الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

غياب الكوادر الإدارية بين الرغبة في التغيير واليأس من التطوير

غياب الكوادر الإدارية بين الرغبة في التغيير واليأس من التطوير
13 فبراير 2011 21:56
(الشارقة)- طوال مسيرتنا الرياضية، كانت هناك العديد من أسماء الإداريين الذين ساهموا بنصيب وافر في إرساء قواعد نهضتنا الرياضية، في مختلف الأصعدة، سواء في كرة القدم أو غيرها من الألعاب الأخرى، ومع مرور الأيام اختاروا النزول من قطار العمل، بينما هو يسير، ربما لأنهم تشبعوا بالعمل، أو لأنهم يئسوا من تحقيق ما يريدون أو يرون أنه لم يعد لديهم المزيد. ذاكرة "الاتحاد" هي ذاتها ذاكرة الساحة الرياضية.. لم تنس الكثير من تلك الأسماء التي لا زالت بيننا، نجالسها أحياناً.. نقلب معها صفحات الماضي الذي ساهمت في تشكيله، وقد نسألها عن واقعنا الحالي وكيف تراه.. تجيب مرة وتصمت مرات، لكن السؤال الذي بقي يطرح نفسه: لماذا اختار هؤلاء طواعية أن يبتعدوا، بينما البعض الآخر يتشبث بالبقاء داخل «الكادر».. هل هم من نوعية مختلفة أم أن الزمن لم يعد زمانهم، فاختاروا أن يراقبوا المشهد من جديد. كثيرة هي الأسماء التي تستدعيها الذاكرة، فهناك من قضى سنوات طويلة في العمل الرياضي التطوعي، سواء بالأندية والاتحادات الرياضية والكثير من الأسماء التي كان استحضارها بمثابة سؤال عن سر هذا الابتعاد الذي غابت معه نخبة من كوادرنا الإدارية، دونما سبب واضح. بالطبع لم نفاجأ اليوم أنهم غابوا، ولكن في حضورهم وفي غيابهم، كان العطاء الإداري دائماً تحت المنظار، ولأن الإدارة إحدى ركائز العمل والتطوير الهامة، كان لابد من الاستئناس بآرائهم، والوقوف على نظرتهم للواقع الحالي.. أن نعرف كيف ينظرون للواقع، والأهم كان أن نعرف لماذا ابتعدوا، وهل لا تزال أسباب ابتعادهم قائمة لم تتغير؟.. كان ذلك هو السؤال العريض لـ«الاتحاد» أما الإجابة فكانت من خلال كوادرنا الغائبة الحاضرة في هذا الملف الساخن. وفي الحلقة الثانية اليوم، تباينت الآراء أيضاً، فهناك من ذهب إلى القول إن المجال الرياضي تحول إلى بيئة طاردة، وأصبح “الصفر” شعار كل جديد، كما أن الإداري أصبح يهتم بالوجاهة أكثر من العمل المخلص، وهناك من أشار إلى أن كل شخص يأتي إلى العمل الرياضي لأداء دور معين، ومن ثم يرحل ويسلم الراية إلى شخص آخر، وهذه هي الدبلوماسية الواقعية. وفي الوقت نفسه، وصف بعضهم المناخ في الوسط الرياضي الحالي بالصحي والجاذب، وأن لكل وقت فكر ومجموعة، حيث ينبغي احترام الفكر السائد. ورفضت الآراء الجمود، وبالتالي لا بد من التغيير؛ لأنه سنة الحياة، ولا بد من تجديد دماء العناصر العاملة في المجال الرياضي، سعياً للوصول إلى أفكار جديدة تثري الساحة. خلف حمد ثاني: نعيش حقبة جيل الشباب الشارقة (الاتحاد) – قال خلف حمد ثاني أمين سر نادي عجمان الأسبق ونائب رئيس الاتحاد العربي للدراجات الأسبق: إن المرحلة الحالية تعتبر مرحلة الشباب، والوسط الرياضي يحتاج إلى أفكار جديدة تنسجم مع المرحلة الجديدة عقب تطبيق العملية الاحترافية. وأضاف: يوجد في الوسط الرياضي نخبة من