مشرف يعد بإنهاء الطوارئ خلال شهر

كسرت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو الحصار المفروض عليها أمس وخرجت إلى الشارع متوجهة إلى منزل الرئيس السابق للمحكمة العليا افتخار محمد تشودري مطالبة بلقائه، لكن الأمن الباكستاني قطع الطريق على بوتو وقام بسد الشارع الذي يقطن فيه تشودري باستخدام حافلتين للجنود مما دفع بوتو إلى الخروج من سيارتها المصفحة واستخدام مكبرات الصوت أمام مئات الصحافيين وعشرات الكاميرات قائلة إن ''الاجتماع معه ليس جريمة وإنه ما زال رئيس المحكمة العليا''· ولم يتحرك رجال الشرطة الذين يطوقون منزل تشودري الذي يخضع لإقامة جبرية منذ فرض حالة الطوارئ· وفي أول خروج لها، ظهرت بوتو وسط تظاهرة للصحافيين للمطالبة بحرية الصحافة، وألقت كلمة حماسية وسط المطالبين برفع القيود عن الصحافة كما وعدت بوتو ''بشن الحرب على الدكتاتورية''· وفي وقت متأخر مساء الأمس أعلن التلفزيون الباكستاني أن الحكومة طلبت من ثلاثة صحافيين يعملون لحساب صحيفة ''دايلي تلغراف'' البريطانية مغادرة البلاد خلال الأيام الثلاثة المقبلة لنشرهم ''مقالات فظة ومهينة لباكستان وقادتها''· ومن جانب آخر عبرت الولايات المتحدة أمس عن ارتياحها لرفع الاقامة الجبرية عن بوتو، لكنها دعت الرئيس برويز مشرف إلى تحديد موعد واضح للانتخابات التشريعية· وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ''إن الرئيس مشرف يجب أن يلغي حالة الطوارىء ويحدد موعدا للانتخابات المقبلة التي تعهد بإجرائها قبل الخامس عشر من فبراير''· وذكر ماكورماك أن مشرف تعهد أيضا بالتخلي عن منصبه العسكري· وأضاف ''عليه أن يقطع هذا الوعد علنا ويحدد موعدا ليعرف الباكستانيون أنهم يستطيعون توقع العودة إلى النظام الدستوري وطريق الديموقراطية''· إلى ذلك صرح المدعي العام الباكستاني مالك محمد قيوم أمس أن حالة الطوارئ التي فرضت منذ أسبوع في باكستان سترفع خلال شهر، موضحا أن هذه المهلة ''تم تحديدها نظرا لخطر وقوع اضطرابات في النظام العام في بعض مناطق البلاد''· وأعلن الرئيس الباكستاني في وقت متأخر من مساء أمس أن حالة الطوارئ في البلاد ستستمر لمدة شهر واحد وجاء أعلانه في اجتماع لقادة الفيالق العسكرية تحت رئاسته في مدينة راولبندي· وتحدث نائب وزير الاعلام الباكستاني طارق عظيم عن ''تهديدات بهجمات انتحارية''، لتبرير فرض الطوارئ وحالات الاقامة الجبرية، لكن المتحدث باسم البيت الابيض جوردن جوندرو أبدى قلق واشنطن من ''حالة الطوارئ المطبقة وتقليص الحريات الأساسية''، داعيا السلطات الباكستانية إلى ''العودة بسرعة إلى دولة القانون والعمل الديموقراطي''· أما ماكورماك فأكد على ضرورة أن يبرهن المسؤولون الباكستانيون عن حس المسؤولية، منتقدا ضمنيا اصرار بوتو على الدعوة إلى التظاهر رغم مخاطر فلتان الوضع الأمني· وقال مكورماك إنه ''نظرا للظروف، يبدو لنا من المهم أن يتمتع قادة الأحزاب السياسية والعناصر المعتدلون المسؤولون في باكستان بحرية الحركة والتعبير، لكن يجب أن يبقوا في أذهانهم ضرورة المحافظة على جو من الهدوء'' في إشارة واضحة إلى بوتو التي تعتزم مواصلة ضغوطها على سلطة الرئيس الباكستاني حيث قالت إنها ستلتقي بمسؤولين في حزبها وممثلين عن المجتمع المدني ودبلوماسيين أجانب· كما وعدت بالاستمرار في تنفيذ ''مسيرة طويلة'' مقرر لها أن تبدأ بعد غد الثلاثاء لتنطلق من لاهور وتصل إلى إسلام آباد وتهدف مسيرة بوتو إلى الحصول على ضمانات حول مواصلة حملتها الانتخابية، رغم منع التجمعات العامة بموجب قانون الطوارئ· وتوجه بعض أطراف المعارضة الباكستانية اتهامات لبوتو بعقد تحالف خفي مع مشرف الذي سمح لها بالعودة ومنع رئيس الوزراء السابق نواز شريف، كما أن مساحة الحرية المتاحة لبوتو في ظل حالة الطوارئ أوسع بكثير من هامش التحرك المسموح به لبقية قادة المعارضة الباكستانية التي تشير أيضا إلى أن بوتو تلقى دعما قويا من واشنطن· وهو ما أشارت إليه صحف أميركية صدرت أمس فكتبت صحيفة ''بوسطن غلوب'' افتتاحية تصف فيها ما يجري في باكستان بأنه مسرحية ظل وسط اتفاق بين الفرقاء على تلك الأحداث، واستهلت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه رغم ارتفاع الرهانات الدولية على استقرار باكستان، فإن الصراع الداخلي على السلطة يبقى مركزا بين اللاعبين الرئيسيين، وأضافت أنه من السهل أن ينطلي ذلك على الأجانب وحتى على التيارات الساذجة في الرأي العام الباكستاني فيخدعون بما هو ظاهر· مشيرة إلى أن واشنطن أقامت تحالفا هشا بين كل من بوتو ومشرف لمواجهة خطر المتشددين في دولة تمتلك السلاح النووي.