الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تراجع تحويلات العمالة المكسيكية المهاجرة إلى أميركا

تراجع تحويلات العمالة المكسيكية المهاجرة إلى أميركا
9 نوفمبر 2007 22:42
بدأت القرى في جميع أنحاء المكسيك تستشعر القلق المزدوج من تباطؤ الاقتصاد في الولايات المتحدة الأميركية الذي اقترن بهجوم كاسح على جموع المهاجرين غير الشرعيين، وعقود طويلة ظل المهاجرون الذين غادروا قراهم يبعثون بالأموال الى عائلاتهم قبل أن يؤثر بعضهم العودة الآن لعدم الحصول على الوظائف هناك أو خوفاً من أن يتم إلقاء القبض عليهم، أما الذين فضلوا البقاء في الولايات المتحدة الأميركية فقد أصبحوا يرسلون أموالاً أقل مما كان عليه الحال في السابق· وفي العام الماضي فإن العمالة المهاجرة من جميع أنحاء العالم بعثت بكميات من الأموال تزيد على 300 مليار دولار الى أوطانهم أي اكثر من ضعف حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وهي أموال عادة ما تستخدم في دفع فواتير النفقات الطبية والرسوم المدرسية وبناء المنازل بالإضافة الى المساعدة التي توفرها لتحسين الاقتصادات المحلية والوطنية· وحسبما ورد في صحيفة ''انترناشونال هيرالد تريبيون'' مؤخراً فإن تحويلات الأموال الى المكسيك ومعظمها من الولايات المتحدة في الفترة ما بين عامي 2000 و2006 شهدت نموا بمستوى 6,6 مليار دولار في كل عام الى 23 مليار دولار سنويا وبنسبة تزيد على 20 في المئة في بعض السنوات، أما الآن وحتى هذه الفترة من العام فإن هذه الزيادة أصبحت اقل من 2 في المئة· ويعود هذا الأمر بشكل رئيسي الى أن صناعة البناء الاميركي كانت وحتى العام الماضي توظف مئات الآلاف من المهاجرين من اميركا اللاتينية إلا ان التراجع الحالي في انشطة التشييد والإنشاءات بالاضافة الى عام كامل من الإجراءات المتشددة والصارمة ضد الهجرة غير المشروعة على الحدود وفي أماكن العمل وتنامي المشاعر ضد المهاجرين في الشوارع الأميركية قد تضافرت جميعها لتجعل من الصعوبة بمكان على المهاجرين المكسيكيين الوصول الى الولايات المتحدة ناهيك عن الحصول على وظيفة براتب مناسب· ويشير العديد من الخبراء الى انه مازال من المبكر معرفة ما اذا كان التراجع الحالي في نمو التحويلات سوف يستمر الى وقت طويل بينما يتوقع البعض الآخر استمرار هذا التراجع نظراً لأن الموجات الأولى من المهاجرين بدأت في العودة الى أوطانها بهدف الاستقرار في المنازل التي شيدتها هناك، كما ان بعضهم قد تمكن من تصحيح أوضاعه في الولايات المتحدة واصبحوا يتهيأون لجلب عائلاتهم معهم لذا فقد باتوا يرسلون اموالاً اقل الى الوطن، ولكن الأحداث السياسية والاقتصادية التي شهدتها الولايات المتحدة طوال العام الماضي اخذت تحبط آمال العديد من المهاجرين المكسيكيين المحتملين والتي تمثلت في بناء الجدران والأسيجة ونصب المزيد من الأجهزة وتوفير أعداد متنامية من قوات الحراسة على الحدود وبشكل أدى للنأي بنفسه عن محاولة العبور كما رفعت من تكلفة الهجرة الى مبلغ بحوالي 2800 دولار· ومن الناحية النفسية كما يقول بريميتينو رودريجيز الخبير في مسألة الهجرة المكسيكية فإن هذه الإجراءات المتشددة جعلت المهاجرين يفضلون إدخار أموالهم انتظاراً للظروف الطارئة عوضاً عن إرسال قدر كبير منها الى الوطن، وكذلك فإن التباطؤ الاقتصادي الذي بدأ يمسك بخناق العديد من الولايات المتحدة الاميركية وبخاصة تلك التي تأثرت اكثر من غيرها بتراجع حركة البناء والتشييد باتت تعني أن المهاجرين اصبحوا ينتقلون من الوظائف المستقرة ذات الأجور المناسبة الى مجرد محال مياومة بأجور قليلة، اذ يقول ديفيد سكريت استاذ علم التاريخ في جامعة فيراكروزانا في المكسيك ''ضمن لقاءات مع العوائل ذكروا بأن المهاجرين اصبحوا يعملون الآن لمدة يومين أو ثلاثة في الاسبوع بينما كانوا في السابق يعملون لمدة 4 أو خمسة أيام في الأسبوع''· والى ذلك فإن العديد من الأجزاء المكسيكية أصبحت تعاني من الضغوط إذ يشير رودولفو جارسيا زامورا خبير الهجرة في جامعة زاكاتيكاز الى ان التحويلات لمدينة زاكاتيكاز قد شهدت انخفاضا بمعدل 25 في المئة في هذا العام، وفي ولاية جوانا جواتو في وسط غرب المكسيك فقد عملت الموجات المتلاحقة للمهاجرين على إنشاء المنازل في تكساس وزراعة المروج والبساتين المخضرة في ميتشجان قبل ان تلحق بها العديد من النسوة والفتيات اللاتي يعملن في المطاعم والمصانع وفي تنظيف المكاتب والمنازل بينما بقيت الأمهات والنسوة المسنات في الولاية بانتظار التحويلات المالية التي تتراوح ما بين 200 الى 300 دولار في كل شهر، ولقد ساعدت هذه الأموال في استحداث اقتصاد نشط في هذه المنطقة التي أصبحت قراها تحتشد بالمباني الجديدة الفخمة والمنازل التي تحتوي على الأجهزة الإلكترونية الحديثة، أما الآن فقد أخذت الأموال في التبدل بعد ان عاد معظم الرجال الى القرى وهم في أشد الحاجة للأموال النقدية لشراء البذور والأسمدة من أجل إعادة حرث الحقول التي طال هجرانها· الصورة \
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©