الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أسبوع عاصف في أسواق الأسهم

9 نوفمبر 2007 22:31
الأسبوع الماضي كان عاصفاً ومتقلباً واستثنائياً بكل المعايير حيث سجلت مؤشرات أداء الأسواق أرقاماً قياسية ما بين ارتفاع قياسي في بداية الاسبوع وتراجع قياسي في نهايته فقد قفزت قيمة التداولات إلى 48,27 مليار درهم· وتجاوزت تداولات أسهم شركة ديار خلال الاسبوع الماضي والتي بلغت قيمتها 8,47 مليار درهم قيمة تداولات السوقين والتي بلغت 7,92 مليار درهم خلال عام 2003 بأكمله· كما أن تداولات الأسبوع حطمت جميع الأرقام القياسية السابقة وشكلت ما نسبته 72 في المئة من تداولات الأسواق خلال عام 2004واستحوذت أسهم خمس شركات مدرجة في سوق دبي المالي على ما نسبته 48,4 في المئة من إجمالي تداولات السوقين وهي شركة ديار، وشركة سوق دبي المالي، وشركة اعمار، وشركة طيران العربية، وشركة الخليج للملاحة، حيث بلغت قيمة تداولات هذه الشركات 23,3 مليار درهم· وخلت قائمة الخمس شركات الأكثر تداولاً خلال الأسبوع الماضي من أسهم شركات سوق أبوظبي لأول مرة منذ أكثر من عشرة أسابيع حيث تراجعت حصة سوق أبوظبي من تداولات الأسواق إلى 28,4 في المئة بسبب تركز المضاربات على أسهم الشركات المدرجة في سوق دبي المالي واتساع قاعدة المضاربين في الأسواق كانت مؤشراتها واضحة من خلال الأرقام القياسية لعدد الصفقات المنفذة والتي اقترب عددها من 200 ألف صفقة والتصحيح الذي تعرض له السوق يوم الأربعاء الماضي كان متوقعاً ومؤشراته واضحة وحذرنا منه في أكثر من مناسبة وتأخره زاد من حدته وقوة تأثيره وارتفاع حجم خسائره خاصة بالنسبة للمضاربين الذين دخلوا الأسواق في بداية الأسبوع الماضي· ويوم الثلاثاء الماضي وهو اليوم الذي سبق يوم التصحيح أعطى مؤشرات واضحة لهذا التصحيح عندما ارتفع حجم التداول في السوقين إلى 13,4 مليار درهم وارتفع مؤشر سوق دبي خلال ذلك اليوم بنسبة 3,5 في المئة وارتفعت أسعار أسهم بعض الشركات إلى الحد الأعلى المسموح به للتداول اليومي وهو 15 في المئة في سوق دبي دون وجود مبررات منطقية أو معلومات جوهرية لهذا الارتفاع القياسي بينما ارتفع سعر أسهم شركة أركان لثلاثة أيام متتالية في سوق أبوظبي بالنسبة العليا المسموح بها للارتفاع وهي 10 في المئة· وما لفت انتباهي في بداية الأسبوع الماضي استفسار بعض المسؤولين في إدارة الشركات التي ارتفعت أسعارها السوقية بنسبة كبيرة عن أسباب هذا الارتفاع وما إذا كان لدينا معلومات تفيد بتوضيح أسباب هذا الارتفاع الكبير خاصة وأنه لم يحدث أي تغيير على المراكز المالية لهذه الشركات خلال هذه الفترة إضافة إلى إفصاحها قبل فترة غير قصيرة عن بياناتها المالية عن فترة التسعة أشهر وتفاعلت الأسواق مع هذه النتائج· وما لفت انتباهي أيضاً أنه في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار أسهم شركات هامشية في سوق دبي إلى النسبة العليا يوم الثلاثاء الماضي تراجع سعر أسهم بنك الإمارات دبي الوطني بنسبة كبيرة خلال ذلك اليوم بحيث خسر سعر سهم البنك بنسبة 15,5 في المئة خلال الأسبوع الماضي بعد أن تراجع سعره السوقي من 15,80 إلى 13,35 درهم وما لاحظته خلال الأسابيع الثلاثة الماضية وهي الأسابيع التي شهدت ذروة الارتفاعات السعرية وذروة قيمة التداولات وعدد الصفقات واتساع قاعدة