ضاحي خلفان تميم المهيري القائد العام لشرطة دبي الذي قام بدوره بالثناء عليهن وافتخر بأنه يوجد فتيات إماراتيات يمتلكن عقولاً نيرة صنعت جهازاً مهماً لم تتجاوز تكلفته 800 درهم، كما اقترح عليهن أفكارا لتطوير جهازهن. شاركت المهندسات بهذين الروبوتين في مهرجان الإبداع الشبابي الثاني الذي نظمته الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة في دبي وسيشاركن به في 20 فبراير في معرض القوات المسلحة آيدكس ويتمنين مزيداً من التشجيع وأن يجدن الجهة التي تتبنى مشروعهن وأن يحصلن على وظيفة يرددن من خلالها بعضاً من عطايا بلدهن لهن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©