السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات النفط العالمية تعاني من انكماش في هامش الأرباح

شركات النفط العالمية تعاني من انكماش في هامش الأرباح
9 نوفمبر 2007 22:40
رغم ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية، إلا أن العديد من شركات النفط الغربية لم تعد في وضع يسمح لها بالاستمتاع بهذه الطفرة· فقد أعلنت مؤسسة اكسون موبيل يوم الخميس أن أرباحها تراجعت بمعدل 10 في المائة في الربع الثالث من العام بعد أن بلغ اجمالي خطها القاعدي مستوى 9,41 مليار دولار، فيما لا يزال يعتبر أحد أكثر الأرباع ربحية في تاريخ المؤسسات الأميركية· إلا أن التدني الكبير في هوامش مصافي التكرير العالمية وتناقص أحجام النفط والارتفاع الهائل في تكاليف الحقول النفطية أدت مجتمعة إلى تضاؤل الأرباح مقارنة بالعام الماضي· وكما ورد في صحيفة وول ستريت جورنال مؤخراً، فإن نتائج شركة اكسون موبيل سلطت الضوء على المسألة الأكثر أهمية للصناعة والمستثمرين فيها، فعلى الرغم من الصعود المستمر لأسعار النفط فإن الأرباح على الأقل بالنسبة للشركات الغربية يبدو أنها قد وصلت إلى ذروتها· ويعود السبب في ذلك إلى أن الصناعة باتت تواجه دفعة من العوامل السالبة التي أخذت تضعف مقدرتها على المحافظة على هامش الأرباح وتوسعة الانتاج· وفي الوقت الذي أعلنت فيه شركات أخرى عاملة في مجال النفط -بما فيها ''بريتش بتروليوم'' و''كونوكو فيلبس''- عن تراجع مستوى أرباحها في الشهر الماضي إلا أن نتائج ''اكسون موبيل'' على وجه الخصوص هي المرشحة لأن تدلي بآثار أكبر على السوق بعد أن تسببت في الضعف الحاد الذي ساور مؤشر داو جونز الصناعي يوم الخميس الماضي· فشركة ''اكسون موبيل'' النفطية غير الحكومية الأكبر في العالم والشركة الأميركية الأكبر من نوعها لجهة رأس المال السوقي باتت تعتبر بمثابة ميزان الذهب الخاص بالشركات النفطية وصاحبة المحفظة الأكثر تنوعاً في انتاج النفط والغاز الطبيعي بالاضافة إلى عمليات التكرير والأنشطة الكيميائية· علماً بأن سهم ''اكسون موبيل'' شهد تراجعاً بنسبة 3,8 في المائة بمقدار 3,49 دولار إلى مستوى 88,5 دولار للسهم في بورصة نيويورك لتعاملات النفط يوم الخميس الماضي، وهذا التراجع في النتائج للربع الثاني على التوالي إلى أقل من التوقعات بالنسبة للشركة، أصبح يشير إلى أن عملاق النفط الغربية قد وصلت أصلاً إلى أعلى مستوى أرباح لها في سوق النفط وأن الصناعة بأكملها لم يعد بمقدورها بلوغ مستوى الأرباح العملاقة التي كانت قد أعلنت عنها في الربع الرابع من عام 2005 وفي كامل العام ·2006 وفي الحقيقة فإن ارتفاع أسعار النفط الخام قد جلبت معها سلسلة من التحديات الصعبة لكبريات شركات النفط الغربية بعد أن أخذت الدول المنتجة تطالب بحصة أكبر من الأرباح عبر رفع الضرائب في بعض الأحيان أو ممارسة الضغوط السياسية في أحيان أخرى بهدف توسعة ملكية الدولة في المشاريع· وفي هذه الأثناء فقد شهدت تكاليف حقول النفط ارتفاعاً حاداً وبخاصة في أسعار الحفارات البحرية وفي رواتب مهندسي الانشاءات والفولاذ· وبالاضافة لذلك فإن ارتفاع