الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«غلطان في النمرة» ثرثرة بلا هدف.. و«أراجيح الحب» دعوة للحياة

«غلطان في النمرة» ثرثرة بلا هدف.. و«أراجيح الحب» دعوة للحياة
28 فبراير 2018 23:04
السيد حسن (الفجيرة) قدم مهرجان الفجيرة الدولي للفنون، في يومه الثالث، عرضين مسرحيين ضمن مسرح المونودراما، الأول بعنوان «غلطان في النمرة» من دولة الكويت، والثاني «أراجيح الحب» إنتاج مشترك بين إيطاليا وسيرلانكا، وتم عرضهما على مسرح بيت المونودراما في دبا الفجيرة، وخشبة مسرح جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، وتلاهما ندوتين تطبيقيتين لمناقشة العملين من قبل النقاد والمهتمين بحركة مسرح المونودراما. «غلطان في النمرة» العرض الكويتي «غلطان في النمرة»، من تأليف وإخراج ناصر كرماني، وتمثيل خلف العنزي، وهو عمل هادئ، يتحدث عن الحب وذكرياته، وعن أيام الصبا والشباب. وفكرة العرض، تقوم على رجل توفيت زوجته، يعيش الوحدة بكل قسوتها داخل بيت الزوجية، يشعر بانطوائية وعزلة مقيته، وتُصلي كيانه الواهن كاسات المرارة والعذاب، وهنا يصطنع الرجل لنفسه عالماً خاصاً بعد أن خاصم الحياة، فكان لا يستقبل أحدا في بيته، حتى التليفونات الواردة لا يجيب عليها إلا بعبارة واحدة «غلطان في النمرة»، حيث استقر في وجدانه وضميره أن العزلة عن البشر هي الحل الوحيد، واستعادة ذكريات الحب الأول مع زوجته الراحلة، هي الطريقة المثلى لاستكمال حياته. وفي هذا البيت الكئيب، يحاور شخصية العرض زوجته التي رمز إليها بدمية، وأتساءل هنا، لماذا يضع دميته طوال فترة العرض على مشجب، وقد بدت لنا وكأنها «مشنوقة»؟!. ثرثرة سردية لم أشعر في عرض «غلطان في النمرة» بثراء في الأداء والتجسيد المتقن، فقد غابت عن العرض المشاعر الفياضة، والتي من المفترض أن يلعب عليها المخرج والممثل بشكل دقيق، في قضية تعد من أهم القضايا الإنسانية، فلم يوفق ناصر كرماني كمخرج في توليد هذه المشاعر بشكل فاعل للمشاهد عبر الممثل، ولم نشعر بها ذات مرة تخرج من قلبه ولم نرها على وجهه؛ لذا كان الأداء بسيطاً للغاية، ووصل إلى حد أن الممثل بدا وكأنه يقرأ النص مكتوباً لا تمثيلاً ولا إبداعاً، مجرد كلمات تقال أو ثرثرة غير مجدية. نزل العنزي عن خشبة المسرح للتحدث مع المشاهد، في محاولة للتفكير معه، فطرح همومه، وقدم مأساته، إلا أن هذا المنحى لم يكن موفقاً، فقد كان أسلوب الطرح والشرح مجرد سردي حكائي جاف.. إنها الثرثرة التي تولد حينما يغيب الإبداع الحقيقي للأداء الحركي الوصفي لمّا يُقال، وهنا أيضاً يخرج مسرح المونودراما عن أسسه وقواعده ونصه. رتابة النص وفي كافة جوانب عرض «غلطان في النمرة»، كان المخرج يصر على الحكي، فابتعد عن المونودراما، حيث لا إيماءات أو تعبيرات أو حركة، تخلق لغة مسرحية فنية يتفاعل معها المشاهد. وقد اجتهد الممثل رغم بطء حركته على الخشبة، أن يصل بالفكرة للمشاهد، إلا أن الرتابة احتلت موقعاً كبيراً على الأداء، وباتت هي الشيء المسيطر على هذا النص المسرحي. وغابت عن العرض الإضاءة غياباً تاماً، وكأن العمل في مجمله مجرد إلقاء كلمات وشعارات عن الهوى والحب والغرام لزوجة غائبة، فظهر العنزي حيداً مع ذاته، كما كان وحيداً مع مفردات العرض من سينوغرافيا وموسيقى. وكأن العرض في مجمله، جاء على عجل ولم يأخذ وقته ليحقق الإبداع الذي يميز العمل المسرحي المونودرامي، فجاء مبتوراً غير متكامل.. «أراجيح الحب» وعلى خشبة مسرح جمعية دبا الفجيرة للفنون والمسرح، قدمت إيطاليا وسيرلانكا عملهما المونودرامي المشترك «أراجيح الحب»، من تأليف مانيولا وبديواردانا، وإخراج محمد سفير، وتمثيل جوليا فيليبو. النص قدم شخصية امرأة تعشق الحياة، وتخلق لنفسها عالماً ساحراً مليء بالأمل والحب، تواجه الحياه وبداخلها دوافع عديدة للبقاء في تلك الحياة، تبث همومها وتطرح مشاعرها نحو كل شيء، كل ما في محيطها من بشر وحجر. جاء العرض ممتعاً للغاية وتوحدت فيه الحركة الجسدية البديعة والمذهلة للممثلة، مع فكرة راقية تبحث في الحب وأراجيحه ونوازعه وتقلباته في قلوب البشر، لتؤكد أنه في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح، وقد تركت لنا حرية الفهم والاختيار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©