الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وفاة عميد الأدب الأميركي نورمان ميلر

11 نوفمبر 2007 01:36
توفي عميد الأدب الأميركي الكاتب نورمان ميلر الحائز على جائزة ''بوليتزر'' الصحفية مرتين أمس عن عمر يناهز 84 عاماً· وتوفي ميلر في أحد المستشفيات بعد أن خضع لجراحة على الرئة، بعد أن سيطر لعقود على الحركة الأدبية والفكرية، بأسلوبه الجريء الذي ميّز أشهر رواياته ''العراة والموتى''· وجاءت وفاة ميلر بعد فشل في أعضائه الحيوية في مستشفى ''جبل سيناء''، وفقا لما أفاد به المتحدث باسمه ميخائيل لينون المشرف أيضا على تدوين سيرته الذاتية· وبدأ ميلر مسيرته الأدبية ككاتب روايات قصيرة في الصحف الأميركية أشهرها ''جيوش الليل'' ليبلغ أعلى مراتب الشهرة بإحرازه مرتين على جائزة بوليتزر الشهيرة· وكان الكثير من كتابات ميلر مثيرة للإعجاب، فيما كان بعضها أيضا محلّ انتقاد واسع، غير أنّ أي واحدة منها لم تحظ بجائزة افضل رواية أميركية· وتماما مثل كتاباته، رسم الأديب الراحل صورة مختلطة تضجّ بصخب الحياة التي قضّى بعضها على الهامش عائشا حياة المجون والليل وبعضها هادئا فيلسوفا، وتزوج ستّ مرات وقتل ثاني زوجاته أليس في سنة 1960 بطعنات قاتلة، أثناء حفل ماجن، لكنه نجا من العقاب بفضل مستشفى الأمراض العقلية· وتعرض لعدد من محاكم الطلاق الشهيرة حتى أنه قال في أحد اللقاءات: ''إنّ المرء لا يعرف شيئا عن المرأة حتى يلتقي بها في قاعة المحكمة·'' ولميلر تسعة أطفال وسبق أن تقدّم لمنصب عمدة نيويورك، وأنتج وأخرج خمسة أفلام يقول بعضهم كانت ردئية فيما يشدد البعض على نجاحها ناهيك أنّ الأسطورة مارلين مونرو كانت إحدى بطلاته· وولد ميلر في عام 1923 في لونغ برامش بنيوجرسي من أب محاسب ولد في جنوب أفريقيا وأمّ كانت تدير وكالة للأعمال المنزلية والتمريض، قبل أن ينتقل الجميع إلى بروكلين التي وصفها لاحقا بأنّها ''أفضل بيئة يهودية آمنة في أميركا·'' ولميلر شهرته الواسعة في الحياة الاجتماعية التي تسير جنباً الى جنب مع صخبه وغزارته الأدبية، فهو واحد من أعظم روائيي العالم فضلا عن كونه كان يتحدى أبطال الملاكمة، كما أسس منظمة لمراقبة وكالة الاستخبارات المركزية· واهتم ميلر في أعماله بمختلف القضايا الأميركية، الجيش والسياسة وقضايا المرأة، وغزو الفضاء· ومن أعماله ''الشاطئ البربري'' و''الحلم الاميركي'' و ''لماذا نحن في فيتنام؟''· كما كتب عن شخصيات شهيرة مثل مارلين مونرو، ازوالد، محمد علي كلاي، هنري ميلر وبيكاسو وعن المسيح· واستقطب كتابه ''انجيل الابن'' الاهتمام حين رأى بعضهم في الرواية ضرباً من الإعجاز الأدبي، فيما اعتبره البعض الآخر عديم القيمة الأدبية· ويرى ميلر أن هناك مظاهر للانحدار الأميركي من بينها فضائح الشركات، والكنيسة، ومكتب التحقيقات الفيدرالي ''اف·بي·اي''، وكذلك الأطفال الذين لم يعودوا قادرين على القراءة، وتراجع دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة حيث إن عدد الحائزين على درجات الدكتوراه من الأميركيين في تناقص، بينما عدد الآسيويين المتفوقين والخريجين في الميادين نفسها يتزايد· ورغم آرائه في التكنولوجيا إلا أنّ ميلر ظلّ ''متشككا'' إزاءها من الناحية العملية حيث إنه وفي زمن الإنترنت، كان يكتب يدوياً وبقلم الحبر نحو 1500 كلمة يومياً·
المصدر: نيويورك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©