المضاربين أن معيار الشركات القوية والمحببة والمفضلة والناجحة هي الشركات التي يحقق فيها المضاربون أرباحاً كبيرة وسريعة دون الالتفات إلى مؤشراتها المالية ومؤشرات تقييم أسعارها السوقية بعد أن عطلت سيولة المضاربين الآليات الحقيقية لقوى العرض والطلب في الأسواق· وبالتالي لاحظنا تراجع مراكز أسهم الشركات التي نعتبرها قيادية إلى الصفوف المتأخرة بعد تواضع قيمة تداولاتها وتواضع تحرك سعرها السوقي وسيولة المضاربين خلال الثلاثة أسابيع الماضية تجاوزت نسبتها حاجز 90 في المئة من سيولة الأسواق وعمليات التدوير أي البيع والشراء بنفس الجلسة لأكثر من مرة وبيع أسهم شركة والدخول في أسهم شركة أخرى استحوذ حسب تقديراتي على ما نسبته 80 في المئة من تداولات الأسواق· وبالتالي فإن نسبة السيولة الحقيقية التي تدفقت على الأسواق لا تشكل أكثر من 10 في المئة من تداولات الأسواق وتداول الاستثمار المؤسسي والاستثمار طويل الأجل لا يشكل أكثر من 10 في المئة من تداولات الأسواق وهذا بالطبع يرفع مستوى مخاطر الاستثمار في هذه الأسواق ويساهم في استمرارية تذبذب مؤشراتها وتعرضها لمطبات وتصحيحات مستمرة· والاستثمار الأجنبي المؤسسي لا يحبذ دخول الأسواق التي يسيطر عليها المضاربون وبالتالي لاحظنا تدفق الاستثمارات الأجنبية على الأسواق المالية خلال شهر سبتمبر وبداية شهر أكتوبر عندما كانت مؤشرات تقييم الأسعار جاذبة للاستثمار وسيولة المضاربين محدودة ونمو ربحية الشركات جيدة· والبيع العشوائي والكبير يوم الأربعاء الماضي مؤشر هام على ارتفاع قيمة الشراء على المكشوف من قبل شريحة هامة من المضاربين وهو بيع قسري تفرضه مكاتب بعض الوسطاء للحد من خسائر المتعاملين الذين لا يتجارون بأموالهم الخاصة إضافة إلى أنه مؤشر على انخفاض الوعي الاستثماري وانخفاض مستوى الثقة باسهم الشركات التي يضاربون عليها· وللأسف إن بعض المحللين الذين يظهرون على الفضائيات أو تؤخذ بآرائهم في الصحف كان لهم دور هام في اتساع قاعدة المضاربة وإشعال نارها فقد ظهر أحد المحللين صباح يوم الأربعاء الماضي وهو يوم التصحيح على شاشة إحدى الفضائيات وأشار في توقعاته لأداء السوق خلال ذلك اليوم أن السوق سوف يشهد المزيد من الارتفاع في مؤشراته وأن موجة الارتفاع مستمرة حتى نهاية هذا الارتفاع وبعد هذا التصريح بحوالي ساعة كان مؤشر سوق دبي ينخفض بنسبة 5 في المئة· وما نود الإشارة إليه في هذا المقال وحيث لا يتسع المجال للحديث أكثر أن أسواقنا المالية هي أسواق واعدة وقوية ومدرج فيها أسهم شركات قوية تتميز بمؤشرات ربحية عالية يدعمها اقتصاد قوي يتمتع بنمو غير مسبوق واستقرار سياسي واقتصادي وقيادة حكيمة والمطلوب فقط هو العقلانية والحكمة عند اختيار أسهم الشركات وعدم الطمع أو الاعتماد على الشائعات واللجوء إلى المتخصصين من أجل ترشيد القرارات الاستثمارية· وارتفاع سيولة أسهم بعض الشركات ليس مؤشراً على قوتها عندما يسيطر المضاربون على حركة الأسواق وتصحيح يوم الأربعاء الماضي كان عقلانياً ومطلوباً وصحياً ولا نعتبره يوماً أسود كما أطلقت عليه بعض وسائل الإعلام بل نعتبره يوماً عقلانياً بالرغم من أنه يوم دام لبعض صغار المضاربين الذين دخلوا الأسواق في الوقت غير المناسب وخرجوا في الوقت غير المناسب·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©