الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سائحات يابانيات: أزياء اليمن الشعبية نسجتها أنامل ماهرة

سائحات يابانيات: أزياء اليمن الشعبية نسجتها أنامل ماهرة
29 ابريل 2009 01:54
رغم الموضة المطرزة بالنقوش اليابانية المتقدمة والتصاميم الشهيرة والمسجلة عبر ماركات تخطت الحدود مع التقدم التكنولوجي الحاصل في اليابان والذي غزا العالم إلا أن الشابات اليابانيات حينما يزرن اليمن تتغير أذواقهن ويعشقن العديد من العادات والتقاليد ويغرمن بالزي اليمني التقليدي الذي تنسج خيوطه أنامل ماهرة صنعت أزياء تغزَّل بها الشعراء ولبستها المرأة اليمنية وتتباهى بها الزائرات. الشابتان «ايمي ساكايا» وصديقتها «توموكو كورايشي» سائحتان يابانيتان قدمتا لزيارة اليمن، قالت ايمي: «إن الأزياء التقليدية الشعبية اليمنية بقيت بنقوشها وزخارفها البديعة، ومنذ مئات السنين هي الأجمل تنوعاً وأناقة وتصميماً وهي من الأزياء المفضلة التي ذاع صيتها في الصين وحالياً تحظى بالاهتمام من قبلنا نحن اليابانيين الذين نزور البلاد ونقتنيها كهدايا محببة للنساء في بلادنا كونها تتميز بالبساطة والتصميم الجيدين». تضيف أيمي: «وضعت جدولاً زمنياً لزيارة المناطق السياحية الشهيرة في اليمن بداية من (سقطرى ومناخة وشبام كوكبان وتعز وعدن وحضرموت وصنعاء) والتقينا خلال الزيارات بكثير من الناس في اليمن وتعلمنا منهم بعض الأشياء التي فقدناها مع اجتياح تيار التقدم الطاغي على بعض القيم الأسرية والصلات بين أفرادها، ووجدنا بعض العادات الجيدة حتى إننا قررنا المكوث فترة أطول مما كنا نريد وها نحن نكتسب بعض الخبرات الشعبية من الحرفيين اليمنيين لعلها تصب في جوانب دراستها والعمل على تطويرها». وعن اختصاصها العلمي تقول: «أدرس علم الاقتصاد، وهذا جزء أساسي من زيارتنا الميدانية لليمن والى مصر والأردن، حيث أقوم بعمل أبحاث ميدانية وإعداد رسالة أكاديمية في هذا المجال، فالدراسة الأكاديمية هي في اليابان ونحن نقوم بأبحاث ميدانية ضمن زيارتنا هذه تتعلق بمجالات التنمية في البلدان النامية والمتوسطة في النمو وما يجب عمله من قبل الحكومة اليابانية باعتبار هذه البلدان من أكبر الأسواق الاستهلاكية لمنتجاتنا الوطنية». وعن سبب ارتدائها وزميلتها ملابس شعبيه خاصة بالمرأة اليمنية، أجابت: «إنها أزياء جميلة، وصناعتها محلية عبر معامل يمنية بسيطة، ونسجت خيوطها أنامل ماهرة، كما أن تشكيلها وخامتها ارتبطا بالبيئة الاجتماعية المحلية، وتنوعت بتنوع مناخ المناطق اليمنية وأذواق سكانها فاختلفت من محافظة إلى أخرى، أما الأزياء الشعبية اليابانية فقد طغت عليها التصاميم المبهرجة سريعة التلف»! وبسؤالي لها كيف تصف علاقتها مع المرأة اليمنية بينما ترتدي ثيابها الشعبية، وهل يسعد كل منهما ذلك المظهر؟ قالت: «تجمعني الألفة بالفتاة اليمنية، ويسعدها ارتدائي كيابانية لزيها المحلي، خصوصا أني أحببت هذا اللحاف والعباءة الصنعانية، ومنذ وصولي وزميلتي إلى اليمن ارتديته، فهو يتناسب مع أجواء المناخ والنساء، حيث وجدنا الأسر اليمنية يتعاطفن معنا بشكل كبير وكل أسرة مهتمة بالأزياء، فتشجعنا على ارتداء الملابس الشعبية اليمنية وقررنا أن نأخذ كميات منها كهدايا إلى قريباتنا في اليابان. ولا تجهل ايمي كيفية تصميم بعض هذه الملابس، إذ تقول: «في البداية لم أكن أعلم أي شيء يذكر عن هذا الزي، لكن اعتماداً على الأدلة السياحيين، إضافة إلى تعارفنا مع بعض النساء والرجال منهم السيد محمد الحرازي، تعلمت الكثير عن الملابس الشعبية اليمنية وصارت لدي خبراتي وتجاربي التي ستجعلني اتجه للاهتمام بكيفية وضع التصميم والعمل على إحياء هذا الموروث الشعبي». وعن سؤالي لصديقتها توموكو، كيف تستوحي أو تختار ملابسها الشعبية؟ قالت: «لايمكن القول إننا نستوحي الملابس بصورة أساسية، فكثيراً ما نستمد اختيارنا من صديقات لنا في القرب من أسواق صنعاء الشعبية وغيرها من الأسواق اليمنية في المدن التي زرناها..فنحن نتعامل مع الأزياء التقليدية اليمنية من منظور التراث الغني في هذا الجانب» وتضيف: «أدهشني في أزياء نسائكم، القدرة على الاحتفاظ بالزي التقليدي دون محاولة تشويه نقشاته والرموز التي تصنع عليه، لذا نحاول التعرف على تصميمات تراثية قدر المستطاع وتعلم أصالة هذه الأزياء التي حافظت على أصالتها، بينما الناس للأسف تلهث في كل مكان خلف الصرعات والتصاميم الحديثة والأقمشة المستوردة، دون إدراك لقيمة الأزياء التقليدية». وأسفرت إجابتها السابقة عن سؤال لابد من طرحه، فالأجانب أكثر اهتماماً وادراكاً للأزياء الشعبية وأكثر تتبعاً لكل ما هو قديم وتاريخي وتراثي وشعبي؟ فقالت توموكو: «نحن لانعرف كيفية العمل على خامات منسوجة يدويا، في معامل تقليدية، وقد عرفنا أن هذه المهنة المنتشرة في اليمن توصف بالحياكة، لكن ما يؤسف له أن معظم المشتغلين بالحياكة هجروها إلى مهن أخرى، بسبب ضعف الطلب على الأقمشة التقليدية ومنافسة الأقمشة المستوردة والمنسوجة آلياً، وهذه المهنة مهددة بالاندثار في غضون سنوات قليلة مما سيؤدي إلى مضاعفة أعداد البطالة لديكم، وسيفقد آلاف من أبناء اليمن فرص عمل كانت متوفرة إلى وقت قريب». ويعني كلام السائحة فيما يعني أن على الجهات المعنية تدارك الأمر قبل أن يصطدم المجتمع بمعاناة العاطلين عن العمل التي لاحظت سائحة يابانية إمكانية حدوثها! وعن تقييمها لاختيار المرأة اليمنية لأزيائها، تقول إيمي: «من خلال مشاهدتنا للمرأة اليمنية هناك اهتمام واضح بآخر خطوط الموضة والأزياء المستوردة رغم ارتداء الأزياء التقليدية في الظاهر، ربما بحكم الضغوط والتقاليد التي تتعرض لها المرأة وتجعلها تجد متنفساً في هذا النوع من الأزياء». وعن إمكانية وجود تقاطع ما بين العادات والتقاليد اليمنية مع اليابانية قالت توموكو: «ثمة رقصات يمنية شعبية مشابهة للرقصات المسماة «يوساكوي» وهو ما يقوم به اليابانيون بالاحتفال في كل صيف من كل عام بمهرجانات صيفية خاصة مثل مهرجان الرقص الشعبي، ويتم تنظيم مهرجانات مشابهة في اليمن كل صيف مثل مهرجان (صيف صنعاء ومهرجان البلدة السياحي بحضرموت ومهرجان إب) ووجه الاختلاف يبرز في أن المهرجانات اليابانية تنطلق من قبل المجتمعات المحلية بصورة تقليدية ليصلوا للآلهة من أجل منحهم حصادا جيدا في الخريف، أو تكريماً لأرواح موتاهم التي رحلت عن الدنيا، لكن المهرجانات اليمنية كما تم تعريفها لنا تتم بهدف الفرح والاستجمام».
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©