أسعار النفط ظل يضع عمليات التصفية والتكرير تحت الضغط بعد أن أصبحت الشركات تواجه المعاناة بغير نجاح في تمرير هذه التكاليف المرتفعة إلى جموع المستهلكين· ويبدو أن الضغوط على هوامش الأرباح من شأنها أن تستمر إلى بعض الوقت إذ أن الحكومات ما زالت تستغل ميزة الأسعار العالية لكي تملأ خزائنها· وكمثال على ذلك فقد عمدت روسيا مؤخراً إلى زيادة ضريبة الصادرات الباهظة أصلاً لكي تنضم إلى سلسلة أخرى من الرسوم التي تفيض بها الخزينة· وهو الأمر الذي أدى على وجه الخصوص إلى إلحاق أضرار جسيمة بشركة بريتش بتروليوم عملاق الطاقة في لندن التي ظلت تتعرض أكثر من غيرها من الشركات في الدول الأخرى لمعدلات عالية من الضرائب في روسيا وبشكل أدى إلى محدودية استفادتها من أسعار الخام في الأسواق الفورية للضغط· وفي غضون الأسبوعين الماضيين عمدت حكومة ولاية البرتا الكندية إلى رفع الرسوم الخاصة بمكامن الرمال النفطية، بينما رفعت الحكومة الأميركية الضرائب الخاصة بمبيعات النفط المستقبلية في خليج المكسيك· وفي هذه الأثناء فقد ظلت ''اكسون'' ومنافساتها من الشركات تحصل على معظم انتاجها من مناطق بات من الصعب فيها زيادة أعداد البراميل التي تضخها· وكانت ''اكسون'' قد ذكرت أن انتاجها من النفط والغاز شهد تراجعاً بمعدل 2 في المائة مقارنة بالعام الماضي· وهو أمر يعود جزئياً إلى انسحاب الشركة من فنزويلا بعد أن رفضت تعديل عقودها بحيث تحصل الحكومة هناك على حصة غالبة من الانتاج، ولكنها تأثرت على وجه الخصوص بعقود انتاج النفط في غرب أفريقيا التي طالما اعتبرت إحدى المناطق القليلة المشرقة لهذه الشركات في السنوات الأخيرة، حيث تضمنت تلك العقود شروطاً تجبر هذه الشركات على استخراج كميات أقل من النفط متى ما ارتفعت الأسعار إلى مستويات جديدة· لذا فقد تمخض هذا الأمر عن حصول اكسون على كميات بنسبة 14 في المائة من النفط في هذا الربع من العام مقارنة بالعام الماضي· وبرغم ذلك فقد كاد أداء شركة اكسون موبيل أفضل بقليل من نظيراتها مثل شركة دوتش شل وشركة بريتش بتروليوم الشركتين الثانية والثالثة الأكبر على التوالي في قائمة الشركات غير الحكومية في العالم واللتين أعلنتا عن انخفاض بنسبة 4 في المائة في انتاجهما النفطي في الربع الثالث مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي· ولكن هذا الانخفاض في الانتاج بات من المتوقع له أن يستمر بوتيرة متسارعة في ظل صعوبة الدخول إلى معظم أكبر مصادر الطاقة في العالم بالنسبة لهذه الشركات العالمية للنفط في مقابل شركات النفط الوطنية مثل شركة أرامكو الحكومية السعودية التي أصبح من السهل عليها الحصول على احتياطيات ومكامن جديدة للنفط· ولعل أكبر تحدٍ يواجه هذه الشركات العالمية أن نفقات التشغيل أصبحت ترتفع بوتيرة أسرع من أسعار النفط نفسها إذ أن ايرادات ''اكسون موبيل'' شهدت ارتفاعاً بنسبة 2,8 في المائة من العام السابق إلى مبلغ قياسي بمستوى 102,34 مليار دولار، إلا أن تكاليفها ارتفعت بنسبة بلغت 5,1 في المائة إلى 85,58 مليار دولار·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©