الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المر: الدول الإسلامية تعيش تحولات تفرض أنماطاً جديدة من التفكير والتكامل

المر: الدول الإسلامية تعيش تحولات تفرض أنماطاً جديدة من التفكير والتكامل
19 فبراير 2014 07:32
يعقوب علي (طهران) - أكد معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، أن دول العالم الإسلامي تعيش مرحلة تحولات كبرى تفرض على منظماتها الحكومية والبرلمانية أنماطاً جديدة من التفكير والتكامل فيما بينها، مضيفاً بأنه لم يعد مجدياً التعامل مع قضايانا وأزماتنا بذات الأطر التي كانت سائدة فيما مضى من عقود. وقال: لذلك كانت مبادرة الشعبة البرلمانية الإماراتية بإنشاء البرلمان الإسلامي لتكون أداة وصل حقيقية بين الشعوب الإسلامية وبين قادتها في إطار عملهم الجماعي داخل منظمة التعاون الإسلامي. وأوضح المر في في كلمة ألقاها خلال المؤتمر التاسع لرؤساء مجالس لاتحاد الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، أن انعقاد المؤتمر يأتي بالتزامن مع تغيرات وتحولات كبيرة، يعايش فيها عالمنا الإسلامي واقعاً دولياً صعباً كثرت فيه الاضطرابات والتوترات السياسية، وعجزت فيه أنظمة الأمن الجماعي الدولية والإقليمية عن مواجهة مشكلات البيئة والتغير المناخي والفقر وتراكمات الازمات الدولية المتجددة. وأكد أن العالم الإسلامي ما زال في مفترق طرق إزاء تحديات التنمية والتطوير الاقتصادي وقضايا العولمة وثورة الاتصال والحفاظ على الهوية الايجابية للثقافة والفكر الإسلامي، والنأي عن التفكك والتفتيت لأمتنا الإسلامية ما بين قوميات متنابذة وأعراق متصارعة وطوائف متخاصمة. مؤكداً ضرورة النهوض بأدوار منظمات العمل الإسلامي المشترك بمسؤولياتها وواجباتها الحتمية في بناء برامج وسياسات عمل لتعزيز التعاون والتنسيق، والاصطفاف معاً للحفاظ على العلاقات السلمية والودية فيما بين الدول الإسلامية، والتصدي بكل قوة للمثيرات الداخلية والخارجية الباعثة على الفرقة والشقاق بين أبناء الأمة الإسلامية. وبما يكفل إعلاء قيم التسامح، والبعد عن التعصب وخطاب الكراهية. وأوضح أن ما يناهز المليار ومئة مليون مسلم يعقدون آمالاً عريضة على منظمات العمل الإسلامي المشترك لتصحيح الصورة الخاطئة والادعاءات المزعومة عن عدم وسطية الإسلام وتشدده، وعنفه، وعدم اعتداله. وفي ذات السياق فإنه من الضروري البحث عن سبيل لمواجهة تعدد الاجتهادات الفقهية وتشرذمها، واختلافها مما أدى إلى الالتباس في فهم سماحة الشريعة الغراء وأحكامها. وأرى أنه من الضروري أن نعبر نحن ممثلو برلمانات الدول الإسلامية على أهمية تعزيز دور مجمع الفقه الإسلامي الدولي الذي يعد واحداً من مؤسسات منظمة التعاون الإسلامي والمنشأ في عام 1981م بهدف ضبط قواعد الفقه وفق الشرع الملائم لمستجدات العصر. هوية القدس وأكد المر أن من أول التحديات التي تواجهنا كأمة إسلامية هو الحفاظ على هوية مدينة القدس والتي كانت سبباً مباشراً وراء إنشاء منظمة التعاون الإسلامي، فالتمادي الإسرائيلي في التهويد، وطمس الهوية الإسلامية لهذه المدينة لا يمثل فقط استخفافاً بمقررات القانون الدولي، والقرارات الدولية المتعددة الصادرة في هذا الشأن، وإنما يكرس نهجاً إسرائيلياً متزايداً في انتهاك حقوق إسلامية ثابتة لم تقرها الشرائع الدولية فقط، وإنما كفلتها المبادئ والأسس التاريخية المتعاقبة. وشدد على أهمية أن يكون هناك صوت إسلامي موحد في كل المحافل الدولية سواء كانت برلمانية أو حكومية بشأن تنفيذ خطة عمل منظمة التعاون الإسلامي لحماية القدس التي تم إقرارها في الدورة الأربعين لمجلس وزراء خارجية المنظمة في 2012 خاصة فيما يتعلق بالسعي لعقد دورة خاصة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة قضية القدس، واللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية وغيرها من الهيئات القانونية الدولية لتحميل الكيان الصهيوني المسؤولية عن جرائمه، سيما الرامية إلى تغيير الوضع الديموغرافي في مدينة القدس، وعزلها عن محيطها الفلسطيني. ونوه إلى ضرورة أن يكون للبرلمانات الإسلامية دورها من خلال حث حكوماتها على تنفيذ متطلبات الخطة الاستراتيجية القطاعية لتنمية مدينة القدس التي تبنتها القمة الإسلامية