الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الألعاب النارية.. زغاريد ضوئية

الألعاب النارية.. زغاريد ضوئية
29 ابريل 2009 01:59
لا تفارق عيناك السماء، مشدودتين بخيوط من دهشة وفرحة، مصوبتين إلى الأفق الذي كان للتو أسود اللون، وفي لحظة واحدة تحول إلى قوس قزح من الألوان والأضواء النارية.. فيما ينزع رجل فوهة عبوة ضخمة قبالة الشاطئ، لتنطلق مجدداً زغاريد ضوئية نحو السماء فترتسم في صفحتها جذور ذهبية، وطيور فضية، وشموس تسلب الأنظار، وعناقيد من أزهار. بينما صيحات الصغار تملأ كورنيش أبوظبي، يهتفون للألعاب النارية ويصفقون لصخب رقصتها، فيما ذووهم سعداء بعرس الفضاء. يعود تاريخ الألعاب النارية إلى نحو ألفي عام، حيث عرفت الصين صناعتها، وكانت آنذاك بدائية بعض الشيء، ولم تكن على درجة عالية من التطور، إلاّ أن المئات من الجنود المصنعين لها كانوا على الدوام يبتكرون ويحاولون تحسين تصميماتها لتحقيق أقصى قدر من الخوف والرعب بهدف انتصار الجيش الصيني في المعارك نتيجة خوف الأعداء والخصوم وفرارهم وخيولهم ظناً منهم أن الألعاب النارية بصوتها وضوئها هي أسلحة مبتكرة ستهبط فوق رؤوسهم! في حين أن الصينيين أنفسهم كانوا يستخدمونها في بداية الأمر لشأن روحي متصل بإخافة الأرواح الشريرة وطردها، فضلاً عن اعتمادها كطقس من طقوس العبادة والصلاة. وقد تمّ اختراعها من البارود الأسود أي مزيج (الفحم والسيلفر ونترات البوتاسيوم) المعروفة بملح البارود. بعد ذلك انتشرت أفكار كثيرة لصناعة مفرقعات الألعاب النارية في دول آسيوية وأوروبية، ‏فبعد الصين جاءت اليابان واندونيسيا وتايلاند والفلبين، ثم البرتغال وإيطاليا وإسبانيا. لكن تطور الألعاب النارية وتحولها إلى عروض تقليدية، تم في القرنين السابع عشر والثامن عشر، عندما تبين لدى بعض المبدعين في مجالات الفن والموسيقى أن دمج الألعاب النارية والموسيقى سيضفي رونقاً أخاذاً! وبالفعل انطلقت بعض الألعاب النارية مع موسيقى أفضل الملحنين آنذاك جورج فريدريك هاندل، فألف سيمفونية خصيصاً للاحتفال بنهاية الحرب النمساوية. وفيما بات -الآن- تشغيل هذه الألعاب متصلاً بالتكنولوجيا، تعتبر الألعاب النارية مفرقعات أو متفجرات ضعيفة الانفجار نسبياً، تصنع من مواد كيميائية شديدة الاشتعال، وينتج عن اشتعالها العديد من الألوان ويتم التحكم بدرجة وتنوع هذه الألوان حسب نوع المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة المفرقعات. وتعتمد الأشكال والأصوات التي تصنعها المفرقعات عند انفجارها على نوعية وتركيب موادها الأساسية السامة والمعادلة الكيميائية للعبوة المستعملة، وهناك أسماء وأنواع لهذه الألعاب أشهرها: الشمس، الزهور، المظلة، الشجرة، الأخطبوط، عروس البحر، وغيرها كثير. إذ باتت هذه الألعاب تستخدم في المناسبات والأعياد والاحتفالات الوطنية والدينية والعديد من المناسبات الأخرى كالبطولات الرياضية والمهرجانات الدولية وافتتاح الفنادق العالمية وغيرها.. وقد أقيم أكبر عرض للألعاب النارية على مستوى العالم في جزر ماديرا في البرتغال مدخل الألفية الثالثة خلال الاحتفال بالعام الميلادي الجديد وقد سجل في موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©