الكوادر التي تعمل بجد واجتهاد لتطوير الألعاب والاتحادات المختلفة. وقال إن البعض يقحم نفسه في قضايا لا يعرف معناها الحقيقي، فكلمة احتراف أحرفها قليلة، ولكنها كبيرة المدلول والمغزى، فالاحتراف بحاجة إلى صبر وتطبيق، حتى نصل إلى المنظومة الاحترافية الكاملة. وثمن خلف حمد الجهد الكبير الذي يبذله محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة والأعضاء للنهوض بمختلف منتخباتنا الوطنية، وتوفير عوامل النجاح للوصول إلى منصات التتويج، ووقوفه مع الحكم المواطن وعدم الالتفات إلى الأصوات التي تنادي بالتحكيم الأجنبي، حيث سبق أن عانينا من الاستعانة بحكام أجانب من الدنمارك وبلغاريا ويوغسلافيا. وقال ثاني إن بعض الألعاب أصبحت شهيدة مثل السلة واليد والطائرة بعد أن كان لها حضورها ومشجعوها وعشاقها نتيجة تجاهل بعض الأندية، وعدم الاهتمام بهذه الألعاب وتركيز الجوانب المادية على كرة القدم فقط. وناشد خلف ثاني الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة بإعادة مهرجان عيد الشباب الذي كان ُيقام سنوياً في كل إمارة بعد نهاية الموسم ويمثل برلماناً يلتقي فيه الإداريون والمدربون واللاعبون يتبادلون من خلاله الأفكار والآراء التي تصب في مصلحة تطوير الرياضة. كما ناشد جهات الاختصاص بإقامة مؤتمر رياضي عام تشارك فيه نخبة من رياضيي الوطن العربي، وكل المهتمين الذين عاصروا الحقب الرياضية المختلفة بالدولة، لمناقشة لما آل إليه واقعنا الرياضي، ووضع إيجابيات وسلبيات المرحلة الحالية على طاولة النقاش، للوصول إلى خريطة طريق وحلول جذرية لدفع العملية الاحترافية، وأدوات التطوير لجميع الألعاب دون استثناء، والوصول بها إلى آفاق النجاح. نواف غباش: صاحب بالين كذاب الشارقة (الاتحاد) – أرجع نواف غباش رئيس مجلس إدارة نادي رأس الخيمة خلال الفترة من 2002 إلى 2005 السبب الرئيسي في ابتعاده عن الوسط الرياضي، إلى التزامه بعمله الخاص، والذي يحتاج إلى كل وقته، مؤكداً أن “صاحب بالين كذاب”!. وأشار إلى أن العمل الرياضي يتطلب تفرغاً كاملاً، حيث من الصعب التوفيق بين عمله الخاص، ومهامه الرياضية الأخرى، فآثر الابتعاد لإفساح المجال لغيره. وقال غباش: إن الوسط الرياضي جاذب جداً، وخصب لتطوير العلاقات الاجتماعية، واكتساب الخبرة، وإن عملية التطوير تعتمد في الأساس على الشخص نفسه، هل هو إيجابي أم سلبي؟ وكيفية تسخير خبراته المكتسبة لخدمة ناديه أو اتحاده، وقد تكون بيئة العمل الرياضي جاذبة أو طاردة والتي تعتمد أيضاً على شخصية وتركيبة كل شخص، مؤكداً أن العاملين في المجال الرياضي من خيرة العناصر التي تعمل بكل اجتهاد لتطوير الأندية أو الاتحادات ويكفي أن هذه العناصر تقوم بهذا العمل الكبير وهذه الجهود المقدرة وهي متطوعة. ووجه غباش رسالة خاصة إلى القائمين على أمر الاتحادات المختلفة حيث ينبغي تخصيص دورات تأهيلية لكل العاملين في هذه الاتحادات كل قطاع على حده قبل أن نلقي اللوم على الإداريين واتهامهم بالتقصير وعدم الخبرة، ومن ثم يتم محاسبتهم. حمدون: البيئة طاردة و «الصفر» شعار كل جديد والإداري أصبح يهتم بالوجاهة