الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثلاثـة طلاب يطورون «بيتاً ذكياً» يدار بالرسائل النصية

ثلاثـة طلاب يطورون «بيتاً ذكياً» يدار بالرسائل النصية
14 فبراير 2012
تمكن ثلاثة طلاب من خريجي معهد التكنولوجيا التطبيقية بدبي من اختراع نظام للتحكم عن بعد في كافة الأجهزة الكهربائية من خلال إرسال رسائل نصية عبر الهاتف المحمول إلى هذه الأجهزة، وهو إنجاز يحسب لإدارة المعهد العليا ومعلمي معهد التكنولوجيا التطبيقية الذي يطبق مناهج دراسية متطورة تخدم الطلبة في كافة مراحل حياتهم الجامعية والعملية. اجتمع الطلاب سيد الهاشمي، الذي يدرس حاليا هندسة ميكاترونيكس في كلية التقنية العليا بدبي، ومحمد الحوسني، الذي التحق بالمعهد البترولي بأبوظبي ليدرس الهندسة الكهربائية، والطالب سيف الشامسي، الذي اختار أن يتخصص في إدارة الأعمال بجامعة زايد بدبي، ليصنعوا جهازا يتحكم بالأجهزة الكهربائية المنزلية عن بعد بتقنية الرسائل النصية. عن ماهية المشروع وسبب اختيارهم له على وجه التحديد، يقول الهاشمي “يعتبر مشروع التخرج أحد المتطلبات الرئيسة في معهد التكنولوجيا التطبيقية والذي من خلاله يمكننا تطبيق أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في عالم التحكم والأتمتة الصناعية والروبوت الآلي والاتصالات، حيث إننا في المعهد نتلقى منهاجا متطورا في مجالات التكنولوجيا المختلفة، ونقوم بتوظيف ما تعلمناه لبناء مشاريع التخرج، وعندما وصلنا إلى الصف الثاني عشر في ثانوية التكنولوجيا التطبيقية كان مشروع التخرج هو التحدي الذي يدفعنا للابتكار، فقمنا بإنجاز مشروع التخرج والذي يحمل اسم “البيت الذكي”، والذي اقترحه علينا أستاذنا كمال أبو قاعود، فقد أشار علينا أن نقوم بمشروع له علاقة بالاتصالات وتطبيقات الموبايل”. ويضيف “فكرنا في إضافة تطبيقات جديدة على الموبايل، فمثلا لو كنت عائدا من عملك إلى البيت وعندما يكون الجو حارا يمكنك تشغيل وحدة التكييف في منزلك عن طريق الموبايل، وكل ما تحتاجه هو إرسال رسالة نصية قصيرة تقول فيها “Turn ON 1” إلى شريحة الاتصال التي يتم شراؤها مسبقا وتركيبها بوحدة تسمى “GSM unit”. من جهته، يشير الحوسني إلى أن فكرة المشروع قديمة حديثة في الوقت نفسه، حيث إن علم التحكم والأتمتة مستعمل منذ عصور في الصناعة والإنتاج، ولكنه بدأ حديثا يدخل إلى البيوت وما ساعد على ذلك أن أجهزة التحكم أصبحت أصغر حجما وأقل سعرا، كما زادت الحاجة عند الناس لاستعمال المتحكمات عن بعد. في هذا السياق، يقول الحوسني “ما يميز مشروعنا هو أنه يمكنك التحكم بأي جهاز كهربائي في بيتك من أي مكان في العالم باستعمال موبايلك الخاص طبعا هذا يخضع لنظام حماية قمنا بتطويره باستخدام لغة البرمجة C++، وفي الوقت الحاضر هذا النظام غير مستعمل في دولة الإمارات ولكننا سنعمل على تطويره ونبحث عن جهة تساعدنا في تسويقه”. ويشرح الشامسي المراحل التي مروا بها أثناء ابتكارهم للنظام فيقول “أولى الخطوات تمثلت في تصميم مجسم يشكل نموذجا مصغرا للبيت الذي يمكن التحكم بأجهزته عن طريق الرسائل النصية، فقمنا برسم تقريبي للنموذج باستعمال برنامج “AutoCAD” حيث استعملنا الرسم ثلاثي الأبعاد لإنشاء نموذج البيت، وحددنا أماكن وحدة التكييف، ووحدة الإنارة ووحدة نظام ري الحديقة وهذه الأشياء التي يمكننا التحكم بها عن طريق الرسائل النصية في مشروعنا حيث يتم تزويد كل وحدة بمفتاح إلكتروني يتم ربطه بكل من