السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التدخين يهزم المرأة بسلاح «الدلع والوجاهة»

التدخين يهزم المرأة بسلاح «الدلع والوجاهة»
29 ابريل 2009 01:49
مي سكرتيرة جميلة (عمرها 26عاماً) تدخن عشر سجائر يومياً على الأقل.. بدأت حكايتها مع التدخين بنصيحة من صديقة لها أخبرتها بأنَّ السجائر تخفف من التوتر والقلق، ولأنها كانت تمر وقتها بأزمة عاطفية، فقد أخذت سجائر من علبة صديقتها ودخنتها بدون علم أهلها لأنهم يعتبرون التدخين عيباً كبيراً . مي ليست المرأة الأولى التي تدخن السيجارة، فهناك غيرها كثيرات يدخنَّ من أجل الشياكة والوجاهة الاجتماعية، أو كنوع من التمرد على العادات والتقاليد عند المراهقات، وقد يكون التدخين عند بعضهنَّ نوعاً من «الدلع» النسائي، ورغم علم الكثير منهن بأضرار التدخين، مثل الإصابة بسرطان الرئة، إلا إنَّ بعضهنَّ لا يزال يمشي في هذا التيار رغم التحذيرات. هذه الحقيقة هي حصيلة دراسة علمية أجريت مؤخراً، حيث أكد بحث كندي أن 55% من المراهقين و51% من المراهقات الذين يبلغ عمرهم الآن 15عاماً، معرضون للوفاة نتيجة التدخين إذا واصلوا هذه المغامرة، في حين تؤكد الإحصائيات أنَّ 100 ألف رجل وامرأة في الولايات المتحدة يموتون سنوياً بسبب سرطان الرئة بينهم 80ـ 90%أصيبوا به جراء تدخين السجائر فقط. وتضيف مي قائلة: بالنسبة لنصيحة صديقتي بأن التدخين يحد من التوتر والعصبية، فقد اكتشفت إنها «نصيحة وهمية»، إذ يزداد توتري بعد التدخين، ولكنني لا أستطيع إلا أن أدخن. أما سلوى ساهر فتعتقد أنَّ التدخين بات موضة جديدة تدل على أنَّ المدخنة إنسانة «مودرن». وتقول: لا أدخن خلال ساعات العمل لأنه غير مسموح بذلك، لكني أسارع إلى علبة السجائر بعد 6ساعات من الدوام، والسبب الذي جعلني أدخن هما زوجي وأبي، فهما يدخنان في المنزل، وكلما رأيت نفسي وحيدة بين جدرانه استغل الفرصة لأسرق من جيب زوجي بعضاً من لفافات السجائر، وحتى لا ينكشف أمري ألجأ إلى الحمام لتدخين السيجارة ثم أغسل أسناني. أما سمر الموظفة موظفة بشركة سياحية، فهي متزوجة ولديها طفلان، وتمثل نموذجاً آخراً من المدخنات يختلف تماماً عن مي، وسلوى، هي لا تجد حرجاً في التدخين أمام أهلها وزوجها، حيث ترى أن التدخين «حرية شخصية». وتقول: لماذا تسألون المرأة عن سبب تدخينها وكأن هذا أمر غريب؟ ولماذا ينظر البعض إلى المدخنة وكأنها ترتكب جريمة ..إذا كان التدخين عادة سيئة، فلماذا تحاسبون المرأة فقط وتتركون الرجل؟ ثمة دراسة أخرى دلت على أن النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 33 و35 عاماً، ويدخنَّ أكثر من 30 سيجارة في اليوم، معرضات 11 مرة أكثر من غير المدخنات للإصابة باحتشاء العضلة القلبية المميت وغير المميت. وبالرغم من أنَّ هذه الدراسة تشير إلى خطورة التدخين، فإنَّ شيرين عبد الصبور الطالبة الجامعية، ووحيدة والديها، لم تكترث لهذه النصيحة. فوالدها يعمل خارج البلاد، ووالدتها مشغولة عنها بالنادي والأصدقاء والمجاملات، تقول شيرين: بدأت التدخين عندما «عزمت عليَّ» زميلتي بسيجارة، رفضت في البداية، ثم تراجعت أمام إصرارها. هكذا أشعلت أول سيجارة في حياتي، وجرَّت وراءها الثانية والثالثة حتى اعتدت على التدخين، واستمررت رغم علم والدتي التي تدخن، فلم أجد حرجاً في أن أدخن أمامها. وفي حالة مشابهة لحالة شيرين، نجد م.غريب التي تبلغ من العمر 17 سنة، غارقة هي الأخرى في جحيم الدخان، وكانت البداية منذ سنة، حين تأثرت بوالديها وبيتها المليء برائحة الدخان تقول: كانت البداية عندما سرقت سيجارة من أخي الذي يكبرني بسبع سنوات، وجربَّت التدخين لأول مرة فسعلت بشدة واحمرت عيناي، فقذفتها سريعاً، لكني مرة بعد أخرى أخذت أسرق سيجارة واحدة من أبي مرة ومن أمي مرة ثانية ومن أخي مرة ثالثة، واليوم أنا أدخن عندما أخرج مع صديقاتي وقبل أن أعود أمضغ اللبان بنكهة النعناع حتى لا يعلم أحد بتدخيني، واستمر الحال هكذا رغم علمي بأضرارها إلا أنني لا أستطيع الاستغناء عن السيجارة، وأخاف أن ينكشف أمري يوماً. ليست مغامرة التدخين بعيدة عن الندم والإحساس بوخز الضمير، وانكسار التفاؤل بالغد، وهذه ف. سعد، مدمنة على التدخين منذ عشر سنوات، تقول إن «التدخين والسرطان صنوان لا يفترقان». تتحدث سعد عن تجربتها بكل صراحة، بوجه شاحب شديد الصفرة وعين مفتوحة على الغد، فتقول: «منذ البداية أيقنت من ضرر التدخين، إذ أصابني التهاب حاد في صدري استمر لفترة طويلة بسبب السم البطيء، مما جعلني أفكر جدياً في الإقلاع عن التدخين، وزاد الأمر سوءاً بفعل هروب أبنائي المستمر مني جراء رائحة الدخان المنبعثة من فمي، لحظتها قررت عدم الرجوع إلى التدخين بتاتاً، ولكن من يعتاد على شيء يستحيل عليه تركه، حاولت جاهدة الابتعاد عنه، ولكن ما باليد حيلة.. السجائر تغلبت عليَّ . لعلَّ المفارقة التي تثير الضحك، وشر البلية ما يضحك، أنَّه في الوقت الذي يهرب الرجال من التدخين نجد النساء يبالغن في الإقتراب منه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©