الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ديكور داخلي يعتمد تدرجات غير لونية تظهر سحر الأناقة والجمال في ردهات المنزل

ديكور داخلي يعتمد تدرجات غير لونية تظهر سحر الأناقة والجمال في ردهات المنزل
14 فبراير 2012
التصميمات الداخلية قد لا تتشابه في شكلها إلا أنها قد تتوافق في العناصر المشاركة في تحضيرها، وذلك بمزج عناصر التصميم الداخلي المتمثل في الخط والشكل واللون والضوء والمساحة والمواد والأنسجة في قالب واحد، يشكل إطار تصميم داخلي متناغم نتيجة انتهاج القواعد بمهارة وإبداع وفق أفضل السبل، الأمر الذي يتجلى سحره ويظهر روح العمل في ردهات المنزل، ويضفي عليه رونقاً وجمالاً وراحة لقاطنيه. بقدر ما يبدع المرء في البحث عن أدوات ومفردات ديكورية ليرسم به تفاصيل محيط بيته، إلا أنه يحتاج إلى من يقوده ويوجهه حتى لا يقع في هاوية سوء الانتقاء والاختيار، وضياع المال. وقد يلجأ للاطلاع على الكتب المتخصصة في عالم الديكور التي تمده ببعض الخلفيات وتوضح له الأسلوب الصحيح والسليم في عملية انتقاء الأثاث بما يتلاءم مع نمط المنزل وشكله المعماري، والمحاذير التي يجب الوقوف عندها حتى لا تتحول فراغات المنزل إلى محطة مزعجة لا يستطيع المرء الجلوس فيها لدقائق معدودة. عقبة المساحات الضيقة وهذا ما دفع ابتسام الحداد، هاوية في عالم التصميم الداخلي، للاطلاع على مصادر وكتب منوعة في فن الديكور الداخلي لتجد لمنزلها خطاً ديكورياً خاصاً يلائم مساحة الفراغات الداخلية، ويظهر بصورة غنية وثرية من خلال لغة الالوان التي انتهجتها في تفاصيل منزلها، وهو اعتماد تدرجات غير لونية من خلال التلاعب بالإضاءة والظل. كان هناك نوع من التحدي الذي واجهته الحداد بفرض فكرتها وما تميله من الالوان القوية القاتمة نوعاً ما، وما تواجهه من ضيق مساحة الفراغات الداخلية، حيث تعاملت معه بطريقة عملية مدروسة، واستطاعت أن تجتاز عقبة المساحات الضيقة التي لا تتوافق مع الالوان الداكنة، التي عادة ما تستخدم في المساحات الواسعة، في حين المساحات الضيقة بحاجة إلى الألوان المشعة الفاتحة التي تمنحها إيحاء بالاتساع، ولكنها أرادت أن تكسر هذه القاعدة من خلال الخروج عن الألوان والبحث في خفايا الظل والنور، وفرض نمط غير اللوني في المكان. لغة النور والظل وتوضح الحداد، أنه ولفترات طويلة ظلت الجدران بيضاء مطفية، لاتزينها سوى عدد من اللوحات، فكانت الجدران أقرب ما تميل إلى العري في المظهر، ولا تعكس أي جمال، أو رونق في تفاصيل المكان الذي بدأ يتسلل الملل إلى أعماقه، وعن ذلك تقول: حاولت جاهدة أن أبحث عن تفاصيل لونية مختلفة نوعاً ما، لا تحد من مساحة المكان، ولا تؤثر في درجة إنارة المكان نظرا لقلة النوافذ وانعدامها في بعض الفراغات، فالأمر يتطلب المزيد من الحذر والدقة في الاختيار، حتى لا يكون المكان موحشاً. فنظراً لاطلاعي المتزايد على المجلات المتخصصة في عالم الديكور، والتسلح بمعلومات قد تكون جيدة نوعا ما في إسقاط بعض الافكار على النمط الذي أريد أن يعنون به منزلي، بحثت عن إيجاد نقطة التلاقي بين النمط الكلاسيكي وروح النمط الحديث الذي ينبض بالتجدد والحيوية، فصاحب المنزل هو المنوط بانتقاء نمط التصميم الداخلي، وطبيعة الأجواء التي يرغب أن يعيش فيها. وذلك بالاستعانة بالتدرجات غير اللونية وانتقاء اللون الاسود وتدرجاته الرمادية مروراً باللون الابيض، وانتهاج لغة النور والظل، في نمط المفردات التي لم تخرج من نطاق تلك الألوان. وتشير الحداد قائلة: بعيداً عن الأصباغ وجدت الحل في ورق الجدران الذي يمنح حلولاً