أكثر من العمل الشارقة (الاتحاد) - أكد محمد أحمد “حمدون الصغير” الذي عمل في النادي الأهلي لمدة 15 عاماً متواصلة، تقلد من خلالها منصب إداري الفريق الأول لكرة القدم بقلعة “الفرسان” من 1996 إلى 2010، محققاً العديد من الإنجازات أن قرار ابتعاده عن العمل الإداري لم يأت من فراغ، وإنما كان قراراً مدروساً. وأعرب حمدون عن رضاه التام، عما قدمه خلال الفترة التي قضاها في النادي الأهلي، بعد سنوات من العمل المتواصل والجهد، حيث حان الوقت للتفرغ للأسرة. وأضاف: ظهرت على السطح بعض الأفكار التي لا تنسجم مع أفكاره، مما أدى إلى اختلاف في وجهات النظر، حيث فضل الابتعاد، مع التأكيد على أن الاختلاف في وجهات النظر في مثل هذه الأحوال لا يفسد للود قضية. ووصف حمدون الوسط الرياضي حالياً بالطارد، بعد أن أصبحت بيئته غير جاذبة، فكل إداري يأتي للعمل الرياضي، يكون همه الأول والأخير نسف ما بناه الآخرون، بغية العمل من “الصفر”، بصرف النظر عما إذا كان هذا العمل يقوم على أسس صحيحة أم لا؟، وفي هذه الحالة يكون النادي المتضرر، وقد يدفع الفريق الثمن غالياً، مما يكون له انعكاساته السلبية، وقال إن الإداري حالياً للأسف أصبح يهتم بالوجاهة أكثر من العمل المخلص. ولفت حمدون الصغير إلى أن الاهتمام بالمراحل السنية في بعض الأندية، لم يكن بنفس الصورة، كما يحدث سابقاً، مما كان له المرود السلبي على هذه الأندية، مشيراً إلى أن نجاح أي نادٍ في المستقبل، يعتمد على مدى اهتمامه بالمراحل السنية، التي تعد حجر الزاوية في التطوير، وإنشاء الأكاديميات المتخصصة، خاصة أن القاعدة الصحيحة هي أساس النجاح. وقال: إن الوسط الرياضي أصبح يشهد تغييرات كثيرة وسريعة مقارنة بالماضي، حيث كانت الأندية آنذاك تعيش استقراراً إدارياً، مما انعكس إيجاباً على مسيرة كل الألعاب بها. ويواصل حمدون حديثه عن هذه التغييرات السريعة في الأندية، مشيراً إلى أن قاسم سلطان رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي الأسبق، على سبيل المثال، ترأس المجلس لمدة 25 عاماً، فيما تعاقب على رئاسة مجلس إدارة قلعة “الفرسان” بعده 3 رؤساء خلال 4 سنوات، معالي محمد القرقاوي وخليفة سليمان وعبدالله النابودة، وكلها مؤشرات تنم عن التسارع في التغيير الإداري. وقال: إن وسائل الإعلام المختلفة أضحت كثيرة ومتنوعة خلال السنوات الأخيرة، وتملك مساحات كبيرة من توجيه الانتقاد، وإن البرامج في بعض القنوات الفضائية لا تساعد الأندية على الاستقرار. وأضاف: أن حنين العودة إلى العمل الرياضي لا يراوده، لأن 15 سنة خدمة في القلعة الحمراء كافية، وإنه غير نادم على الفترة التي قضاها في الوسط الأهلاوي، والتي كانت حافلة على جميع الأصعدة. وأشار إلى أن حياته شهدت تغييراً كبيراً، بعد أن ترك العمل الرياضي وإن الفارق كان كبيراً، خاصة أن النادي الأهلي كان يمثل له الزوجة الأولى وليس الثانية. وقدم حمدون وصاياه إلى الجيل الحالي من الإداريين، مشيراً إلى أن كلمة مدير فريق كبيرة، حيث ينبغي على أي مدير فريق تحمل مسؤولياته كاملة بحكم هذا المنصب الذي يعد حلقة الوصل بين مجلس الإدارة