الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الخطيب يقترح التفاوض مع دمشق في الأراضي «المحررة»

الخطيب يقترح التفاوض مع دمشق في الأراضي «المحررة»
12 فبراير 2013 00:14
عواصم (وكالات) - أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب الليلة قبل الماضية، أنه مستعد لإجراء محادثات مع ممثلي الرئيس بشار الأسد في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة شمال سوريا، بشأن «رحيل النظام ورأسه» في محاولة لإنهاء صراع تسبب بمقتل نحو 60 ألف شخص. كما ألمح الخطيب بعد محادثات أجراها مع أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة أمس، إلى أن عرضه للتفاوض مع النظام الذي أعلنه في 20 يناير الماضي وأمهل النظام حتى الأحد لإطلاق سراح النساء المعتقلات لديه، ما زال قائماً بعد يوم من انقضاء المهلة، مؤكداً أن حكومة دمشق لم ترد حتى أمس الأحد على مبادرته لمناقشة مسألة نقل السلطة. وشدد الخطيب على أنه لم يجر حتى الآن أي اتصال مباشر مع الحكومة السورية، مؤكداً في ذات الوقت أن مبادرة الحوار «ليست ضعفاً»، وإنما لوقف نزيف الدم السوري، وقال إن عدم تجاوب نظام دمشق مع عرض الحوار المشروط أعطى «رسالة سلبية جداً». من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة أن المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي التقى في القاهرة أمس الأول رئيس الائتلاف المعارض وشجعه على مواصلة جهوده للبدء في حوار مع النظام. من ناحيتها، رحبت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة على لسان منسقها العام حسن عبدالعظيم أمس، بمبادرة الخطيب للتفاوض مع النظام السوري بهدف إنهاء الأزمة السورية، معتبرة هذه الخطوة «حدث هام»، وأشارت إلى أنها «تتفق مع رؤية هيئة التنسيق التي طرحتها سابقاً ومع المبادرة التي طرحتها منذ أشهر في هذا الاتجاه». وبدوره، بحث محمد كامل عمرو وزير الخارجية المصري أمس، مع رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب، التطورات الأخيرة على الساحة السورية والظروف المأساوية التي يعيشها شعبها متناولاً سبل إنهاء هذه المعاناة والتقدم باتجاه تحقيق تطلعاته نحو الحرية والكرامة والتغيير وذلك في ضوء مبادرة الحوار التي عرضها الخطيب. كما تباحث عمرو مع الإبراهيمي حول جهود مصر واتصالاتها إقليمياً ودولياً والرامية إلى التوصل للحل السياسي المنشود الذي يحقق المطالب المشروعة للشعب السوري. في الأثناء، قال الرئيس الأسد لدى استقباله وفداً أردنياً من المتعاطفين مع نظامه في دمشق أمس، أن سوريا لن تتنازل عن مبادئها مهما اشتدت «الضغوط والمؤامرات» بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية، مضيفاً بقوله إن «سوريا ستبقى قلب العروبة النابض ولن تتنازل عن مبادئها وثوابتها مهما اشتدت الضغوط وتنوعت المؤامرات التي لا تستهدف البلاد وحسب، وإنما العرب جميعاً». وقال الخطيب في بيان على صفحته على فيسبوك إن إجراء المحادثات سيكون «من أجل رحيل النظام توفيراً للمزيد من الدماء والخراب». وقالت الأمم المتحدة إن الخطيب وهو رجل دين معتدل من دمشق، التقى الإبراهيمي في القاهرة أمس الأول. ولعب الإبراهيمي دوراً رئيسياً في تنظيم اجتماعات بين الخطيب ووزيري خارجية روسيا وإيران الدولتين الرئيسيتين الداعمتين للأسد، في ميونيخ الأسبوع الماضي. وأوضحت مصادر المعارضة أن الرجلين تناولا في محادثاتهما مسألة ما إذا كان الائتلاف سيقر رسمياً مبادرة السلام التي طرحها الخطيب. وتعارض جماعة الإخوان المسلمين التي تسيطر على كتلة ضخمة داخل الائتلاف هذه المبادرة. ولكن المصادر قالت إن من غير