دينا جوني (دبي) - أعلن الدكتور سعود الملا مدير كليات التقنية العليا في دبي، أن نسبة الخريجين في كليتي دبي للطلاب والطالبات الملتحقين بالعمل في القطاع الخاص، بلغت حتى نهاية العام الماضي، نحو 35%، مشيراً إلى تنفيذ خطط طموحة لزيادة تلك النسبة خلال العام الجاري، مبنية على الشراكة القوية التي تربط كليات التقنية العليا في دبي مع مؤسسات وشركات القطاع الخاص، ومن ضمنها قطاع البنوك.
ولفت الملا إلى أن معرض التوظيف الذي أقيم في كلية دبي للطلاب مؤخراً، استقطب ما يزيد على 600 فرصة عمل وتدريب للطلاب والخريجين، وقال في تصريحات لـ”الاتحاد”، إن الكليات قامت بتفعيل شراكاتها مع القطاع الخاص من خلال الاتصال المباشر، وإقامة معارض التوظيف، وافتتاح مجلس مبادرة “أبشر” الذي ساهم بتعريف الطلاب بمزايا العمل في القطاع الخاص، وأهمية دوره في الحياة الاقتصادية للدولة.
وأشار إلى أن البيانات الحديثة في المركز المهني التابع لكلية دبي للطلاب، تظهر أن أعداد الطلبة الراغبين في العمل بالقطاع الخاص سجلت ارتفاعاً ملحوظاً بعد افتتاح مجلس “أبشر”، وعقد لقاءات توضحية لدور شركات ومؤسسات القطاع الخاص في تطوير وتأهيل الموظف، وتقبل أفكاره ومساهماته في تنمية بيئة العمل في الوقت ذاته، وهو ما ينظر إليه طلبة كليات التقنية العليا في دبي عند البحث عن فرصة عمل.
وحث الدكتور الملا القطاع الخاص على القيام بدور أفضل لجذب الخريجين الجدد، وإيجاد فرص تنافسية تلبي طموحات طلاب كليات التقنية العليا، لتشجيعهم على الإقبال بصورة أكبر على العمل في القطاع الخاص، والمساهمة في رفع مستوى التوطين الفاعل في مؤسساته وشركاته، التي يفخر الوطن بإنجازاتها.
وقال: “الحكومة قامت بدورها لحث القطاع الخاص للاستفادة من خريجي الجامعات، والكليات الوطنية ذوي الخبرة والكفاءة، من خلال إطلاقها مبادرة أبشر، وكانت هذه الخطوة الأولى التي دفعتنا للتحرك نحو التركيز أكثر على وضع برامج أكاديمية وتدريبية تناسب طموحات القطاع الخاص، لكننا اليوم ننتظر أن يرسم هذا القطاع خططاً تنفيذية تحاكي ما بدأت فيه الحكومة لاستقطاب الخريجين المواطنين في جميع مجالات عمل القطاع الخاص”.
ويرى مدير كليات التقنية العليا في دبي، أن الشراكة الحقيقية مع القطاع الخاص أصبحت تترجم بصورة أكثر واقعية من خلال توفير فرص أكبر لطلبة كليتي دبي في مجالي التدريب والعمل، الأمر الذي استطاعت إدارة الكليتين تحقيقه بعد تطبيق معايير مهمة للغاية ترتبط بحاجة القطاع الخاص من كفاءات خريجي كليات التقنية. وبخصوص معرفة رضا الطلاب عن العمل في القطاع الخاص، أوضح الملا أن كليات التقنية العليا في دبي، تجري استبياناً كل 6 أشهر مع الخريجين الجدد لمتابعتهم في مواقع العمل لمدة 18 شهراً، بواقع 3 استبيانات لمعرفة طبيعة عمل الخريج، واستقراره الوظيفي، فضلاً على استبانة مماثل مع الشركة التي يعمل لديها الخريج.
وقال، إن هذا الاستبيان أوضح في آخر نسخة له أن خريجي الكليات العاملين في القطاع الخاص ينسجمون مع طبيعة العمل، وحصلت نسبة عالية منهم على ترقيات وظيفية في وقت قياسي، وتمكن عدد منهم من تطبيق أفكار ريادية ساهمت في تطوير العمل بصورة إيجابية. وأوضح د. الملا، أن سوق العمل في القطاع الخاص أصبح يشكّل تحدياً كبيراً أمام المؤسسات الأكاديمية، التي تخرج أفواجاً عديدة من الطلبة المواطنين سنوياً، وأن لدى كليات التقنية العليا في دبي سياسة جديدة لإتاحة المجال للخريج لإبراز مهاراته، التي اكتسبها أثناء دراسته في الكليات بأسلوب التعلم بالممارسة، في حال التحاقه للعمل في القطاع الخاص، وهو ما قاد العديد من مؤسسات وشركات القطاع الخاص للتعاون مع كليات التقنية العليا في دبي لاستقطاب طاقات طلابها وخريجيها من المواطنين المؤهلين للعمل المباشر في السوق. ورأى مدير كليات التقنية العليا في دبي، أن النقاش المفتوح مع الطلبة المستجدين ضمن برنامج الأسبوع التعريفي، الذي يعقد عند بداية كل فصل دراسي، يقدم النصح للطلبة ليختاروا تخصصات يحتاجها سوق العمل في القطاعين العام والخاص، ويتم في هذه الفترة الحساسة تحديد مستقبل كل طالب بالتعاون بين الكليات وأولياء الأمور، مع الأخذ بعين الاعتبار رغبة الطالب، وقدراته، وحاجة السوق.
دراسة احتياجات السوق
أوضح الدكتور الملا، أن كليات التقنية العليا في دبي، تعمل على التواصل المستمر مع القطاع الخاص لمعرفة احتياجاته من العاملين وفق التخصصات المضافة حديثاً إلى مجالات العمل، وبالتالي يتم اتخاذ القرار بتطوير برامج أكاديمية جديدة، وفي بعض الأحيان يتم وقف بعض البرامج الأكاديمية لعدم رغبة القطاع الخاص باستقطاب خريجين جدد من هذا البرنامج.
عدد اليوم