والمدرب واللاعبين. وأضاف: أن أي اختلال في هذا المنصب، قد يؤدي إلى اختلال كامل في المنظومة، مما يبعثر أوراق جميع الأطراف، خاصة أن مهام الإداري في أوروبا تختلف عن مهام الإداري عندنا. صلاح جلال: الأبواب مغلقة أمام الأجيال القادرة على حمل الراية الشارقة (الاتحاد) – تحدث صلاح جلال كابتن النصر المخضرم، ومدير الفريق الأول الأسبق، بكل شفافية، حيث أكد أن المناخ أصبح غير صحي، مما أدى إلى ابتعاده عن الوسط الرياضي، في ظل عدم رغبة البعض، نظراً لتواجد اللاعبين القدامى في عدد من الأندية. وقال: إن العديد من الأجيال المؤهلة والقادرة على حمل الراية تعاقبت على كرة الإمارات، ولكن للأسف لم تتاح لها الفرصة في العمل الإداري، فعلى سبيل المثال في نادي النصر كان جيل السبعينات، وأبرز لاعبيه علي مبارك ورجب عبد الرحمن وسالم بوشنين ومصطفى قاسم، والسؤال الذي يطرح نفسه أين هؤلاء الآن من ساحة “العميد”؟. وأضاف: ينبغي إتاحة الفرصة لهذه الكوادر ذات الخبرات الميدانية الكبيرة من أجل تواصل الأجيال وعدم ترك فجوة. وأشار جلال إلى غياب جيل الثمانينات الذي لعب في “العميد” عن نادي النصر حالياً، باستثناء عبد الرحمن محمد، خاصة أن هذا الجيل ضم لاعبين شغلوا مناصباً مرموقة، على سبيل المثال لا الحصر طلال السيد وأحمد حارب وعلي مال الله وحسن سهيل وأحمد إسحاق. وطالب صلاح جلال بتغيير النظرة السائدة حالياً إلى اللاعبين والسقف المحدد لهم من بعض الأندية، حيث يعتبر إداري أو مدير فريق أعلى منصب يتم إسناده إلى هؤلاء اللاعبين، وهذا مفهوم خاطئ. وقال: يجب النظر بعين الاعتبار إلى النجاحات التي حققها العنصر المواطن خلال مسيرته في الفترة الماضية في مجال التدريب، أمثال مهدي علي وجمعة ربيع واللذين وصلا إلى منصات التتويج متفوقين على المدربين غير المواطنين في مشاهد تعد مفخرة لكوادرنا المواطنة. وأضاف: حان الوقت لوضع اللاعب المعتزل في منصب إداري مرموق، واستقطاب اللاعبين القدامى كل حسب تخصصه في جميع المجالات الرياضية، حتى في منصب أخصائي علم النفس. وأشار إلى أن المرحلة الحالية تتطلب من الأندية وضع اللاعب المعتزل المناسب في المكان المناسب، حتى لا نخسر الكوادر الجيدة. وأبدى جلال عدم ندمه على الفترة التي قضاها في الملاعب، خاصة أن الرياضة تجري في عروقه، مؤكداً أنه قدم ما فيه الكفاية لنادي النصر، وأفسح المجال أمام غيره من العناصر الشابة، لكى تقوم بأداء الدور المنوط بها. وقال: إن مفهوم الاحتراف في وسطنا الرياضي يعتبر مادياً، ويتعلق فقط بزيادة أو نقصان عقود اللاعبين، وقال على الرغم من مرور 3 سنوات على تطبيق الاحتراف، إلا أن بعض أنديتنا لا زالت هاوية. المري: علينا الابتعاد عن الشعارات وأطالب بالدبلوماسية الواقعية الشارقة (الاتحاد) - تحدث الدكتور جمال المري عضو مجلس إدارة نادي الوصل، وأمين السر العام الأسبق، وعضو مجلس إدارة الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضية، في عهد رئاسة الشيخ نهيان بن مبارك، والذي ابتعد عن العمل الرياضي 2005 عن تداعيات قرار ابتعاده، مشيراً إلى أن كل شخص يأتي إلى العمل الرياضي، لأداء