السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الميليشيات اللبنانية... الجميع يبحث عن السلاح

الميليشيات اللبنانية... الجميع يبحث عن السلاح
10 نوفمبر 2007 01:01
كانت هذه السنة بالنسبة لـ''أبو جميل'' -تاجر سلاح لبناني- جيدة بكل المقاييس، وذلك لأن ''الناس يشترون السلاح أكثر من أي وقت مضى، فهم يتوقعون اندلاع حرب أهليـــة''، هــذا مــا يقولــه ''أبو جميل''، عضو سابق في إحدى الميليشيات اللبنانية، بينما يُطلع بعض أصدقائه على صورة لسيارته الرياضية الجديدة من هاتفه المحمول· ومع اقتراب الموعد النهائي لانتخاب الرئيس اللبناني، وفي ظل غياب إشــارات للتوافـــق بين الفرقاء اللبنانيين حول مرشح واحد، يتوجس العديد من اللبنانيين من احتمــال الوصــول إلى نهاية عنيفة· يأتي هذا التصعيد في التوتر، وسط تنامي الحديث عن لجوء الفصائل السياسية اللبنانية إلى تسليح عناصرها، وبعث الميليشيات القديمة التي قاتلت بعضها بعضا في الحرب الأهلية ما بين 1975 و،1990 فضلا عن تشكيل أخرى جديدة، استباقاً لاندلاع معارك في شوارع المدن اللبنانية· وليس غريباً في ظل هذا الوضع أن تزدهر مبيعات السلاح في السوق السوداء وترتفع على نحو كبير خلال السنة الأخيرة، في الوقت الذي يسعى فيه اللبنانيون إلى حيازة السلاح للدفاع عن أنفسهم· ويبقى السلاح المفضل الذي يقبل عليه اللبنانيون بكثافة هو البندقية الآلية من طراز (AK-74) حيث قفز سعر القطعة الواحدة من 500 دولار في العام الماضي إلى 900 دولار خلال السنة الجارية، حسب ''أبو جميل''· لقد أدى هذا الارتفاع المتسارع في مبيعات السلاح، إلى انتشار عمليات التدريب على الرماية في المناطق الجبلية البعيدة، حيث بات سماع طلقات الرصاص في تلك المناطق النائية أمراً مألوفاً، ولكن رغم الاتهامات التي يتبادلها الفرقاء السياسيون في لبنان حول تشكيل ميليشيات وتسليحهــــا، لم يظهر بعد ما يثبت تلك الاتهامات المتبادلة بصورة قاطعة، لا سيما فيما يتعلق بعمليات تسليح واسعـــة لقوات شبه عسكرية· ويبدو أن أغلب عمليات التدريب على استخدام الأسلحة تبقى محصورة في نطاق ضيق لا يتعدى الجماعات الخاصة والصغيرة· ومع ذلك يظل ''حزب الله'' الاستثناء الذي لم يخفِ إجراءه لعمليات تجنيد وتدريب واسعة منذ انتهاء مواجهات العام الماضي مع القوات الإسرائيلية· ويؤكد قادة ''حزب الله'' من جهتهم، بأن دور الجناح العسكري للحزب ينحصر في الدفاع عن لبنان ضد الاعتداءات الإسرائيلية، وليس الانخراط في حرب داخلية· ومع ذلك قام ''حزب الله'' في الشهور الأخيرة بتجنيد مقاتلين سابقين من الطائفة الشيعية، وتنظيمهم في إطار قوة احتياط يتم اللجوء إليها في حالة اندلاع الحرب الأهلية، مع ترك القوة الأكثر تنظيماً وتسليحاً لمواجهة إسرائيل؛ والأكثر من ذلك أكد مصدر مقرب من ''حزب الله'' أن الجماعة الشيعية زودت مؤيدين للحركات المعارضة المتحالفة معها بالأسلحة، وهي التهمة التي وجهتها الحكومة اللبنانية للحزب، ونفاها هو بشدة· ومن ناحية أخرى اتهمت المعارضة اللبنانية مجموعة 14 آذار المناهضة لسوريا -التي تعتبر المكون الأساسي للحكومة- بتسليح أنصارها وإخضاعهم للتدريبات في لبنان والأردن، فضلا عن تشكيل ميليشيات جديدة تتخفى وراء الشركات الأمنية الخاصة؛ وفي هذا الإطار يقول ''نواف موسوي'' -مسؤول العلاقات الخارجية في ''حزب الله''-: ''إذا ذهبت إلى المناطق الجبلية ستشاهد كيف يسير أعضاء الحزب التقدمي الاشتراكي دوريات في المنطقة، إن مجرد سلوكهم هذا يدفع باتجاه الحرب''· وفي أعقاب المواجهات السنية الشيعية التي شهدتها بيروت خلال مظاهرات شهر يناير الماضي اتصل الحزب التقدمي الاشتراكي بكوادره واستدعاهم لإجراء تدريبات على استخدام السلاح في منطقة الشوف الجبليــة، المعقل الرئيس للحزب، وذلك حســب مصـدر من الحزب نفســـه طلب عدم الكشف عن اسمه· وقد أقر ''وليد جنبلاط'' -زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي- بأن بعض الدروز اشتروا أسلحة بعد مظاهرات شهر يناير الماضي، لكنه أكد في المقابل عدم وجود تدريبات عسكرية رسمية يشرف عليها حزبــه· بيد أن غياب التدريبات العسكرية الكبيرة لا ينفي انتشار عملية تشكيل الميليشيات· يمكن الإشارة في هذا الصدد إلى جماعة ''المرابطون'' وهي الميليشيا السنية التي ظهرت خلال السنوات الأولى من الحرب الأهلية اللبنانية، وعادت إلى الظهور مجدداً لتتحالــف مع تكتــل 14 آذار، وقد انضمــت هذه القوة السنية إلى الجيش اللبناني في مواجهته الأخيرة مع الجماعة التي تحصنت في مخيم نهر البـــارد شمــال لبنـــان· إلى ذلك أقر ضابط سابــق في الجيش اللبناني قريب من القادة المسيحيين والدروز، أن الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية بصدد تنظيم عناصرهمــا استباقــاً لأيــة مواجهــات عنيفـــة قد تندلع بين السنة والشيعة؛ والهدف هو ضمان حياد المناطق الدرزية والمسيحية في حالة نشوب القتال بين السنة والشيعة والاقتصــــار علـــــى حمايــــة تلــك المناطـق· نيكولاس بلانفورد- بيروت ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©