قام ''تشوي وان هو'' بست زيارات إلى كوريا الشمالية خلال العامين الماضيين، حيث حاول جاهدا في كل واحدة من هذه الزيارات إقناع الحكومة هناك، بأن الوقت بات مواتيا من أجل فتح سلسلة مطاعم دولية للوجبات السريعة· وفي هذا السياق، يقول ''تشوي'' وهو رئيس شركة تمتلك 70 فرعا لسلسلة من مطاعم الوجبات السريعة في كوريا الجنوبية: ''لقد قلت لأولئك الشباب إن ''شركة كنتاكي للدجاج المقلي'' ستأتي إن عاجلا أو آجلا''، مضيفا ''وقلت لهم سيكون من الأفضل امتلاك شركة كورية محلية، تقدم خدمة التوصيل''·
اليوم، وجدت دعوات ''تشوي'' آذانا صاغية في ''بيونج يانج''، إذ يعتزم فتح أول مطعم مدار من قبل الأجانب في تاريخ الحكم الديكتاتوي الستاليني بالعاصمة الكورية الشمالية· والحال أن كوريا الشمالية بصدد الانفتاح على ما هو أكبر وأهم من وجبات الدجاج السريعة· فخلال هذه الأيام يتواجد هناك فريق من الخبراء الأميركيين بهدف الشروع في تعطيل ثلاث منشآت بمحطة ''يونج بيون'' النووية، وذلك بعد ثلاثة عشر شهرا على التجربة النووية التي فاجأت بها حكومة ''كيم جونج إيل'' العالم· وفي هذا السياق، أعلن مسؤول من وزارة الخارجية الأميركية يوم الثلاثاء أن عملية تعطيل المنشآت النووية في الطريق نحو ''بداية جيدة''·
وفي إطار تحركات دبلوماسية مكثفة، قام مسؤولون رفيعون من ''بيونج يانج'' خلال الأشهر الأخيرة بجولة في عدد من دول جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وروسيا؛ كما تم الإعلان عن بدء أو تجديد العلاقات الدبلوماسية مع خمسة بلدان منذ الصيف الماضي·
إلى ذلك، تم الترحيب بمسؤولين من ''الأوركسترا السمفونية لنيويورك'' هذا الخريف في ''بيونج يانج''، حيث استفسروا بشأن تنظيم حفل العام المقبل· وبموازاة مع ذلك، قام فريق ''تايكواندو'' من كوريا الشمالية بأول زيارة له إلى الولايات المتحدة في سبتمبر المنصرم· والأسبوع الماضي، ساعدت البحرية الأميركية سفينة شحن كورية شمالية تعرضت لهجوم من قبل قراصنة غير بعيد عن السواحل الصومالية·
وفي أعقاب القمة التي جمعت زعيمي الكوريتين في ''بيونج يانج'' الشهر الماضي، يقوم ''الشمال'' بالانفتاح أيضا على نوع جديد من السياحة؛ حيث من المرتقب أن يسمح برحلات جوية من سيئول إلى منتجع جبلي يدعى ''قمة بايكدو'' بدون توقف· ويتيح هذا القرار للمسافرين السفر المباشر بين كوريا الجنوبية والمنتجع المذكور بدون التفاف على الجارة الشمالية عبر الصين، وذلك لأول مرة منذ 62 عاما·
وحسب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون شرق آسيا وكبير المفاوضين الأميركيين في المحادثات النووية سداسية الأطراف، ''كريستوفر هيل''، فإن كل هذا من شأنه أن يفضي فيما يبدو إلى شيء ذي دلالة ومغزى في إطار الجهود الرامية إلى إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن الأسلحة النووية، والخروج من عقود من العزلة التي كانت تفرضها على نفسها·
وقال ''هيل'' للصحافيين في طوكيو خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي: ''في الماضي، كانت كوريا الشمالية تتحدث عن عزلتها عادة باعتبارها أمرا جيدا ومفيدا''، مضيفا ''ولكن، أعتقد أنهم باتوا يدركون اليوم أنها شيء يلحق الضرر بهم، وأن أفضل السيناريوهات بخصوص ما يقومون به هو الاعتقاد بأنه جزء ربما من جهود أكبر من أجل الانفتاح''؛ بيد أن ''هيل'' أوضح أنه لا يوجد إجماع في كوريا الشمالية على أن الانفتاح شيء جيد، وأنه مهما يحدث، فالأكيد أنه سيكون ''عملية بطئية''· أما في سيئول، فقد أعلن وزير الدفاع الكوري الجنوبي ''كيم جانج سو'' للصحافيين أن ''الشمال'' مستمر في شراء الأسلحة· وقال: ''لا يمكننا أن نخلص إلى أن التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية قد قل وتقلص''·
ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
عدد اليوم
