السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما ضد «خروج بريطانيا»

16 ابريل 2016 22:28
من المتوقع أن يدلي الرئيس باراك أوباما بدلوه، في السجال الدائر حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي Brexit، عند زيارته لها الأسبوع القادم، ضمن الجولة التي يقوم بها في أوروبا والشرق الأوسط، وذلك من خلال توجيهه نداء واضحا للبريطانيين يدعوهم للبقاء ضمن منظومة الاتحاد الأوروبي. ويرى أوباما أن على رغم أن القرار الخاص بذلك يرجع للشعب البريطاني في الأساس، إلا أن من مصلحة الولايات المتحدة، وبريطانيا ذاتها، وبقية الدول الأعضاء في الاتحاد، المحافظة على تماسك الكتلة الأوروبية. وفي اتصال هاتفي جماعي Conference call يوم الخميس، قال مستشارو الرئيس الأميركي للصحفيين، إن التصويت بالخروج من الاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى تقليص نفوذ بريطانيا في العالم. وفي هذه المكالمة، قال نائب مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي «بن رودس»: «إذا ما سئُل الرئيس عن رأيه فسيقدمه». وأضاف: «نعتقد أننا جميعاً نستفيد عندما يستطيع الاتحاد الأوروبي التحدث بصوت واحد قوي، والعمل معنا لتحقيق مصالحنا المشتركة سواء في مجال الأمن أو الرخاء». وكان يوم الجمعة الماضي، هو اليوم الأول في الحملة الرسمية التي تسبق التصويت، الذي سيجري في 23 يونيو المقبل. وتشير بعض استطلاعات الرأي التي أجريت حول الموضوع، أنه يستحيل التنبؤ بنتيجة التصويت سلفاً، وقد استغل وزير الخزانة البريطاني السابق «أليستير دارلنج» فرصة إلقائه كلمة في لندن يوم الجمعة، لانتقاد دعاة الخروج من الاتحاد الأوروبي، وقال إن الأمر المرجح هو أن يؤدي الخروج البريطاني إلى تقليص التجارة مع دول القارة الأوروبية إلى حد كبير. كما قال أيضاً إنه إذا ما تركت بريطانيا الكتلة الأوروبية المكونة من 28 دولة، فإن التجارة مع دولها ستتقلص بمقدار 92 مليار جنيه استرليني (131 مليار دولار أميركي). وأضاف «دارلنج» الذي خدم في وزارتي توني بلير، وجوردون براون (الزعيمان العماليان) منافحاً: «إذا ما اخترنا أن نبقى فإننا سنحافظ على قدرتنا على صياغة شكل التعاون الدولي في مجالات التنمية، وحقوق الإنسان، وتقاسم المعلومات الاستخباراتية والأمن، والتغير المناخي، والتجارة الدولية، وحفظ السلام، وسلوك الشركات المتعددة الجنسيات وحقوق العاملين». وأنهى «دارلنج» كلمته بالقول: «في عالم معقد وسريع التغيير ستبقى بريطانيا -إذا اختارت البقاء- موجودة على الطاولة عند اتخاذ القرارات المصيرية». وفي المقابل يتبنى عمدة لندن «بوريس جونسون» ووزير العدل «مايكل جوف» رأياً مناقضاً، إذ يقولان إن الاستثمار في الخدمات الصحية على المستوى القومي سيزداد، إذا ما انسحبت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لأن الأموال التي تدفعها بريطانيا للاتحاد يمكن أن تنفق في الداخل في هذه الحالة، كما جاء في تصريح لهما في صحيفة «الديلي تلغراف». ومن المعروف أن جوسون و«جوف»، من الشخصيات الرئيسية في حملة الخروج من الاتحاد، وهما ينتميان لحزب المحافظين الذي يتزعمه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وكذلك اعتبر «جاكوب ريس- موج» وهو مشرع محافظ مناهض للبقاء في الاتحاد الأوروبي، إن تدخل أوباما قد يصب في مصلحة الحملة الداعية للخروج من الاتحاد الأوروبي. وقال «موج» أيضاً في تصريح لمجلة «ذي هاوس» التي توزع على أعضاء البرلمان: «أنا لا أهتم لقدومه هنا.. ولا لأن يقول ما يريد، لأنني أعتقد أن ما سيقوله سيساعد حملة الخروج». وستطرد في الشرح قائلًا: «لا أعتقد أن الشعب البريطاني يريد أن يعرف ما يتعين عليه فعله في هذا الشأن، من خلال رئيس أميركي غير ناجح إلى حد ما، ولديه سياسة خارجية تعد من ضمن السياسات الأقل نجاحاً في التاريخ المعاصر». ومما يشار إليه في هذا الصدد أن بحثاً أجراه مركز الأداء الاقتصادي التابع لمدرسة لندن للاقتصاد المرموقة، ونشر يوم الجمعة الماضي، قدر أن الاستثمارات الخارجية المباشرة في بريطانيا، يمكن أن تتقلص بنسبة 22 في المئة إذا ما صوت الناخبون على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو ما سيؤدي إلى انخفاض الدخول بنسبة 3,4 في المئة. وقال «تشارلز كابتشان» كبير مديري الشؤون الأوروبية السابق في مجلس الأمن القومي الأميركي: «إن بريطانيا واحدة من أكثر الدول تأثيراً في تحديد شكل العصر الحديث.. وتقديرنا أنها ستواصل القيام بدورها بأقصى قدر من الكفاءة إذا ما اختارت البقاء كجزء من الاتحاد الأوروبي». ومن المقرر أن يتناول الرئيس أوباما الغداء مع الملكة اليزابيث الثانية في قصر ويندسور، وأن يعقد مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون خلال زيارته المرتقبة. * محللان سياسيان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©