السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكوارث وأزمة الغذاء

13 فبراير 2011 21:34
لا أحد يدرك الخطر الحقيقي من وراء الكوارث، وإلا لكان هناك سعي جاد وحقيقي لوقف التدهور في المناخ، لأنه أحد أهم أسباب زيادة الفيضانات في العالم، وزيادة معدلاتها عن سابقتها قبل تدهور المناخ، نتيجة الاحتباس وارتفاع درجات الحرارة، ونتيجة لذلك سوف تستمر تلك الفيضانات والأعاصير في التأثير على المحاصيل في الدول التي تتعرض لها وتكون من ضحاياها، وكان لتلك الفيضانات تأثير سيئ منذ عدة أعوام، وازدادت منذ العام 2009. نتيجة لتلك التغيرات المخيفة في المناخ والكوارث التي تحدث، شهدت الدول المنتجة انخفاضا لافتا في مستوى إنتاج الحبوب الإجمالي خلال العام 2009، وصدرت تحذيرات من أن الأمن الغذائي غير المستقر في العالم، حتى بلغ درجة حرجة وأصبح يؤثر في 31 دولة احتاجت إلى معونات الطوارئ، خاصة في شرق أفريقيا، حتى أن حوالي عشرين مليون شخص احتاج خلال العام 2009 لمعونات غذائية عاجلة. منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة حذرت من تداعيات ما يحدث، ومنها ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الدول الفقيرة، التي تعتمد على الواردات بشكل كلي، وبقيت أسعار الأرز الذي يشكل وجبة رئيسية لأهل الإمارات، في ارتفاع خلال الأعوام السابقة، حتى أصبح يتداول بأسعار أعلى، رغم النداءات المستمرة والتحذيرات من رفع الأسعار، ولذلك لم تعد الأزمة مجرد إنفاق جزء كبير من الدخل على الغذاء، وإنما أزمة زيادة الاستيراد وقلة الإنتاج، ولم تحرك الجهات المسؤولة عن الأمن الغذائي في الدولة ساكنا، لمواجهة نتائج ما يحدث في العالم والذي ينعكس علينا. إن أهم قطاعين في الدولة وهما الزراعي والسمكي بحاجة لدعم من الحكومة، من أجل تشجيع المزارع والصياد على العمل لصنع اكتفاء ذاتي يكفي لأعوام عديدة، تصل حتى عام 2050 وتزيد، خاصة أن الأزمة التي يتعرض لها الصياد والمزارع من الإنفاق بدون دعم على متطلبات الصيد والزراعة، جعل الكثيرين يهجرون مهنهم، مما جعل المنتج المستورد هو الأول والمتوفر أيضا. لكن السؤال هو ماذا سيحدث لو أن العالم قد تعرض لأزمات متلاحقة وأكبر، ولم نعد نستطيع الاستيراد لأسباب خارجة عن إرادتنا؟، وإلى أي مدى يكفي المخزون الغذائي لسكان الإمارات؟ ونظن أن الإجابة مخيفة ولذلك لابد من عمل خطة طويلة المدى، تساهم فيها كل إمارة لدعم هذين القطاعين، من أجل أن لا نتأثر بنتائج الكوارث في العالم، والتي تتمثل في الزلازل والأعاصير والفيضانات، إلى جانب الأمراض التي يمكن أن تصيب الثروات الحيوانية التي نعتمد عليها في غذائنا، والدليل ما حدث عندما أصيبت الأبقار بالجنون والطيور بالأنفلونزا في العالم من حولنا، وعندما انخفض إنتاج الحبوب في الدول المنتجة، أو عندما تضرب الفيضانات المزارع في تلك الدول وتتلف المنتج قبل أوانه، فكل ما يحدث في هذه الدول قد نتأثر به، شئنا أم أبينا! المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©