الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قطارات الخليج تجذب الشركات الأوروبية

قطارات الخليج تجذب الشركات الأوروبية
29 ابريل 2009 01:13
يبدو أن التنفيذيين في صناعة السكك الحديدية العالمية البالغ حجمها 165 مليار دولار قد انتظموا فيما يبدو في هجرة جماعية نحو منطقة الخليج على أمل اكتساب حصة من الطفرة الاستثمارية الهائلة في القطاع. وأصبح لدى جميع دول المنطقة تقريباً خطط طموحة لتنفيذ مشاريع القطارات حيث رصدت كل من دولة قطر والكويت مبلغاً بحوالي 10 مليارات دولار، فيما تتجه دولة الإمارات العربية المتحدة إلى إنفاق أموال ضخمة كذلك في هذا المجال. وتتضمن قائمة مشتريات هذه الدول خطوط السكك الحديدية الخفيفة وقطارات الطلقة وقطارات المترو المحلية التي سوف يتم افتتاح أولها في دبي خلال العام الجاري. وضمن سعيها لإحراز السبق في هذا المجال فإن المملكة العربية السعودية لديها خطط لإنفاق مبلغ 15 مليار دولار بهدف توسعة سككها الحديدية الحالية إلى خمسة أضعافها، بحيث يصبح بإمكان الحجاج استقلال القطارات من مكة إلى المدينة بسرعة 360 كلم في الساعة في موعد مبكر لا يتجاوز العام المقبل بدلاً من تكبد مشقة التكدس والازدحام في الطرقات الأكثر عرضة للحوادث والاصطدامات. وفي الوقت الذي لا تعدو فيه المبادرة سوى مجرد بداية في السعودية فإن جميع هذه الخطوط الحديدية الوطنية في كل دولة سوف يصار إلى ربطها في نهاية المطاف مع بعضها في شبكة إقليمية وبتكلفة إضافية بقيمة 14 مليار دولار على الأقل. أما قائمة أكبر المستفيدين فسوف تتصدرها عمالقة السكك الحديدية الأوروبية والتي يحرص العديد منها إلى الانتقال بعيداً عن أسواقها الحديدية المتشعبة. وذلك لأن الشركات الأميركية لازالت قليلة الخبرة في صناعة المترو والقطارات الفائقة السرعة كما أن الشركات الآسيوية المنافسة تفتقد المعرفة بالوسائل الناجحة لتسويق وزيادة مبيعاتها في الدول الأجنبية. لذا فقد أصبحت القارة الأوروبية بمثابة محور الصناعة حيث تسهم بنسبة 70 في المئة من حجم المبيعات وبأكبر قدر من الإبداع والاختراعات في الصناعة بينما أضحت منطقة الخليج الآن السوق الأكثر نشاطاً وربحية لهذه الصادرات. وتأتي في مقدمة هذه المجموعة من الشركات شركة الستوم الفرنسية تليها وعلى مقربة منها شركة سيمنز الألمانية ثم شركة بومباردير الكندية. وكما يقول مايكل كلوزيكر المدير العام للاتحاد الأوروبي لصناعة السكك الحديدية الذي يعرف اختصاراً باسم «يونايف» الذي يتوقع نمواً للصناعة بمعدل 25 في المئة في الفترة بين عامي 2006 و2016 «أعتقد أن الصناعة موعودة بإنتاج وعائدات غير مسبوقة». على أن الطلب الجديد لن يأتي فقط من منطقة الشرق الأوسط فقد رصدت العديد من الدول الأخرى في الأشهر الماضية من بينها الصين وفرنسا وبريطانيا بعضاً من أموالها التحفيزية لتطوير شبكة القطارات. علماً بأن الرئيس باراك أوباما كشف من جانبه أيضاً عن خطط في السادس عشر من أبريل الجاري تهدف لإنفاق 13 مليار دولار من أجل تمويل البنية التحتية للسكك الحديدية بحيث تخفف من حالة الانسداد التي تعاني منها المطارات والطرق العلوية الأميركية. إلا أن الغنيمة الأكبر باتت تتواجد بالطبع في منطقة الخليج حيث أصبحت المدن تعاني من التكدس والاختناق المروري، ولكن هذا التكدس والازدحام لم يعد الدافع الوحيد الذي يقف خلف هذه المبادرات. فدول الخليج تستعد لمرحلة مابعد النفط عبر بناء العديد من مواقع الخدمات المحيطة التي تحتاج بشدة إلى البنية التحتية. إلى ذلك فإن منطقة الشرق الأوسط تعتبر السوق النموذجي الأمثل للشركات الأوروبية المصنعة، إذ ليس لديها شركات منافسة مملوكة للدولة في هذا المجال بحيث تطالب بنقل التكنولوجيا التطويرية المكلفة، كما يحدث في معظم الأحوال في القارة الآسيوية مما جعل الشركات الأوروبية المصنعة للقطارات الحديثة تتردد في تقديم أفضل منتجاتها مخافة خلق مجموعة من المنافسين الجدد. وكذلك فإن منطقة الشرق الأوسط تتسم بدورات سريعة ومتعاقبة لأعمال الصيانة والاستبدال بفضل ما تتميز به من صحارى رملية وطقس بالغ الحرارة ما يعني قدراً أكبر من العقود المتواترة، هذا بالإضافة إلى ما تتمتع به المنطقة من وفرة في السيولة والموارد المالية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©