الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تدريبات الحرب النووية

12 مارس 2017 23:05
أطلقت كوريا الشمالية صباح يوم الاثنين الماضي أربعة صواريخ من الركن الشمالي الغربي من البلاد، حيث قطعت الصواريخ مسافة 620 ميلا قبل أن تصل إلى بحر اليابان. وفي حين أن أياً من هذه الصواريخ لم يكن اختباراً طال انتظاره للصاروخ الباليستي العابر للقارات، فإن الإطلاق كان أمراً جللا بحد ذاته. فقد أظهرت بيونج يانج بوضوح التحذيرات التي جاءت من «تاي يونج هو»، وهو دبلوماسي رفيع المستوى من كوريا الشمالية انشق العام الماضي وذكر أن البلاد بصدد اتخاذ الخطوات النهائية لتزويد الوحدات الصاروخية بأسلحة نووية. وتعمل كوريا الشمالية على تطوير عقيدة دفاعية لاستخدام الأسلحة النووية على نطاق واسع في المراحل المبكرة من الصراع. وإلى جانب مع نعرفه عن الخطط الحربية للولايات المتحدة وكوريا الشمالية، فإن هذه الحقيقة تثير أسئلة مقلقة بشأن ما إذا كانت الأزمة في شبه الجزيرة الكورية ستتطور إلى حرب نووية قبل أن يكون لدى الرئيس ترامب الوقت للتغريد بشأنها. في الماضي، اختبرت كوريا الشمالية جميع صواريخها من طراز «نو دونج» من موقع عسكري واحد للاختبار بالقرب من قرية تحمل نفس الاسم. وكانت هذه الاختبارات تهدف إلى إثبات أن صواريخ «سكود» و«نو دونج» كانت تعمل. لقد كانت اختبارات بالمعنى الحرفي للكلمة. وقد بدأت كوريا الشمالية في السنوات الأخيرة في إطلاق صواريخ سكود ونو دونج من مواقع مختلفة في جميع أنحاء البلاد. هذه ليست اختبارات صاروخية، بل تدريبات عسكرية، حيث تعلم كوريا الشمالية أن الصواريخ تعمل، لذا فإن ما تفعله الوحدات العسكرية الآن هو أنها تتدرب من أجل حرب نووية. ولم تخجل كوريا الشمالية من ذلك، ففي العام الماضي قامت باختبار صاروخ نو دونج، وبعدها نشرت خريطة توضح أن الصاروخ تم إطلاقه باتجاه نقطة في البحر، والتي كانت نفس نطاق ميناء بوسان في كوريا الجنوبية. وكان الإطلاق على شكل قوس يمتد من الهدف إلى المحيط وصولا إلى بوسان. لكن هذه المرة، أطلقت كوريا الشمالية أربعة صواريخ سكود «طويلة المدى» قادرة على قطع مسافة تصل إلى 620 ميلا. وتوضح الخريطة الصواريخ الأربعة كلها، وهي تهبط على قوس امتد وصولا إلى القاعدة الجوية التابعة للمارينز قرب «ايواكوني» في اليابان. ومرة أخرى، لم يترك بيان كوريا الشمالية مجالا للتخيل، حيث ذكر: «لقد تمت التدريبات بمشاركة وحدات مدفعية هواسونج التابعة للجيش الشعبي الكوري، والقوة الاستراتيجية المكلفة بضرب قوات المعتدي الأميركي الإمبريالي في اليابان في حالات الطوارئ». فما الذي يدعو كوريا الشمالية للتدرب على ضرب القوات الأميركية في اليابان بأسلحة نووية؟ إن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تقومان بإجراء تمارينهما العسكرية السنوية المشتركة الكبرى المعروفة باسم «فرخ النسر». هذه التدريبات، والتي هي في الواقع سلسلة من التدريبات، تستغرق شهرين، وتضم عشرات الآلاف من عناصر القوات العسكرية الأميركيين والكوريين الجنوبيين، بالإضافة إلى حاملة طائرات وقاذفات قنابل. وفوق هذا، وهو الأهم، ستكون هناك طائرات إف- 35 متمركزة في قاعدة «ايواكوني». وتعد تدريبات «فرخ النسر» بمثابة بروفة على خطة الحرب الأميركية الكورية الجنوبية، والمعروفة باسم «أوبلان 2015»، والتي توصف بأنها ضربة استباقية ضد كوريا الشمالية، بما في ذلك قيادتها، وذلك رداً على بعض الاستفزازات التي تقوم بها الأخيرة. وسواء أكان هذا وصفاً صحيحاً أم لا، فإن كوريا الشمالية تعتقد بالقطع أن التدريبات السنوية هي بمثابة بروفة للقيام بغزو. وقيل إن تدريبات هذا العام تضم وحدات للعمليات الخاصة مدربة على القيام بعمليات إنزال على منشآت بيونج يانج النووية والصاروخية. ما تفعله كوريا الشمالية في واقع الأمر هو الإعداد لمواجهة تدريبات «فرخ النسر» من خلال تدريباتها الخاصة. فإن كنا نحن نتدرب للقيام بعملية غزو فإنهم يتدربون على «صد» هذا الغزو بالأسلحة النووية. وما يبعث على القلق بهذا الشأن هو الكيفية التي ستتفاعل بها الطائرات الحربية التابعة لكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة. ولا تدع كوريا الشمالية مجالا للشك في أن بيونج يانج تخطط لاستخدام أعداد كبيرة من الأسلحة النووية ضد القوات الأميركية في اليابان وكوريا الجنوبية للتخفيف من حدة الغزو. والواقع أن الكلمة التي يستخدمها المسؤولون في كوريا الشمالية هي «صد». وقد زعم المنشقون عن كوريا الشمالية أن قادتها يأملون أنهم من خلال إحداث إصابات جماعية ودمار في الأيام الأولى من الصراع، سيجبرون الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على الارتداد عن غزوهما. وبينما يقول مسؤولون أميركيون إن كيم سيرتكب انتحاراً إذا ما أمر بتوجيه ضربة واسعة النطاق باستخدام أسلحة نووية، فمن الواضح أن صدام حسين أو معمر القذافي لم يسعفهما الدفاع باستخدام الوسائل التقليدية أمام القوة الأميركية الكاسحة. *مدير برنامج شرق آسيا لمنع الانتشار النووي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©