دور معين، ومن ثم يرحل ويسلم الراية إلى شخص آخر، وهذه هي الدبلوماسية الواقعية. وأبدى الدكتور جمال المرى فخره واعتزازه بالفترة الوجيزة التي قضاها في نادي الوصل، والهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، مؤكداً أن قرار ابتعاده عن العمل الرياضي، جاء عن قناعات كاملة، بغية إعطاء الفرصة، لمن يأتي بعده، حيث ينبغي في هذه المسائل النظر إلى ما تم إنجازه، وتقييم فترة العطاء دون تدخلات. وقال المري: إنه لا يفكر في العودة للوسط الرياضي حالياً، من منطلق أن المناخ العام “غير صحي”، مع وجود بعض المؤشرات الإيجابية للتطوير، حيث مطلوب من الجميع مضاعفة الجهد، وتحديداً العنصر الأساسي، المتمثل في اللاعبين والذين يعدون الأساس في عملية التطوير، خاصة أن تطويرهم ينعكس إيجاباً على الرياضة بشكل عام. وقال: يجب الاعتراف بأن وسطنا الرياضي فيه عناصر جذب، وأخرى طاردة والغالبية للعناصر الطاردة، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الكوادر المجتهدة، في هذا المضمار، والتي لها بصمات بشكل واضح، والعبرة فيما بعد ترك المنصب. وعن وصاياه إلى الجيل الحالي من الإداريين العاملين في وسطنا الرياضي، قال: ينبغي الترابط الكامل بين المؤسسات المعنية في الوسط الرياضي، وإيجاد نظام واضح المعالم، لاتخاذ قرارات، تجد القبول من الجميع في الأندية والمؤسسات، ذات الصلة، بغية دفع عجلة الرياضة إلى الأمام، وصولاً إلى الأهداف المنشودة. ويواصل الدكتور جمال حديثه عما هو المطلوب من المؤسسات والاتحادات المختلفة والأندية، حتى تتحقق الأهداف المثالية والمرجوة في وسطنا الرياضي، قائلاً: ينبغي وضع آلية واضحة لانتقاء العناصر ذات الخبرة الميدانية، لتولي المناصب الرياضية والتركيز على أساس العملية الرياضية المتمثلة في العنصر الجوهري “اللاعبين”، والابتعاد عن الشعارات الرنانة، وغير المجدية، والاهتمام باستقطاب النشء وتحصينه، وإذكاء عنصر الولاء للوطن من خلال استقطاب النشء والشباب في منظومتنا الرياضية لتحقيق ما نصبو إليه جميعاً. عدنان الزعابي: نعاني الاحتقان وعدم التفاهم الشارقة (الاتحاد)- أرجع عدنان الزعابي مدير ومشرف الفريق الأول للكرة بنادي الإمارات السابق لمدة 10 أعوام متتالية، ابتعاده عن الوسط الرياضي، إلى عدم تقارب الأفكار والرؤى، وإن هذا الابتعاد لا يعني فشل الإدارة، مع التأكيد على أن العناصر الموجودة في نادي الإمارات مخلصة لأنها قدمت الكثير. وقال: عندما يكون الاختلاف في وجهات النظر، نصل إلى طريـق مسـدود، حيـث ينبغي في هذه الحالة انسحاب أحد الطرفين، مشيراً إلى ابتعـاده، على الرغـم من النجـاحات التي حققهـا مع فريـق الكـرة، كان آخـرها حصوله على كأس صاحب السمو رئيس الدولة، الموسم الماضي، مما أهله لتمثيل الإمارات في بطولة الأندية الآسيوية. وذكر الزعـابي أنه وصـل إلى قناعـة كاملة، بأنـه التوقيـت الـذي قـرر فيـه الابتعـاد، يعد بكل المقاييس مناسباً، لإفساح المجال أمام وجوه جـديـدة، في ظل الظـروف الماديـة التي مر بها النادي، حيث كان من الأفضل الخـروج من الإمـارات بوجـه أبيض. وأضاف: أن الوسط الرياضي يعاني للأسف من الاحتقان، وعدم التفاهم، وتغليب المصلحة الخاصة على العامة، فكل اتحاد أو نادٍ ينظر تحت قدمه.?