الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إدوارد سعيد والماركسية

10 نوفمبر 2007 02:58
لا يختلف اثنان حول الدور البارز الذي تميز به المفكِّر إدوارد سعيد في مجال الاستشراق وما بعده، وجهوده النظرية في مجال النقد الثقافي باعتباره مركزاً مؤسسا ومقترحاً أوآليات ما بعد الكولونيالة التي اتسعت وصارت ملفتة لانتباه الآخر لكن المفكِّر إعجاز أحمد قدم دراسته ''ادوارد سعيد والماركسية'' ملاحظات حول قراءة سعيد لماركس مع غيره من النقاد الماركسيين مثل صادق جلال العظم ومهدي العامل والتضامن معه لم يمنع إعجاز بدراسته ''ادوارد سعيد من منظور النقد الماركسي'' عن توجيه انتقادات قاسية ولكنها دقيقة تمثل فيها الموقف الماركسي في محاورة سعيد خصوصاً عن انتقاداته لماركس حول الهند وآسيا واعتبره ادوارد سعيد تراجعاً في موقفه المعروف بدعم ''آسيا البائسة'' خضوعاً لسطوة الاستشراق وهيمنته، حيث استطاع الاستشراق القضاء على تجربة إنسانية تلقائية حيوية والحلول محلها وذلك في انتشار شديد لضروب التعقيد في فكر ماركس كما قال الأستاذ ثائر ديب· الإشكالية الواضحة في موقف ماركس هي تراجعه المعروف عن ضرورات الثورة الجذرية في آسيا التي يستطيع الإنسان من خلالها تحقيق مصيره· وأشار ثائر ديب إلى أن النقد مهما كان خلافياً فهو الذي يعيد إنتاج المعرفة وهو ـ النقد ـ الذي جعل ادوارد سعيد يعيد النظر في كثير من مواقفه وهذا ما أكد عليه المفكر إعجاز أحمد خصوصا العلاقة الحميمة السابقة والمعروفة بينه وبين والفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو وتأثيرات نظام الخطاب، وأيضا القناعة الكاملة بالموقف النيتشوي المعروف والخاص بالتمثيلات على أنها أشكال من سوء التمثيل وتحوله إلى موقف آخر وجديد يرى بإمكانات المقاومة من خارج الخطاب الكولونيالي، لكن هذا لا يحجب العلاقة المعرفية بين سعيد ودريدا كما قال إعجاز أحمد والتقاءه مع كثير من مواقف ما بعد حداثية شتى بلغت ذروتها في إلحاحه على أن المهمة المزدوجة الملقاة على عاتق المعرفة المسؤولة تتمثل في مقاومة الضغط الذي تمارسه كل من الثقافة السائدة وما شاعت تسميته بـ ''المنظومة '' و''النظرية'' و''النظرية الكبرى'' و''المعرفة المنضبطة'' وسوى ذلك من النعوت الكثيرة التي تشير إلى الماركسية بوجه خاص، وكذلك أيضاً أية طريقة أخرى من طرق الكينونة في عالم تسعى إلى التأكيد على قابلية التاريخ للفهم نظرياً وسردياً· ناجح المعموري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©