السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الهدنة تترنح في تعز والحوثيون يحاولون «التقدم» على الأرض

الهدنة تترنح في تعز والحوثيون يحاولون «التقدم» على الأرض
16 ابريل 2016 23:46
عقيل الحلالي (صنعاء) خرق المتمردون الحوثيون اتفاق الهدنة في تعز بعد قليل على اتفاق الأطراف اليمنية على تثبيت وقف إطلاق النار والسماح بوصول الإمدادات الغذائية والطبية إلى المدينة المنكوبة جنوب غرب البلاد، فيما استمرت المعارك العنيفة بين المتمردين وقوات الشرعية قرب العاصمة صنعاء، وسط اتهامات لميلشيات الحوثي وصالح باستغلال توقف الضربات الجوية للتحالف العربي لتحقيق مكاسب على الأرض. واتفق ممثلون عن الحكومة الشرعية والميلشيات المتمردة أمس على تثبيت وقف إطلاق النار في تعز بعد 6 أيام على دخول الهدنة في اليمن تمهيداً لمحادثات السلام في الكويت غداً الاثنين. وأبرم الطرفان اتفاقاً من 6 بنود أولها «البدء بالعمل من الطرفين على تثبيت سريان وقف إطلاق النار ومنع أشكال الأعمال العسكرية كافة، بما فيها التعزيزات، والحشد والانتشار واستحداث مواقع جديدة»، ونص أيضاً على أن «يتم البدء من الساعة الثالثة عصراً (مساء الأمس) على فتح الطرق والمنافذ كافة المؤدية من وإلى مدينة تعز، مع التأكيد للنقاط كافة التابعة للطرفين بعدم التعرض لتحركات وتنقلات المواطنين والسيارات والبضائع والمواد التموينية والعلاجية والاحتياجات الحياتية المدنية كافة تمهيداً لرفع النقاط مستقبلاً». كما اتفق الطرفان على «فتح الطرق كافة بين المديريات، وداخل المديريات ومع مدينة تعز»، وشددا على ضرورة «معالجة وحل أي إشكال يهدد سريان وقف إطلاق النار في تعز»، وكلفا لجنة المراقبة الرئيسة في المحافظة بمعالجة الموقف في أي جبهة داخلية تعذر على اللجنة الفرعية حله. ونص البند السادس على التزام الطرفين «بعدم اعتقال أي شخص»، والبدء بمعالجة ملف المحتجزين والمفقودين من الجانبين. وشككت مصادر في المقاومة الشعبية في تعز في جدية المتمردين الحوثيين وصالح بإنجاح الهدنة في المدينة خصوصاً بعد تسجيل خرق للاتفاق من قبل المتمردين بعد مرور ساعة على دخوله حيز التنفيذ. وقالت المصادر، إن الميلشيات قصفت بالمدفعية، مساء أمس منطقة الديم أعلى حي ثعبات شرق مدينة تعز، كما شوهد انتشار كثيف لقناصة المتمردين على سطوح المنازل في منطقة الحوبان القريبة. وقال عضو مجلس تنسيق مقاومة تعز، عبد الستار الشميري، للاتحاد: «إن الشواهد على الأرض تشير إلى أن المتمردين غير جادين بالسلام، فما تزال التعزيزات والحشود مستمرة». وقال المتحدث الإعلامي باسم المقاومة في تعز، رشاد الشرعبي، في بلاغ صحفي: «إذا لم تلتزم الميلشيا المعتدية فإن الاتفاق سيكون مجرد حبر على ورق، وستستمر المقاومة في الدفاع عن تعز وأبنائها»، مشيراً إلى أن الميلشيات لم تلتزم يوماً أي اتفاق خلال الفترة الماضية. وأكد أن حل الصراع في تعز يتمثل في انسحاب الميلشيات من المحافظة تماماً، وتسليم السلاح للدولة، وإطلاق المعتقلين. في غضون ذلك، استمرت المعارك العنيفة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية والميلشيات المتمردة في محافظة الجوف (شمال شرق)، وفي بلدة نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، وبعض أطراف محافظة مأرب، ما أعاق التئام لجنة المراقبة المكلفة الإشراف على تنفيذ قرار وقف إطلاق النار هناك. وقال متحدث باسم المقاومة الشعبية في الجوف لـ «الاتحاد»، إن اشتباكات متقطعة اندلعت الليلة قبل الماضية، واستمرت حتى مساء السبت في بلدات المتون والغيل والمصلوب جنوب المحافظة المتاخمة لحدود السعودية. وأضاف المتحدث فضل ناجي «ميلشيات الحوثي وقوات المخلوع واصلت خرق الهدنة لليوم السادس على التوالي، وقوات الجيش الوطني والمقاومة تكتفي فقط بالرد على الهجمات لأنها ملتزمة وقف إطلاق النار»، نافياً مزاعم المتمردين بإطلاق صاروخ على تجمع تجاري وسكني في منطقة سوق الاثنين وسط بلدة المتون. وقال: «ميلشيات الحوثي وصالح هي من أطلقت الصاروخ وتحاول اتهام المقاومة بذلك»، مؤكداً في الوقت ذاته جاهزية قوات الشرعية للرد على خروقات أو زحف للميلشيات. وتواصل القتال العنيف بين قوات الشرعية والمتمردين أمس في بلدة نهم، فيما تكررت خروقات الميلشيات للهدنة في مأرب من خلال شن هجمات صاروخية ومدفعية على تجمعات سكنية ومواقع للمقاومة في المحافظة المحررة معظم مناطقها في أكتوبر. وذكر مركز سبأ الإعلامي التابع للمقاومة في مأرب، مساء أمس، أن الحوثيين قصفوا مساء الجمعة وصباح أمس مدينة مأرب بصواريخ كاتيوشا، وأطلقوا صاروخاً آخر على معسكر ماس الذي تسيطر عليه قوات الشرعية في شمال غرب المحافظة. وأشار إلى حشود كبيرة للحوثيين وقوات صالح على حدود مأرب مع محافظة البيضاء، حيث تجددت المعارك بين الطرفين هناك، مؤكداً سقوط صواريخ كاتيوشا في أوقات مختلفة على مواقع الجيش والمقاومة في بلدة العبدية التابعة لمأرب ومحاذية للبيضاء. كما طال القصف الصاروخي والمدفعي للميلشيات مواقع للجيش الوطني والمقاومة في جبل هيلان ومعسكر نوفل في محيط صرواح، غرب مأرب، وفي منطقة وادي المخدة شمال غرب المحافظة. وقال عضو لجنة المراقبة في مأرب عن الجانب الحكومي، رائد الثابتي، لـ «الاتحاد»: «لم تتمكن اللجنة من الاجتماع بسبب التصعيد القتالي على الأرض»، مضيفاً: «ربما تجتمع اللجنة في منطقة حدودية بين مأرب والبيضاء في غضون 48 ساعة». واتهم متمردي الحوثي وصالح بانتهاك الهدنة في مأرب ونهم مراراً من خلال إطلاق الصواريخ على التجمعات السكنية ومواقع المقاومة والزحف على الأرض، وقال: «لا يمكن توصيف ما يحدث بخروقات، هناك حرب شرسة تدور في نهم وصرواح والعبدية»، مشيراً إلى مقتل 45 من عناصر قوات الشرعية بهجمات للميلشيات في نهم منذ إعلان وقف إطلاق النار في العاشر من أبريل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©