بين الأمس واليوم، أثناء المهرجان وبعد انتهائه، كانت الصورة مختلفة على امتداد كورنيش أبوظبي، فهذا الشاطئ السياحي والرياضي المتميز بمياه خليجه الصافية ورماله الناعمة ومرافقه الحضارية من مسارح وخيام ومطاعم ومقاهٍ واستراحات وممرات، شهد ما يزيد على ثمانين ألفا من محبي الفن الراقي الذين جاؤوا لحضور العروض الفنية الراقصة وسماع ألوان من الموسيقى والغناء. لم أصدق نفسي وأنا أدخل المسرح الخالي لالتقاط الصور المرافقة لهذا الموضوع، شعرت كأنه يهمس في أذني: لا تستغربي هذا الاختلاف الكبير، فنحن في فترة استراحة وانتظار لمواسم فنية وثقافية ورياضية جميلة مثلما كان مهرجان «ووماد» جميلا وممتعا. المدينة الحديثة تقوم على عدة عناصر هامة: التنظيم والنظافة والتعاون والتنسيق بين مختلف الهيئات والدوائر والمؤسسات الرسمية والأهلية، وطوال أيام مهرجان ووماد كنا نلاحظ بإعجاب وتقدير واطمئنان دقة التنظيم وجماعة التنسيق وروعة التعاون بين جميع الجهات حتى كأنها أعضاء وجوارح مترابطة ومتعاونة ومتكاملة الوظائف والأعمال في جسم إنساني واجتماعي ورسمي واحد. وهذا يستحق أن نوجه التحية والشكر والتقدير على جميع من كانوا ساهرين وراء هذا العمل الكبير. إن عشرات الألوف من زوار الكورنيش كل يوم يستحقون الشكر والتحية أيضا لالتزامهم بآداب السلوك وقواعد التعامل المدني والحضاري السليم. تحاول «دنيا الاتحاد» هنا أن توجه تحية تقدير واحترام إلى المئات من أولئك المتعاونين العاملين بصمت واهتمام بعيدا عن الأضواء، سواء في الهيئة أو دوائر البلدية أبوظبي أو الشرطة أو العمل التطوعي (فزعة). هؤلاء العاملون المتحمسون من شباب وبنات كانوا كجنود مجهولين قدموا خدمات مشكورة كان لها دورها الواضح في نجاح المهرجان. وفي هذا الإطار كان لنا هذا اللقاء مع عبد الله العماري ريئس مركز خدمات المجتمع في بلدية أبوظبي، يقول: هناك خطة استراتيجية من التعاون والتنسيق بين هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث وبين البلدية وهي تتسم بالتعاون بيننا من خلال دعم السياحة في العاصمة، وشاطئ أبوظبي كواجهة سياحية كان يجب علينا إبرازها لتعبر عن أهم الأماكن الجميلة والهامة التي تجتذب السياح والزوار إليها بشكل دائم. وحرصا منا على نجاح المهرجان كان التنسيق بيننا كاملا. وخاصة أن الفترة المسائية تمتاز بالأجواء اللطيفة والإضاءة الدائمة التي تظهر جمال الشاطئ والمناظر الخلابة التي يستمتع بها السياح على هذا الكورنيش. بدأ التحضير والعمل المشترك بيننا منذ ثمانية أشهر، وتعاوننا لن يقف عند مهرجان ووماد، ولكن سيكون مستمرا معها. ونحن من حين افتتاح الشاطئ الجديد والتنسيق بين البلدية والهيئة مستمر لإبراز جمال الكورنيش. وفي الاحتفالات القادمة سترون أبوظبي تتجدد باستمرار وبأشكال تليق بالعاصمة. وفي مهرجان ووماد كان التعاون والتنسيق كاملا ومستمرا بين رجال الشرطة وعمال النظافة، والخدمات الصحية، إضافة إلى المتطوعين في خدمات المجتمع المدني مثل «فزعة» وغيرها. مهرجان بعد مهرجان، وأبوظبي تؤكد لزوارها وأبنائها معا أنها أصبحت رمزا في حسن التنظيم وسلامة التنسيق والتنفيذ، عبر بوابة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث.
عدد اليوم