المحتمل أن تتحدى الجماعة وهي القوة السياسية الوحيدة المنظمة في المعارضة، سلطة الخطيب بشكل مباشر مع اكتساب مبادرته الشعبية في سوريا. ولم ترد السلطات السورية بشكل مباشر على المبادرة، لكن وزير الإعلام عمران الزعبي كرر الجمعة الماضي موقف الحكومة بأن هناك ترحيباً بزيارة المعارضة دمشق لمناقشة مستقبل سوريا وفقاً لمقترحات الأسد لإجراء حوار وطني. ويبدو أن إبداء الخطيب استعداد الائتلاف لإجراء مباحثات مع ممثلي النظام في الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة، بمثابة رد على تصريحات الزعبي. واتهم النظام بوضع شروط تعجيزية للحوار، منها أن يعقد داخل سوريا التي وصفها بأنها تحولت إلى «زنزانة كبرى». وقال «إذا كان النظام حريصاً على السيادة الوطنية ولا يريد أن يخرج من الأراضي السورية، فهناك حل مناسب وهو (الأراضي المحررة) شمال سوريا». وقال الخطيب إن النظام ضيَّع «فرصة نادرة» بعدم الموافقة على الافراج عن السجينات بحلول موعد نهائي حدده هو بأمس الأول ولكنه قال: «أجد أن من الواجب الوطني والأخلاقي أن نتفاوض من أجل رحيل النظام توفيراً للمزيد من الدماء والخراب». وأبلغ الصحفيين بعد لقائه مع العربي أمس «النظام لم يعط جواباً واضحاً حتى الآن أنه يقبل بالرحيل توفيراً للدماء والخراب». وعندما سئل الخطيب عن السبب الذي يجعل عرضه قائماً رغم انقضاء المهلة أجاب أنه ما زال ينتظر رد الحكومة ثم بعد ذلك سيدرس الوضع. وأضاف الخطيب «أوجه رسالة أخيرة إلى النظام السوري بأن يحاول أن يتفهم معاناة الشعب السوري وأن الثورة ستسمر ولن تتوقف أبداً، ونحن لا نوقف الثورة، بل ندفعها نحو نتيجة تضمن مصالح الشعب السوري». ومضى يقول «نطالب النظام بكل أركانه أن يتفهم معاناة وآلام الشعب السوري وأن يرحل توفيراً للدماء ووقفاً للخراب والدمار، الشعب السوري لن يتوقف عن ثورته». وأكد أن الرسالة الثانية هي «أننا لا نريد الحرب، ولكن ليس ثمة مانع أن نتابع الثورة حتى نفنى جميعاً وتحرر سوريا من هذا النظام، ليرحل ويوفر الدماء والخراب». وعن ترتيب لقاء بينه وبين الشرع، قال الخطيب «لم يحدث ترتيب أو أي اتصال رسمي حتى الآن مع أي طرف». ورداً على سؤال حول ما إذا كان بحث هذا الأمر مع المبعوث المشترك إلى سوريا، قال الخطيب «التقيت الإبراهيمي وناقشنا الأمور التي يمكن أن نعمل بها في المراحل القادمة». وعن رؤيته لمبادرة وزارة الخارجية الأميركية بشأن حل دبلوماسي، قال الخطيب «أوجه رسالة إلى الشعب السوري كله.. مشكلة سوريا لن يحلها إلا الشعب السوري، وكونه يداً واحدة هو من يعطي الانتصار». وطالب الخطيب السوريين بعدم التفرقة، وقال «نحن كعسكريين وسياسيين ومدنيين وكل أطياف الشعب السوري عرباً وأكراداً وشركساً وآشوريين وعلويين ودروزا ومسيحيين.. كلنا يداً واحدة ضد الظلم ونبحث عن الحرية وهناك محاولة لتفريقنا ووضع الأسافين فيما بين الشعب السوري». وفيما رحب بمبادرة الخطيب للحوار، أكد الإبراهيمي في القاهرة أمس، بقوله بعد اجتماع مع وزير الخارجية المصري «نحن في الأمم المتحدة والجامعة العربية نقول باستمرار إن الحل للملف السوري يجب أن يكون سياسياً». إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن الأسد قوله أمس، إن «سوريا ستبقى قلب العروبة النابض ولن تتنازل عن مبادئها وثوابتها مهما اشتدت الضغوط وتنوعت المؤامرات»، وذلك خلال استقباله وفداً أردنياً في دمشق. وقالت الوكالة إن الأسد شكر للوفد الذي يضم عدداً من الناشطين السياسيين والمحامين والأطباء والمهندسين، مواقفه «القومية الداعمة للشعب السوري».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©