الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العلماء: «الذكاء الاصطناعي» ثورة في صناعة الإعلام

العلماء: «الذكاء الاصطناعي» ثورة في صناعة الإعلام
28 فبراير 2018 23:46
شروق عوض (دبي) أكد معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي، أن يكون لثورة الذكاء الاصطناعي تأثير أعمق في صناعة الإعلام والنشر من أي ثورات أخرى سابقة، مشدداً على قدرة قطاع الإعلام على التكيف مع المتغيرات، وتغير كيفية تفاعله مع القارئ خلال ثلاث ثورات منفصلة والمتمثلة باختراع المطبعة وعصر الحاسوب والإنترنت. وقال معاليه، إن الفرصة متاحة وبشكل كبير أمام الصحف والمؤسسات الإعلامية، للاستفادة من التغيرات التي طرأت على صناعتها منذ بدء عصر الأتمتة مروراً بعصر الفضائيات والإنترنت وصولاً إلى الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال مواصلة تقديم رسالتها الإعلامية بالاعتماد على الابتكار والإبداع. وأوضح العلماء أن الصحف التقليدية تواجه تحدياً حقيقياً في عصر التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، ويتمثل المستقبل في مدى قدرة الإعلام التقليدي على مواكبة التغيرات آنفة الذكر والتركيز على تطوير الإعلام وفقاً لكلمتين مفصليتين هما «التغيير والصدق». جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مؤتمر الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء «وان-إيفرا» في الشرق الأوسط، أمس، ويستمر لليوم، والذي تنظمه مدينة دبي للإنتاج تحت عنوان «خريطة طريق نحو التحول» في منتجع ومارينا ويستين دبي شاطئ الميناء السياحي في دبي، وبمشاركة أكثر من 300 خبير إعلامي دولي، وذلك لتحقيق عدة أهداف منها إطلاع مسؤولي الصحف والناشرين على أحدث التوجهات وأفضل الممارسات الإقليمية والعالمية في هذا القطاع، وجذب المواهب الإبداعية وتمكينها، واستطلاع أوضاع المؤسسات الإخبارية والإعلامية وآفاق تطورها مع انتشار المحتوى الرقمي. وقال معاليه في كلمته خلال المؤتمر، إن الذكاء الاصطناعي كان مبعثاً للآمال والمخاوف في آن معاً في هذه الصناعة، مضيفا: « أنا لا أحمل أخباراً جيدة أو أخباراً سيئة، أريد فقط أن أشارككم بعض الحقائق ووجهات النظر حول التغيير، نحن نقف اليوم على مفترق طرق، البعض يحدوه الأمل، والآخر يستشعر الخوف من أن يصبح خارج الزمن، لكن علينا أن ندرك أن التغيير أمر مهم للمستقبل». وتابع معاليه: «اعتاد القرّاء دائماً على القراءة، لكن مع ظهور شبكة الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية، تغير أسلوب تقديم الأخبار وتغيرت كذلك العلاقة بين الناشر والقارئ، بينما أحدث « سناب شات وبريسكوب» تغييراً كلياً في طريقة تقديم المحتوى، لكن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير أكبر وأعمق من الثورات الثلاث الأخرى، فمن خلال الأتمتة والذكاء الاصطناعي، سيتم تخصيص الأخبار بشكل دائم لتلائم متطلبات كل قارئ». وحول تعاون المبتكرين في القطاع الإعلامي مع الشركات التكنولوجية لإيجاد طرق ناجحة تساعد من خلالها الآلات الذكية على معالجة البيانات والمهام المؤتمتة الأخرى لتسهيل عمل الغرف الإخبارية؟ قال معالي عمر العلماء : « قد ينظر البعض إلى هذا التغيير بشيء من الخوف على المستقبل، لكني أرى فرصاً وإمكانات هائلة من هذا التطور، لأننا عندما نتخلص من المهام الرتيبة والمتكررة التي تستنفذ الكثير من وقتنا، سيصبح بإمكاننا التركيز على الإبداع، مما يمكّننا من تسخير التقدم التكنولوجي لتحقيق مستقبل أفضل». وأضاف معاليه: « سوف تزداد روح الإبداع بشكل ملحوظ بين الأفراد، وستكون قدرات الجميع معززة تماماً مثل قدرات هواتفنا المعززة، لقد أصبح لدينا اليوم كميات ضخمة من المعلومات وبإمكاننا الاتصال بأي إنسان على وجه الأرض متى نريد بمجرد نقرة زر، إن المشهد الذي نعيشه اليوم سيُعتبر بدائياً مقارنة بما يمكن أن نصل إليه في المستقبل، لا شك بوجود إمكانات إيجابية وسلبية في الوقت نفسه، لكن إذا تعاون جميع الأطراف المعنية، فإننا مستقبلنا سيبدو مشرقاً ولن يكون هناك أي حد لخيالنا». بدوره، قال ماجد السويدي، المدير العام لمدينة دبي للإنترنت ومدينة دبي للاستديوهات ومدينة دبي للإنتاج، في تصريحات لـ «الاتحاد»، إن وسائل الإعلام الرقمية تمر بمرحلة مثيرة للاهتمام، نظراً لاستمرار تأثيرها في جميع أنحاء العالم، لافتاً إلى أن واقع الاعلام الرقمي لم يمر بتحديات، وإنما حصد فرصا وفيرة، حيث يمثل إنشاء المحتوى فرصة كبيرة وواعدة، وحتى نحافظ على حصتنا من السوق، من المهم أن نقدم محتوى بسيطا وقادرا على جذب اهتمام الجميع، ومن ناحية أخرى، يجب على الناشرين تحويل نماذج المحتوى والأعمال وأساليب التوزيع. وبسؤاله عن الهدف الذي تسعى له مدينة دبي للإنتاج من تنظيم مؤتمر «وان-إيفرا»؟ قال: «هذه السنة الثانية التي تنظم فيها مدينة دبي للإنتاج هذا المؤتمر في دبي، وذلك انطلاقاً من التزامنا بمواصلة دعم قطاع النشر والجمع بين الخبراء من جميع أنحاء العالم لتبادل الأفكار وأفضل الممارسات، لقد شهدنا في السنوات الأربع الماضية معدل نمو سنويا مركبا قدره 16% في الشركات الرقمية العاملة في مدينة دبي للإنتاج، وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من المتوقع أن ينمو سوق الإعلام الجديد من 1.7 مليار دولار في عام 2015 إلى 3.6 مليار دولار أميركي بحلول العام 2020، وليس من المستغرب أن تستحوذ دول مجلس التعاون الخليجي على أكثر من 60% من سوق الإعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأشار إلى أن الإعلام الرقمي خدم الإعلام الورقي في بث أخباره بشكل سريع، وذلك لسهولة تداوله بين أفراد المجتمعات، وقال: أصبح الإعلام الورقي والرقمي عالمين متكاملين ويعملان سوياً، ومن هنا بات من بديهيات العمل الإعلامي اعتماد الوسائط المتعددة والمنصات المختلفة للوصول إلى مختلف أعمار وأنماط وأذواق القراء، وبناءً على ذلك، قامت معظم الصحف المحلية بإطلاق منصات رقمية، ليصبح المحتوى الإخباري متاحاً في كل مكان وزمان عند الطلب. وطالب السويدي الناشرين باعتماد بيئة إعلامية أكثر تعاوناً وتفاعلية، حيث استبقت الإمارات هذا التحول الجديد واتخذت الخطوات اللازمة لإيجاد طرق جديدة في ابتكار المحتوى ومشاركته بطريقة تلائم مختلف فئات الجمهور، وفي الوقت الحالي، يبلغ معدل انتشار الهواتف المحمولة في دولة الإمارات 193%، أي أكثر من 16 مليون مشترك في هذه الخدمة، أي ما يقرب ضعف عدد السكان، وفقا لهيئة تنظيم الاتصالات». وشهد اليوم الأول من مؤتمر «وان-إيفرا» الشرق الأوسط جلسات عديدة تناولت مختلف جوانب هذا القطاع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©