فتح تبعد دعاة حماس عن المساجد

كانت لوحة الإعلانات الخضراء المعلقة أمام مسجد فاطمة الزهراء في نابلس تعج بالملصقات، ولكنها الآن بالية وخالية· هذه اللوحة رمز للصراع على السلطة في الضفة الغربية حيث تتخذ حركة ''فتح'' التابعة للرئيس محمود عباس إجراءات مشددة ضد الدعاة المرتبطين بحركة ''حماس'' المنافسة، وهم رجال الدين الذين كانوا قبل فترة قصيرة يمطرون لوحة إعلانات المسجد بأنباء ''حماس''، كما حُلِّت فعليا الهيئات الخيرية· وفي إطار الإجراءات الأخرى التي طبقتها السلطة التي تهيمن عليها ''فتح'' أوقفت الحركة التعامل مع العشرات من الدعاة المتطوعين الذين كانت تستعين بهم ''حماس'' وتتهمهم ''فتح'' بإلقاء خطب دينية مشحونة سياسياً، ويقول مسؤولون من الحركتين: إنه في حين أن الحكومة لها سلطة محدودة في عزل أئمة المساجد، إلا أنها همشت بعض الذين تعتبرهم مقربين إلى ''حماس'' من خلال إعادة توزيعهم على مساجد لا يرتادها كثير من المصلين، وكذلك تتهم ''فتح'' ''حماس'' بتهميش الأئمة ورجال الدين المرتبطين بـ''فتح'' في قطاع غزة وهو اتهام تنفيه ''حماس''· وحث رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الذي عينه عباس في يونيو، الأئمة على الابتعاد عن السياسة، وعيّن 800 من رجال الدين ومسؤولي المساجد الجدد· ولكن جمال بواطنة وزير الأوقاف الفلسطيني قال: إنه ما زال أكثر من نصف مساجد الضفة الغربية التي يبلغ عددها نحو 1500 بلا إمام أو مؤذن· وتلقي حماس باللوم في هذا النقص على سنوات من إهمال ''فتح'' للشؤون الدينية· وتقول ''فتح'' إن الكثير من الأئمة الكبار سناً إما توفوا أو أحيلوا للتقاعد في الوقت الذي تم فيه بناء المزيد من المساجد· ويقوم عدد محدود من المعاهد الدينية الخاصة في الضفة الغربية بتدريب الدعاة· وينظم المركز الإسلامي للفقه والتصوف، وهو مركز مستقل في نابلس تموله جهات مانحة غربية، دورات لتدريب الدعاة والأئمة· ومن جهة أخرى، اتهمت ''حماس'' امس، الأجهزة الأمنية الفلسطينية باعتقال 4 من أنصارها في الضفة الغربية، وقالت الحركة في بيان أصدرته: إن الاعتقالات جرت في مدن رام الله ونابلس وجنين وقلقيلية، وإن بعضها جرى بعد استدعاء المعتقلين، وأضافت أن بين المعتقلين ناشطاً كان معتقلاً لدى الجيش الإسرائيلي·