ارتفاع أسعار النفط يشعل الطلب على العقود المستقبلية

شرع مستهلكو الطاقة والمضاربون في التدافع من أجل الحصول على العقود الخيارية المستقبلية حتى يحتاطوا ويؤمنوا أنفسهم ضد أي ارتفاعات لأسعار النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل في إشارة أخرى تدل على تنامي التوقعات بارتفاعات جديدة في أسواق الخام· بل ان بعضهم عمد إلى شراء عقود بهدف حماية أنفسهم ضد أي ارتفاع للأسعار إلى أكثر من 250 دولاراً للبرميل في خلال فترة العامين القادمين· وكما ورد في صحيفة فاينانشيال تايمز مؤخراً فإن حمى الشراء اتسمت بقوة استثنائية في الأسبوع الماضي بعد أن قفزت أسعار النفط إلى مستوى 96 دولاراً للبرميل وفقاً للمتعاملين والبنوك إذ يقول نعمان بركات المسؤول في ماكواير فيوتشرز في نيويورك ''ان عقود الخيارات المستقبلية التي تنطوي على أسعار الى أكثر من 100 دولار للبرميل أصبحت نهباً لعمليات شراء مكثفة بالآلاف''· وهذه التدفقات القوية لعقود الخيارات - أي العقود التي تمنح صاحبها الحق في البيع بأسعار ومواعيد محددة مسبقاً - بدأت في رفع أسعار النفط على المدى القصير بعد ان بدأت البنوك التي تبيع هذه العقود في حماية بعض أوضاعها عبر شراء النفط الخام من السوق الفورية· ولقد شهد عدد من عقود الخيارات المستقبلية أصلاً زيادات حادة أو ''اهتماما مفتوحا ومتعاظما'' في بورصة نيويورك لتبادلات السلع· وهو أمر لا يشكل سوى كسر مما يحدث في السوق بأكمله والذي يركز على الصفقات التي يتم تداولها فوق الطاولة· وهذا ''الاهتمام المتعاظم'' شهد ارتفاعاً في تايمكس للعقود الخيارية لديسمبر عام 2010 بسعر 100 دولار للبرميل هذا الأسبوع إلى مستوى 24,903 عقد أي ضعف المستوى الذي شهده السوق في بداية العام، بينما شهدت العقود التي تضمنت سعر 120 دولاراً و160 دولاراً وحتى 250 دولاراً للبرميل زيادة في أعدادها على الرغم من انها ابتدأت بمستويات أقل بكثير من هذه الأسعار في السابق· أما العقود الخيارية بسعر 100 دولار للبرميل لشهر ديسمبر عام 2008 فقد تضاعفت أعدادها منذ بداية العام· وفي هذه الأثناء بدأت البنوك في التحوط من عقود الخيارات المستقبلية التي تشتريها أو تبيعها بعد ان أصبحت تمثل عاملاً في زيادة الأسعار نحو مستوى 100 دولار للبرميل وفقاً للمتعاملين· ولقد ظلت عقود الخيارات لديسمبر عام 2007 بسعر 100 دولار للبرميل تشهد طلباً متزايداً غير اعتيادي إلى مستوى 48,032 عقد· وفي الوقت الذي تستمر فيه البنوك في حماية وضعها فإن هذا الأمر بات من المتوقع ان يرفع السعر الفوري باتجاه 100 دولار للبرميل في وقت قريب· إلا ان المتعاملين ذكروا من جانبهم إلى السوق ربما يشهد نوعاً من التصحيح بمجرد نفاذ عقود الخيارات لشهر ديسمبر يوم الثلاثاء المقبل·