مصدر التغذية الكهربائية ووحدة الـ GSM، ثم كانت المرحلة الثانية وهي البحث عن القطع الإلكترونية من الإنترنت وتقديم تقارير مفصلة عن القطع المتوفرة على الشبكة العنكبوتية من حيث المواصفات، والمدة اللازمة لوصول هذه القطع إلى الإمارات”. ويتابع “كان المدرس المشرف على المشروع الأستاذ كمال في كثير من الأحيان يرفض شراء بعض القطع إما لأنها لا تتفق مع المواصفات والمقاييس المعمول بها في دولة الإمارات، وبعد تقديم التقارير والرسم التقريبي والحصول على الموافقة من المدرس المسؤول بدأت المرحلة الثالثة وهي بناء الهيكل الأساسي، وطلب القطع الإلكترونية من الخارج، في الفترة نفسها استغلالا للوقت. وقد احتجنا وقتا طويلا في بناء الهيكل الأساسي للمشروع”. ويوضح “المرحلة الرابعة للمشروع وهي أصعب مرحلة حيث تم فيها بناء المشروع وبرمجته باستخدام لغة البرمجة C++ في الوقت المقرر، ما احتاج إلى الكثير من الجهد لبنائه والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة كتعريف المفاتيح الإلكترونية وكتابة الشيفرة الخاصة بشريحة الاتصال sim card حيث إن البرنامج يتكون من جزءين الإرسال والاستقبال إذ يقوم الأول بإتاحة الفرصة للمستخدم لإرسال شيفرة التشغيل والتي تتكون من state، وهي حالة الوحدة المطلوبة وقد تكون ON or OFF متبوعة برقم المفتاح الإلكتروني المراد تشغيله أو إيقافه، أما الجزء الثاني فهو يتيح للمستخدم استقبال رسالة نصية من وحدة الـ GSM يحصل فيها المستخدم على شرح عن حالة كل جهاز متصل بوحدة الـ GSM”. عن التحديات والصعوبات التي اعترضت طريق الطلبة المبتكرين، يقول الحوسني “حجم المشروع وكيفية تركيبه وفكه بسهولة وحجم النوافذ وتصميمها ليتناسب مع شكل المشروع شكل تحد لنا، ومن أجل ذلك استعنا بنجار علمنا الأساسيات ونحن بدورنا أكملنا التصميم والتنفيذ بأيدينا من الألف إلى الياء. كما أن مرحلة وصول القطع الإلكترونية من الخارج وتجهيزها للعمل عليها وتوصيلها بالمشروع كانت من التحديات التي تغلبنا عليها، حيث واجهنا بعض المشاكل في القطع الإلكترونية وهي وصول بعض القطع الخاطئة بسبب اختلاف بسيط في الرقم التسلسلي للقطعة الإلكترونية وقد احتجنا إلى بعض الوقت حتى وصلت القطعة الصحيحة وبرمجتها حتى تعمل على النحو المطلوب، والتأكد من عملها بشكل صحيح قبل تسليمها للمعهد، بالإضافة إلى أن البرمجة بحد ذاتها أصعب ما واجهناه لأنها تحتاج إلى خبرة عميقة بالبرنامج الذي يستخدم لبرمجة القطع الإلكترونية واستعنا في ذلك بخبرات أساتذتنا، وها نحن نجحنا بعد جهد استغرق 3 أشهر، أما تكلفة المشروع فقد وصلت إلى 5000 درهم”. ويذكر الحوسني أنهم قاموا باختبار مشروعهم والتأكد من نتائجه بإرسال عدة شيفرات كرسائل نصية لتشغيل وإطفاء الوحدات الثلاثة المستعملة في المشروع وهي التكييف والري والإنارة، كما قام زوار المعرض الذي أقيم بمعهد تكنولوجيا دبي بتجربة المشروع، وأرسلوا عددا هائلا من الرسائل النصية لاختبار المشروع وجميعها تكللت بالنجاح”. ويعتقد الطلبة القائمون على المشروع أن ما وصلوا إليه يستحق أن نسميه ابتكارا أو اختراعا وذلك لأنه من صنع أيديهم من الصفر، بالإضافة إلى أنه يعد إضافة تكنولوجية جديدة في مجال الاتصالات والتحكم عن بعد. وأضافوا أن مشروعهم فاز بالمركز الرابع من بين 48 مشروعا شارك في مسابقة معهد التكنولوجيا التطبيقية لأفضل مشروع تخرج.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©