الفلسفة الآن محور خاص عن التعليم المعاصر

صدر العدد 63 من مجلة ''الفلسفة الآن''، ويتضمن مجموعة من المقالات والدراسات بالإضافة إلى المحور الأساس الذي يدور حول فلسفة التعليم· فقد ناقشت الدراسات المشاركة فيه مجموعة من المشكلات الفلسفية التي تتصل بالتعليم، كذلك أثار المشاركون بعض الأسئلة التي طالما طرحت من قبل الفلاسفة بخصوص التعليم؛ مثل: ما المفروض أن يتم تدريسه؟، وهل من الممكن تعليم الأطفال ما هو الصح وما هو الخطأ من دون أن يُلقنوا ذلك من وجهة نظر مذهبية معينة، أو هل يجب تعليمهم من وجهة نظر أيديولوجية معينة؟ كيف يمكن للشخص أن يكتسب المعرفة وينقلها؟، وغيرذلك من الأسئلة المطروحة منذ زمن طويل في تاريخ الفكر الفلسفي الذي انهمك في نظرية التعليم· ومثال ذلك رواية ''أميل'' لجان جاك روسو، وكتابات برتراند رسل فيلسوف بريطانيا الكبير· تضمَّن المحور أيضاً مقالا لكارولين دايزي وهي طالبة دكتوراه في جامعة بوسطن عالجت فيه ما سمته بـ ''اللعب الجميل والتعلم المفيد''، حيث ناقشت كيفية تعلُّم الحكم الأخلاقي المستقل من وجهة نظر الفيلسوف البرغماتي وليم جيمس· وكتب غراهام هايدن، أستاذ فلسفة التعليم في جامعة لندن، عن أخلاقيات التعليم عارضاً أهم الأفكار التي تدور حول أهداف وسياسات التعليم والوسائل التي تنجزها، بالإضافة إلى التفكير النقدي للفلاسفة في هذا الاتجاه عن طبيعة الفهم الاجتماعي للتعليم وغاياته وقيمه وقضايا أخرى تتصل بالعلاقة بين التعليم وقيم المواطنة والديمقراطية· وكان مقال جان ديري، محاضر فلسفة التعليم في جامعة لندن، يدور حول المعرفة الإنسانية وعلاقة اللغة والممارسة الاجتماعية فيها كمدخل لفلسفة التعليم، وعرض لبعض النظريات التي تناقش مسألة التفكير وطريقة الوصول للاستنتاجات· أما مقال بابلو إسترلس فجاء عن تدريس الفلسفة والفروقات بين التدريس الأكاديمي لتاريخ ومشكلات الفلسفة وبين تعليم طريقة التفلسف· وأخيراً تضمَّن هذا العدد حواراً مطولاً مع أستاذ فلسفة التعليم في جامعة روجستر ـ نيويورك راندال كورين· في العدد أيضاً نقرأ مقالاً الكاتب والروائي راموند تلز الذي جاء كدفاع عن مفهوم الهوية الشخصية ضد أولئك الذين يعتبرونها مجرَّد وهم، بدءا من دافيد هيوم حتى فلاسفة ما بعد الحداثة· وكتب بيتر كاف، مساعد رئس تحرير، مقارنة بين الاندهاش والتفكير الفلسفي القديم والجديد من وجهة نظر منطقية· أما كارل موري، مساعد رئيس تحرير المجلة، فكتبت عما أسمته بحرارة الدليل الفلسفي عند الفلاسفة بدءا من طاليس· وهناك مقال لكرانت بارلي كتبه بطريقته الساخرة المعهودة حيث يتحدَّث عن موسيقى كتاب ''الوجود والزمان'' أو الجانب المُسلِّي والهزلي عند مارتن هايدغر· ونقرأ في العدد أيضاً بعض الأخبار القصيرة مثل رد الفيلسوف الفرنسي ''فنكيلكروت'' على وزيرة المالية الفرنسية بدعوته الفرنسيين للتفكير والتركيز على العمل· وكذلك نقرأ تقريراً عن البروفيسور الأمريكي/ العراقي محسن مهدي بمناسبة ذكرى وفاته· بالإضافة إلى عرض كتاب الدكتور ناجل دربورن عن تاريخ الفلسفة من خلال 27 مدخلاً تضمنه هذا الكتاب· ونطالع سيرة أستاذ الفلسفة الألباني الذي أمضى حياته في ظل النظام الشيوعي وهو يترجم أعمال برتراند رسل· وأخيراً تعرض المجلة تقريراً لـ ''جوديث سوسه'' عن فيلم ''تاريخ الأبناء'' لمخرجه ''ألآن بيتيت'' والذي يتعلَّق بقضية التعليم التقليدي والتعليم الحر·