الاستثنائية في مكة المكرمة في 2012. خريطة ساخنة وأوضح المر في الكلمة ذاتها أن أغلب المناطق في خريطة العالم الإسلامي لا تكاد تخلو من نزاع ساخن، أو آخر كامن وفي كل هذه النزاعات لم تنجح منظمات العمل الإسلامي المشترك في التصدي واحتواء آثارها وتقليص تداعياتها. وأضاف، لذلك فإننا ندعو اتحادنا البرلماني الإسلامي وبرلماناتنا الإسلامية إلى إيلاء أهمية خاصة، وبرامج عمل محددة لإعلاء شأن العمل الإنساني، وسيادة مبدأ التكافل الإنساني الإسلامي في هذه النزاعات. وهذا هو النهج الذي قررته قيادة دولة الإمارات ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والحكومة ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء باعتبار أن ذلك واجباً إسلامياً مقدساً في مساعدة إخواننا في عوزهم واضطرارهم. وفي هذا الشأن دعا لأن يكون للاتحاد دوره في تعزيز التنسيق والتعاون بين المنظمات الإنسانية في دول العالم الإسلامي على غرار ما بدأت به منظمة التعاون الإسلامي من سياسات في هذا الشأن في عام 2011 خاصة فيما يتعلق بإنشائها لهيئة دائمة مستقلة لحقوق الإنسان لمتابعة وتعزيز حقوق الإنسان المسلم في كافة المجالات. وقال: اتساقاً مع ذلك فإنه من الأهمية تعزيز سياسات وبرامج العمل الإنساني تجاه الأزمة السورية التي خلقت مأساة مروعة لا تقارن بمثيلاتها في الأزمات السياسية والإنسانية العالمية. ونأمل أن تنجح الجهود الرامية سواء في إطار مؤتمر جنيف 2 أو غيره من التوصل إلى تسوية سياسية بما يحافظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، ونسيجها الوطني، واستقلالها واتخاذ ما يمكن من تدابير عملية لوقف عمليات سفك الدماء وتدمير الممتلكات. الحلول السلمية وأكد معالي رئيس المجلس الوطني في ختام كلمته عن ارتياح المجلس الوطني الاتحادي، وشعبته البرلمانية لنتائج المفاوضات الجارية بين إيران والدول الغربية بشأن البرنامج النووي الإيراني ونأمل أن يتم التوصل إلى اتفاق نهائي يضمن إزالة كل العقوبات الدولية المفروضة على إيران التي نتمنى لها ولشعبها كل تقدم وازدهار باعتبارها إحدى الدول الإسلامية الكبرى في عالمنا الإسلامي. وقال: بات من الضروري الاستجابة لمبادئ العمل المشترك بين كل الأقطار الإسلامية في حل أي خلافات حدودية حرصاً على مبدأ التضامن والتعاون الإسلامي، وتأكيداً للاستقرار والأمن في العلاقات بين الدول الإسلامية، مما يحتم القبول بالخيارات والوسائل السلمية التي أقرتها المواثيق الدولية وفي مقدمتها ميثاق الأمم المتحدة سيما في إطار المفاوضات الثنائية المباشرة، أو اللجوء إلى التحكيم الدولي. وشارك وفد الشعبة البرلمانية برئاسة معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي في أعمال الدورة التاسعة للجمعية العامة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التي انطلقت في العاصمة الإيرانية طهران، وتستمر يومين. ويضم وفد الشعبة البرلمانية كلاً من أحمد الزعابي، ورشاد بوخش، وسلطان الشامسي، والدكتورة شيخة العويس، وغريب الصريدي أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، والدكتور محمدالمرالمزروعي الأمين العام، وعبدالرحمن الشامسي الأمين العام المساعد للشؤون التشريعية والبرلمانية. حضر جلسة الافتتاح الرئيس الإيراني حسن روحاني، وعبدالواحد الراضي رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، ووفود تمثل 47 دولة تناقش، خلال المؤتمر على مدى يومين، أهم قضايا العالم الإسلامي وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب في بلدان العالم الإسلامي. وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، في كلمة افتتح بها أعمال الدورة التاسعة، أن المسلمين يتعرضون اليوم وبشكل غير مسبوق إلى ضغوط وتهديدات وأخطار خارجية ممنهجة ومتعددة الأبعاد والجوانب، مشيراً إلى الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني. وقال «نحن بحاجة إلى المزيد من التفاهم وتبادل الرؤى، كي نتمكن من إعداد خطط وسياسات واستراتيجيات مشتركة وما من نتائج يمكن تحقيقها، بغياب الفهم المتبادل لظروف وشؤون بعضنا بعضاً لنتمكن من تسوية مشكلات العالم الإسلامي بأسرع وقت ممكن».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©