الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا بطيء ولا سريع

13 نوفمبر 2007 01:06
تعليقا على مقال الأخت هناء الحمادي بتاريخ 4 نوفمبر 2007 تحت عنوان ''شارع بلا زواحف''، فإني أعتقد أن الأخت كانت محقة، فلو رأيت نسب الحوادث المرورية تجد أن هناك بعض الحوادث سببها بطء القيادة وليس السرعة، فلو كان الشارع مثلا يحتمل سرعة 120 كلم/ ساعة، نفاجأ بأن أحد السائقين يقود بسرعة 60 كلم/ ساعة أو أقل، إذن ما ذنب الملتزم بالسرعة القانونية أن يجد أمامه زاحفا ببطء يتحدث في هاتفه المتحرك، أو يخاف من القيادة على الطرق الخارجية ! ربما يضطر لتحويل مساره بسرعة مسببا بذلك إرباكا للسائقين الآخرين أو، لا قدر الله، حادثا مأساويا· وقد حدث ذات مرة أن رأيت أربعة أشخاص يركبون سيارة تمشي بسرعة أقل من نصف السرعة المحددة، فاستغربت جدا، وعندما نظرت إليهم وجدت السائق يمسك المقود بكلتا يديه بإحكام حاد، محدقا بالشارع أمامه لا يتكلم أبدا مع رفاقه في السيارة، كما أن الثلاثة المرافقين ينظرون أيضا بتركيز شديد إلى الشارع لا تسمع لهم همسا! من قال لكم أيها السائقون أن التركيز الشديد المبالغ فيه مع قيادة زاحفة تعتبر قيادة آمنة ! بالعكس تماما، فإن الشيء إن زاد عن حده انقلب تماما إلى ضده، والارتباك الحاد أثناء القيادة خوفا من الحوادث له نتائج عكسية، فضلا عن أن ركوبك السيارة لا يعني الموت في لحظة، وهذا خطأ يجب الابتعاد عن التفكير فيه حتى تبقى قيادتك صحيحة دون أخطاء أو ارباك للغير· بالطبع لا ننسى أن بعض الناس ممن يقودون ببطء تكون سياراتهم لا تتحمل القيادة السريعة لخلل ما فيها أو ربما كان في طريقه لإصلاحها، ولكن هذه الفئة محدودة جدا، كما أنهم بإمكانهم القيادة على أقصى اليمين مستخدمين الإضاءة الرباعية ''فلاشر'' للتنبيه، أما أن نجد مثل هذه الظاهرة كل يوم وفي كل شارع، فهذا ما لا نريده أن يكون، ونتمنى من السائقين الالتزام قدر المستطاع بالسرعة المحددة للشارع، وفق الأنظمة المدروسة جيدا من قبل المختصين، حتى لا يكون إسراعك أو إبطاؤك سببا في إعاقة السير أو تأخير الحالات الطارئة أو سببا في حوادث مفاجئة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©