جذرية وسريعة في تفاصيل الديكور الداخلي، فيعتبر ورق الجدران من الخامات المهمة لأعمال الزخرفة الداخلية، نظراً إلى النواحي الجمالية الناتجة من استخدامه، بالإضافة إلى بساطته، حيث يمكن جعله متكامل الشكل وجذاباً، خاصة إذا ما أحسن اختيار النوع واللون، بما يتوافق مع المكان وطبيعته وموقعه ومدى ملاءمته لمفردات الأثاث، فأصبحت الجدران أكثر حيوية من خلال اعتماد ورق الجدران بخلفية بيضاء مزدانه بنقوش وزخارف باللون الاسود والرمادي، التي تحاكي ظلال الزهور في شكلها، لتتألق الجدران جمالاً وتغلف بالحياة. وتضمن امتصاص أقل للضوء، من خلال وضع خلفية بيضاء مشعة وموشحة باللون الرمادي والأسود. الظل والضوء كما اعتمدت الحداد في قاعة الاستقبال على قطع من الآرائك كلاسيكية الطابع وبتصاميم وأشكال متنوعة لتمنح المكان الثراء والمظهر الراقي، حيث نجد أريكة لشخصين باللون الفضي المشع، ومقعداً باللون الاسود من الجلد، والآخر جمع اللونين الأسود والرمادي بتصميم عريض مقلم الشكل، فالألوان ظلت محافظة على وتيرتها والتناغم بين الظل والنور. فيما استعانت بمرآة كبيرة مربعة الشكل، وبإطار أسود كخلفية لجلسة الاستقبال. وبغض النظر عن جمالية المرايا كقطعة إكسسوار أنيقة، إلا أنها تعد أداة سحرية لعلاج عيوب الديكور الداخلي، من خلال التغلب على ضيق مساحة الفراغات الداخلية ومنح المكان إيحاء بالاتساع، فهي مثالية في الغرف الضيقة، ولكن لابد أن تكون ملائمة مع الأثاث من حيث لون الإطار ومدى انسجامه وتوافقه مع المكان وشكله الذي يحدد مساره سواء كان كلاسيكياً أو حديثاً. الإنارة الطبيعية كما استعانت الحداد بلوحة تشكيلية تجمع تدرجات الالوان الترابية الممزوجة بالفضي، لتأخذ مكانها على إحدى الجدران بيضاء اللون للحفاظ على كمية النور والإضاءة في الفراغ الذي يفتقد للإنارة الطبيعية. كما تتدلى من المنتصف قطعة من الإنارة بإطار أسود اللون، ووزعت السبوت لايت حوله لتسلط إنارتها على أطراف المكان. فيما افترشت سجادة سوداء اللون دائرية الشكل، في منتصف الجلسة، لتمتص النور المنعكس من مفردات الأثاث المتوهجة بتسليط الإضاءة مباشرة عليها، لتمنع إزعاج أصحاب المكان. لذا حاولت مالكة المنزل أن تستغل الحوائط في الحيز البسيط من الصالة التي تطل عليها فتحات الفراغات من كل جهة، فاستطاعت أن تتغلب على ضيق المساحة وتظهر العمل بصورة متناغمة وثرية بتفاصيلها المتنوعة بتدرجها، والمتناغمة في إطلالتها. كما أرادت الحداد أن تنقل هذه الاجواء ولكن بصورة قد تكون أبسط قليلاً إلى صالة الضيوف التي طبعت بمفرداتها بالنمط الكلاسيكي البسيط، وقد تم مراعاة توزيع قطع الاثاث التي تتوافق مع مساحة المكان، بانتقاء الارائك الصغيرة من الشمواه الداكن، في حين تم كسر اللون، بإضافة بعض القطع المفردة من الأثاث بلون رمادي فاتح، للتخفيف من حدة الالوان القاتمة، فيما ظلت عناصر الديكور تنتهج الالوان المضيئة، كما جلبت الدفء في ثنايا المكان من خلال منضدة من الخشب المحروق تتوسط الجلسة، وأيضا طاولة تضم عدداً من الكراسي الجلدية. .قطع الأثاث الصغيرة واجهت ابتسام الحداد، مالكة المنزل، في بداية الأمر مشكلة توزيع قطع الأثاث، في المساحات الضيقة من ردهات المنزل، وحاولت الاستفادة من حيز المكان بطريقة مثالية، بحيث لا تشكل أي ازدحام أو إعاقة في الحركة والمرور بين فراغات المكان، لذا حرصت على انتقاء قطع الأثاث الصغيرة نوعا ما، والتي لا تفتقر للراحة والجمال في مظهرها وتحقق أهدافها بجعل المكان أكثر ثراء وهدوءاً.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©