أمي تكره أبي

المشكلة : عزيزي الدكتور : مشكلتي أتعبتني. أمي تكره أبي لدرجة أن أول من يعرفها يعلم بهذا الشيء، دائماً تهينه أمامنا وتتلفظ بكلمات متدنية جداً ولا تخطر على بال أحد. فأمي طيبة جداً معنا وحنونة لدرجة أن إذا أصابتنا حمى بسيطة تبكي طوال الليل، لكنها تكره أبي جداً، رغم أنه طيب جداً، وخلوق ومثقف وملتزم، ونحن نرى كل شيء يدور في البيت، لا يرد عليها بكلمة واحدة، بل يقول الله يسامحك الله يهديك فقط. أنا تعبت كثيراً، فأنا أحب أبي ولا أريد له الإهانة، إنه دائماً يسامحها ويزعل لمرضها ويسهر لراحتها، وهي لا تقوم بواجباته الشرعية، بل إنها دائماً ما تنهره إن أراد أن يتصالح معها بعد أي خلاف، بل إنها تخاصمه، وتقول إنها “طفشت” منه وكرهته. ولا أعرف السبب الحقيقي. إنني محتارة ماذا أفعل معها ماذا أفعل ؟ شاهدة النصيحة: لا خلاف أن الأبوين كلاهما رائع، يحرصان عليكم، لكن أين تكمن المشكلة، أشعر أن هناك سراً لا نعلمه. أغلب الظن أنه يكمن في علاقتهما كزوجين معاً. هناك أمور كثيرة في علاقتهما نجهلها بكل تأكيد. ولا تستطيع أمك أن تصارحك بها، ويجب ألا تبحثي عنها. لكن الأهم أيضاً أن يحرص الأبناء على أن يحترموا علاقة الأبوين معاً ولا يقحموا أنفسهم فيها. لكن من المؤكد أن هناك احتمالات كثيرة تفسر صبر أبيك على أمك أيضاً، فقد تكون الأم مريضة أو لديها متاعب نفسية لا تعلمينها، وقد يكون الأب جرحها جرحاً لن تنساه، قد يكون أبوك على الرغم من ذلك كله هو راض بكل صفاتها الأخرى، عدا هذه الصفة، يقول الرسول الكريم “لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي آخر”. وأيضا تذكري قول الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ “خياركم خياركم لأهله وأنا خياركم لأهلي” فصبر الرجل على أهله ليس ضعفاً وإنما قوة لأنه يمسك غضبه. انظري إلى كثير من الأسر التي يعنف فيها الأب زوجته أمام أم أبنائه ويحول البيت إلى جحيم وانظري بالمثل إلى بيتكم الذي يحرص الأب والأم على سلامة وسعادة من فيه. فقط احرصي على أن تكوني حمامة سلام بين أبويك، تنقلي لكل منهما صورة أو كلمة حلوة عن الآخر. أما علاقتهما مع بعضهما هي ملك خاص لهما، فلا تحاولي التنقيب أو التدخل فيها واحرصي على خصوصيتهما. أسأل الله أن يحفظ لك أبويك ويرزقك برهما.