وشدد الزعابي على أهمية تصفية النفوس في وسطنا الرياضي، وترك الأنانية خلف الظهور ، من أجل الوصول إلى آفاق النجاح، فالعمل الإداري جماعي، ولكل شخص تخصصه، وحرية إبداء الرأي، ويجب على كل معارض أن يتحدث بشفافية على طاولة مجلس الإدارة، فبعض الأساليب والخلافات تؤديان إلى نسف الاستراتيجيات والخطط وتقفان “حجر عثرة” على طريق الفريق وتقدمه إلى الأمام. وقال: العمل الإداري رغبة وحب وعشق، مناشداً كل من ينتسب إلى قلعة الصقور الوقوف خلف الإمارات خدمة لهذا النادي، خاصة أن الفريق مقبل على معترك قاري مهم، فلابد من تجاوز كل الخلافات في وجهات النظر. سعيد مبارك: التغيير مهم وأنا رهن الإشارة الشارقة (الاتحاد) - سعيد مبارك عضو مجلس إدارة نادي الوحدة، وأمين السر العام، والذي عمل في “القلعة العنابية” لمدة 10 أعوام، خلال الفترة من 1999إلى 2009، أبدى رضاه التام عن تجربته الإدارية، خلال هذه السنوات، نظراً للاحترام الذي وجده من الجميع، خاصة أن تلك الفترة كانت بمثابة حقبة ذهبية لـ”العنابي”، ونجح الفريق الأول لكرة القدم من خلالها في حصد معظم البطولات. وقال سعيد مبارك، إنني أعتز بثقة سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان رئيس النادي طوال هذه الفترة، ومحظوظ بالعمل مع هذا الجيل من اللاعبين الذي يعد قمة في الأخلاق وحسن التعامل قبل تميزه في المستوى الفني وأيضاً إخواني الإداريين والجماهير. وأشار إلى إن نادي الوحدة بيته الثاني، خاصة أنه كان قريباً من الوحداوية، حينما لعب في الفريق، خلال فترة زمنية معينة، ومشجعاً في فترة أخرى، كما أن شقيقه على مبارك كان لاعباً معروفاً في “العنابي” ورافقه في المراحل السنية قبل الدمج. وقال سعيد مبارك: إن ابتعاده عن الوسط الرياضي يعد طبيعياً، لأن التغيير “سنة الحياة”، ولابد من تجديد دماء العناصر العاملة في المجال الرياضي، سعياً للوصول إلى أفكار جديدة تثري الساحة، مؤكداً أن التغيير ضرورة، ويعد أمراً منطقياً. وأشار إلى أنه على الرغم من ابتعاده عن المناصب الرياضية، إلا انه ظل يتابع الرياضة، ويحرص على معرفة أخبارها على كافة الأصعدة. وقال: سأقبل أي تكليف خلال المرحلة المقبلة للعودة مجدداً إلى المجال الرياضي بشكل عام وليس نادي الوحدة وحده، مؤكداً أن السلبيات التي أطلت برأسها، عقب انتقال الأندية من الهواية إلى عالم الاحتراف، تعد بكل المقاييس قليلة، لأن الاحتراف ليس توقيع عقود لاعبين. وناشد سعيد مبارك الجيل الحالي من الإداريين الاطلاع على أحدث ما وصل إليه علم الإدارة، والتجارب الخاصة بالعملية الاحترافية، في العديد من الدول، ورفع شعار التأني في إصدار القرارات. وأشاد سعيد مبارك في ختام حديثه، بالجهد الكبير الذي ظل يبذله محمـد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة، والذي أحدث نقلة نوعية في كرة الإمارات، خاصة على صعيد منتخبات المراحل السنية. علي عمران تريم: أرفض الحجر على أفكار الشباب الشارقة ( الاتحاد ) – وصف علي عمران تريم نائب رئيس مجلس إدارة نادي الشارقة الأسبق “2006 - 2009” المناخ في الوسط الرياضي الحالي بالصحي والجاذب، وإن لكل وقت فكر ومجموعة، حيث ينبغي احترام الفكر السائد حالياً، ومفهوم مخاطبة اللاعبين على سبيل المثال في الوقت الحالي يختلف عن مخاطبتهم، قبل 15 عاماً، بعد أن طرقت الأندية أبواب الاحتراف بقوة، وإنه إذا كان قد ابتعد عن العمل الرسمي، إلا أنه يتواجد في نادي الشارقة بشكل يومي. وأرجع علي عمران سبب ابتعاده، إلى أن الفكر تغير إلى الأفضل، وحان وقت إفساح المجال أمام كوادرنا الشابة، حيث لا يمكن الحجر على أفكار الشباب حتى يحققون ما يسعون إليه، خاصة أن الدنيا تتغير والأفكار والمواقف كذلك. وقال: إن الفكر الاحترافي يتطلب إداريين محتـرفين، بعكس ما كان يحدث سابقاً، حيث أضحى الإداري المحترف ضرورة لا محال. وذكر أن الكل يتطور، حيث ينبغي مواكبة هذا التطور الذي يحدث في البيئة التي نعيش فيها والبيئة الخارجية، حيث لا يمكن لأي شخص أن يعيش في بيئة متطورة وهو لا يتطور. وقال: إن أفكار الشباب المثقفين الجدد مختلفة، كما أن ابتعاد الكوادر القديمة ليس عيباً، حيث حان الوقت لإفساح المجال إلى العناصر الشابة المثقفة والمتسلحة بالعلم. وأضاف: المرحلة المقبلة تتطلب تعيين رؤساء إدارات الاتحادات، من منظور أن الانتخابات قد تأتي برؤساء من خارج اللعبة، فإذا كان لابد من انتخاب الرئيس ينبغي توفر شروط صارمة، حتى لا يتقدم أي شخص لمنصب الرئاسة من خارج اللعبة، بحكم أن هذا المنصـب يتوقـف عليه مستقبـل اللعبة. وقال: يجب ألا يكون أعضاء الاتحادات من الأندية فقط، فكل من ينتسب للعبة، وتتوفر فيه شروط الترشح، يصبح مؤهلاً لتقديم ترشيحه خدمة لها، وليس للنادي فقط، كما يجب على الإداريين تطوير مهاراتهم من خلال الدورات لأن الرياضة أصبحت احترافاً وليس تطوعاً. الدرمكي: انطفأت الجذوة الشارقة (الاتحاد) – قال مبارك الدرمكي عضو مجلس إدارة اتحاد الطائرة، رئيس لجنة الحكام الأسبق إنه لا يملك الحماس للعودة مجدداً إلى الوسط الرياضي، بعد أن انطفأت جذوة الرغبة، مشيراً إلى أن الفترة السابقة كانت خصبة في ظل وجود نخبة من الإداريين ذوي الخبرات الكبيرة، أمثال إبراهيم عبد الملك نائب رئيس الاتحاد الأسبق، أمين عام الهيئة العامة للشباب والرياضة الحالي، وجاسم رجب وخليفة الجرمن وحسن لوتاه أعضاء مجلس إدارة اتحاد الطائرة، في تلك الفترة، بعد أن تعلم من هؤلاء الكثير، والتي كانت بمثابة شحنة من الخبرات أفادته كثيراً خلال مسيرته الرياضية، خاصة أن اتحاد الطائرة آنذاك كان كالجسد الواحد. وأضاف الدرمكي أن بعض الاتحادات سجلت نجاحات ماثلة للأذهان، في مقدمتها اتحاد كرة القدم، برئاسة محمد خلفان الرميثي، الذي يعمل بروح الفريق الواحد، مما كان له المردود الإيجابي على مشاركة منتخباتنا الوطنية في المراحل السنية خلال الفترة الماضية، متطلعاً أن تحذو بغية الاتحادات حذو اتحاد كرة القدم لتحقيق ما نصبو إليه جميعاً، وقال إن العودة إلى الوسط الرياضي غير واردة في قاموسه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©