الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ريميلي روزال: ابني الذي يعيش بالفلبين «رماني» في سوق السمك!!

ريميلي روزال: ابني الذي يعيش بالفلبين «رماني» في سوق السمك!!
29 ابريل 2009 01:32
ترسم بسمة على محياها، تتحدث بلباقة، لا تتوانى في خدمة الزبائن بكل أريحية، عليها إقبال كبير، ربما لأنها تشكل استثناء أنثويا في عالم لا يقتحمه إلا الرجال، نظرا لصعوبته التعاطي مع الرجال من جهة، ولطبيعة العمل نفسه، حيث رائحة الأسماك تلتصق بالجسد ويصعب التخلص منها، هو عمل يقهر أنوثتها، لكنها تحدت واقتحمت عالما لازال حكرا على الرجال، هي ريميلي روزال، أول عاملة في سوق السمك بميناء أبوظبي، جاءت بفيزا خادمة وتحولت إلى عاملة في سوق السمك. كيف التحقت بالعمل ولماذا اختارت هذه المهمة الصعبة وما الصعوبات التي تجدها في ذلك تقول ريميلي: «كنت أبحث عن عمل، وجئت الى الإمارات للعمل في أحد البيوت، لكن سرعان ما تحولت وجهة هذا العمل من المنزل الى السوق، لم تكن رغبة مني في اقتحام مهنة عصية على المرأة ولا ترغب بها، ولكن طلب الرزق يحتم الموافقة، وكان اليوم الأول في الشغل صعبا بكل المقاييس، حيث الناس تطالعني، وتتساءل عن سبب وجودي بين الرجال أقف أمام كشك السمك، هل أنا أعمل بشكل مؤقت أم مجرد سد فراغ، أم ماذا، ولم يتوان الناس في طرح السؤال لماذا أنت هنا؟ وهل ستستمرين في بيع السمك؟ هذه التساؤلات المعلنة وغير المعلنة والعيون الفضولية الصامتة جعلتني أبكي بحرقة في هذا اليوم الأول من العمل.» قهر الخوف ريميلي رغم بكائها، لكنها حاولت إزالة كل العراقيل والصعوبات، تقول: «بدأت السير في درب لم أعرف دهاليزه وخباياه، ولا خيار لدي إلا إنارة هذا الطريق بالعمل الجاد، وبإيجاد سبل ومخارج لكل الأزمات ». هكذا بدأت ريميلي تبحث عن خطوات النجاح، وأصرت على ذلك، فقررت رمي الخوف وراءها، وتخلت عن عبوس ملامحها، ورسمت ابتسامة على وجهها، ودرست كيف يمكن إرضاء الزبائن، وكسب ثقتهم وحبهم وودهم، تقول:« تعلمت من عملي هذا الصبر والكفاح، وساعدني الناس في تقبل عملي، فمن ابتسم في وجهه يبادلني بابتسامة تمحي كل خجلي والصعوبات التي تواجهني» . سمك طازج تقبلها الناس بمختلف جنسياتهم خاصة المواطنون الإماراتيون والفلبينيون، وتأتي باقي الجنسيات في مراتب متفاوتة، ولحرصها على إرضاء زبائنها وضمان تعاملهم معها مستقبلا، واستمرار علاقتهم التجارية، فإنها تبذل قصارى جهدها في إرضائهم ولا تتوانى في تقديم النصح عن السمك الجيد من عدمه، حيث تقول:« أقدم لزبائني السمك الطازج ولا أرضي بغشهم، وأنصحهم عندما لا تكون الجودة متوفرة بالابتعاد عن الكشك، وعندما لاحظنا توافد الزبائن الفلبينيين على هذا الكشك الذي أعمل به، كان من اللازم أن نقدم أسماكا خاصة بهذه الفئة من الناس التي تعرف بإقبالها الكبير على الأسماك، وعلى أنواع خاصة منه، هكذا أصبحنا نعرض بشكل مميز أسماكا طازجة ترضي أذواقهم، وحققت نجاحا لم يكن متوقعا، بحيث أصحبنا نضاعف مبيعاتنا في كل يوم ويزداد الإقبال يوما بعد يوم» . ريميلي اكتسبت تجربة كبيرة في التعامل مع الناس، ونجاحها يتمثل في محاولة إرضاء الزبائن، والعمل الجدي والحفاظ على نظافة المكان ورسم الابتسامة على الوجه وتقديم النصح وعدم التدليس في السلع المعروضة مما أعطاها شهرة وتقبلا في سوق رجالي. من أجل ابني ريميلي امرأة في الأربعينيات لها ولد واحد بالفلبين تتكفل به والدتها في غيابها، تقول إن كل ما تعمله وما تجتهد فيه هو من أجل ابنها، حتى توفر له أسباب العيش الكريم، فهي تفضل الحرمان من عاطفته ولا ترغب في حرمانه من مقومات العيش الكريم والدراسة». ريميلي سعيدة بعملها في سوق السمك، نظرا لما حققته من نجاح، وتميزها عن باقي النساء حيث استطاعت ترك بصمة في هذه الحياة وعمل شيء مختلف يميزها، وتقول إن صاحب المشروع سعيد جدا بما حققته له من أرباح، ويعتبر هذا المشروع ناجحا بكل المقاييس، ولكنها تحلم كباقي النساء بأن تحصل على عمل نظيف في أي محل أو مركز، وذلك لكون مهنتها متعبة من جهة، ومن جهة أخرى لطبيعة هذا العمل ولرائحة السمك التي تلتصق بجسدها ويصعب التخلص منها. السمك مصري والزبون فلبيني عملت ريميلي بسوق السمك مدة تجاوزت سبعة أشهر، عرفت خباياه وأسرار النجاح في مجاله، وتقول: «لأحقق شيئا من النجاح ركزت على إرضاء جميع الزبائن، وبشكل خاص ركزت على الفلبينيين نظرا لإقبالهم الكبير على السمك من جهة وكذا على أنواع معينة، هكذا نوفر بعض الأسماك حية، نضعها في صناديق بها ماء، وهذا دليل على طراوتها، هذه الأسماك نأتي بها من مصر، وهي أسماك تعيش في الماء غير المالح، ويتم تربيتها في مزارع خاصة في مصر، كما نوفر أسماكا أخرى متنوعة، ولكن الغالب هي أسماك ترضي الذوق الفلبيني.» وتضيف ريميلي أن لها زبائن أوفياء أصبحوا يقبلون على بضاعتها ويعرفون توقيت عملها وإن وجدوا غيرها على كشك الأسماك يغادرون المكان. أما أوقات العمل بالنسبة لريميلي فهي من الساعة السابعة صباحا إلى السابعة مساء خلال أيام العطلة الأسبوعية، ومن الواحدة بعد الظهر إلى العاشرة ليلا خلال باقي أيام الأسبوع.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©