الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صباح الجمعة

29 ابريل 2009 01:50
أنتظر صباح الجمعة على مدى ستة أيام في الأسبوع، شأني في ذلك شأن الآلاف غيري من أبناء هذه البلاد الطيبة.. وليوم الجمعة مكانة متميزة في نفوس أبناء الإمارات، فإلى جانب كونه «عيداً للمسلمين» من خلال مؤتمرهم الأسبوعي أثناء الصلاة ولقاء الأصدقاء والأهل بعد الصلاة، فإن هناك طقوساً تكاد تتكرر في كل إمارات الدولة. ففي صباح الجمعة نذهب إلى سوق السمك بعد أن نقرأ سورة الكهف.. ونتأهب للصلاة مبكراً قبل أن نلتقي في المقهى الشعبي الذي يعتبر برلمان الشباب والكبار على السواء، حيث المناقشات بين الماضي المتمثل في الآباء والأجداد وبين الشباب الحالي والمقارنات بين الجيلين. لا شيء في هذا اليوم يشبه الأيام الأخرى، ففي ستينات القرن الماضي كان يوم الجمعة أشبه ما يكون بالعمل الجماعي، فالرجال يذهبون إلى تفقد أشجار نخيلهم، والبعض منهم يذهب إلى البحر وسوق السمك وذلك قبل تناول وجبة الفطور التي يجتمع عليها كل رجال الحي، أما النساء فيقمن بتنظيف المساجد و»السكيك» والطرق القريبة من منازلهن، قبل أن يقمن بإعداد طعام الغداء، كان صباح الجمعة في تلك الفترة طويلاً جداً، يستطيع المرء أن ينجز فيه أكثر من عمل. ورغم أن السبت إجازة رسمية في العهد الحديث لكل موظفي الدوائر المحلية والاتحادية في الإمارات، إلا أن «إجازة الجمعة» التي ارتبطت بالوجدان الشعبي على مدى عشرات السنين لها طعم آخر، فلم يكن الآباء يعرفون «إجازة السبت».. ولم نكن في طفولتنا نعرف هذه الإجازة.. وبالتالي كان لإجازة الجمعة طعم آخر تذوقناه على مدى سنوات طويلة من خلال لعب الكرة والذهاب إلى السباحة في البحر والجلوس في باحات الفريج وغيرها من الأشياء التي سكنت نفوسنا وصارت بمثابة عادات لا يمكن الاستغناء عنها.. بجانب إنهاء واجبات الخميس المدرسية وزيارة الأقارب مع الأهل والاستعداد لأسبوع دراسي جديد. يبدأ الاحتفال بهذه الإجازة عصر يوم الخميس، حيث تبدأ عودة المئات من أبناء الإمارات الشمالية إلى إماراتهم.. رغم أن الغالبية العظمى من هؤلاء يملكون منازل في مواقع عملهم، إلا أن للإجازة في الموطن الأصلي طعماً آخر، حيث صحبة أصدقاء الصبا وزيارات الأهل وغيرها من الطقوس التي تدخل مباشرة إلى القلوب. إنها متعة العيد التي يفرح بها الكبار قبل الصغار وتتصل فيها الأرض بالسماء في ساعة الإجابة. إبراهيم العسم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©