الشامسي: الهيكل الجديد ركيزة للتطوير التربوي

أشاد عدد من التربويين في الدولة بالهيكل الجديد لوزارة التربية والتعليم والذي تم اعتماده مؤخراً، مؤكدين على أهمية هذا الهيكل ودوره في تعزيز خطط وبرامج الوزارة في تطوير التعليم، حيث نجح الهيكل الجديد في التخلص من البيروقراطية والترهل الإداري الذي كان أحد الآثار السلبية للهيكل القديم والذي تضخمت فيه أعداد الإدارات والأقسام والشعب والوحدات، في حين جاء الهيكل الجديد تلبية حقيقية لاحتياجات الوزارة في المرحلة المستقبلية ومواكباً لاستراتيجية الحكومة التي أقرها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' وصاحب السـمــــو الشيـخ محمد بن راشـــد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي· ركيزة أساسية وأكد سعادة مبارك الشامسي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم على أهمية هذه المبادرة من جانب وزارة التربية والتعليم مثمناً جهود معالي الدكتور حنيف حسن وزير التربية والتعليم التي سبقت الإعداد لهذا الهيكل الإداري المتميز، مشيراً إلى أن الهيكل بصورته الحالية يمثل ركيزة أساسية من ركائز تطوير التعليم في الوزارة· إنجاز المعاملات وأشار سعادة محمد سالم الظاهري مدير منطقة أبوظبي التعليمية إلى أن الهيكل الجديد قوبل بترحاب كبير من الميدان، حيث تم إعـــادة هيكـــلة الإدارات بما يخدم العملية التربوية، كما تم دمج عدد من الإدارات ذات التشـــابه في الأداء الوظيفي، بحيث لا تتكرر مهام هذه الإدارات وأدوارها بصورة يضيع معها الجهد والوقت، وأكد على أن شعار اللامركزية الذي رفعته الوزارة منذ فترة قد تحقق تماماً من خلال هذا الهيكل الذي بموجبه منحت صلاحيات واسعة للمناطق والمكاتب التعليمية وكذلك للمدارس، وتم التخلص من إجراءات بيروقراطية كثيرة كانت تسبب بصورة أو أخرى تحديات للعاملين في الوزارة أو المراجعين الذين كانت تفرض عليهم هذه الآلية ضرورة إنجاز معاملاتهم من خلال الوزارة فقط· مرحلة حيوية وأوضح خلفان المنصوري مدير المنطقة التعليمية في ''الغربية'' أن التربية مقبلة على مرحلة حيوية من الأداء والتطوير الذي يركز على استشراف الاحتياجات الحقيقية للميدان، ومع الهيكل الجديد ستختفي تلك الاجراءات التقليدية التي كانت تؤرق العاملين في التربية وكذلك المراجعين ومنها على سبيل المثال: تلك المعاملات المرتبطة بشهادات من يهمه الأمر، والاسكان، والجوازات، وغيرها من المعاملات التي لا غنى للموظف عنها· التعليم الخاص وأكدت نادية مدي نائبة مدير منطقة أبوظبي التعليمية لشؤون التعليم الخاص والنوعي أن الهيكل الجديد أعلى من قيمة ودور التعليم الخاص كشريك أساسي في العملية التعليمية وجعل تبعية هذا القطاع لمعالي الوزير، وتصدر قطاع التعليم الخاص قمة الهيكل وهي رسالة مباشرة من التربية إلى المستثمرين والعاملين في المدارس الخاصة تؤكد لهم مكانة هذا القطاع الحيوي في نظامنا التربوي، وبالتالي فإن ما أتاحه الهيكل الجديد لقطاع التعليم الخاص من مزايا يجسد التحديات المقبل عليها هذا القطاع خلال السنوات القادمة، كما يبعث برسالة واضحة المعالم للمستثمرين والعاملين في المدارس الخاصة بضرورة مواكبة عملية التطوير التربوي التي تقوم بها الوزارة، إذ لا يمكن للتعليم الخاص أن يظل بعيداً عن استراتيجية التطوير، وما يرتبط بها من برامج وخطط متميزة· مشاريع التطوير ومن جانبه، أكد نبيل الظاهري نائب مدير منطقة أبوظبي التعليمية للشؤون التربوية أن الهيكل الجديد، وبما تضمن من ترشيد في أعداد الإدارات، وتعزيز استراتيجي لأداء ومفهوم كل إدارة من شأنه أن يسرع في أداء الوزارة نحو إنجاز مشاريع التطوير التي تعتزم تنفيذها في الميدان التربوي، وهي مشاريع كثيرة ويعول عليها الميدان في الانطلاق بقطاع التربية والتعليم نحو آفاق رحبة من الإبداع والتميز العلمي الذي نتمنى أن يكون عليه أبناؤنا وبناتنا في المدارس الحكومية والخاصة· مشيراً إلى أن الهيكل الجديد يقدم رؤية علمية دقيقة للدور الذي ينبغي أن تقوم به الوزارة في الفترة المقبلة وهو دور حيوي بالتأكيد ويركز على التخطيط الاستراتيجي الشامل للمنظومة التربوية بشقيها العام والخاص، كما يتيح الهيكل لوزارة التربية والتعليم أن تمارس أدوارها الأساسية في استشراف الاحتياجات المستقبلية للميدان التربوي، دون الدخول في التفاصيل الصغيرة التي من الأفضل أن تترك للمدارس للتعامل معها· معدلات سريعة وأوضح الدكتور خالد العبري رئيس قسم الشؤون التربوية في منطقة أبوظبي التعليمية أن الميدان التربوي استقبل هذا الهيكل باهتمام كبير وحرص المعلمون والإداريون على التعرف على تفاصيل الهيكل الجديد والإدارات المدرجة تحته، وكذلك المهام الوظيفية لكل إدارة من هذه الإدارات، ويعتبر اعتماد الهيكل أحدى الركائز القوية التي تدفع الوزارة بمعدلات سريعة في خطواتها إلى الأمام· وأكد العبري أن تطوير الأداء الإداري في وزارة التربية والتعليم بات حاجة ملحة يلمسها جميع العاملين في الوزارة، بل ويتفاعل معها المراجعون الذين يشكو البعض منهم من طول الاجراءات الزمنية التي تتطلبها عملية انجاز ورقة صغيرة في ضوء الهيكل الجديد، كشهادة لمن يهمه الأمر، ولانجاز هذه العملية على المعلم أو المعلمة أن يمر بتعقيدات كثيرة قد تضيع وقته وجهده وماله· النهوض بالطالب أشار قاسم الطاهر رئيس قسم الأنشطة التربوية في منطقة أبوظبي التعليمية إلى أن الأنشطة اللاصفية شهدت هيكلة دقيقة في النموذج الجديد لهيكل الوزارة الذي تم اعتماده مؤخراً، حيث ستكون معظم هذه الأنشطة داخل المدارس والصالات الرياضية المغطاة، وستتوجه مباشرة للنهوض بالطالب وجعله محوراً للعملية التعليمية، فقد حمل الهيكل الجديد ملامح متميزة لأداء النشاط المدرسي سواء في الشؤون التعليمية أو التربية الرياضية أو التربية الموسيقية أو غيرها من المجالات التراثية والعلمية المميزة التي يقبل عليها طلابنا وطالباتنا· هيكل ممتاز أكد محمد الحارثي مدير مدرسة المعتصم في أبوظبي أن الهيكل الجديد تم تصميمه بامتياز وروعي فيه أن تكون إداراته ذات مسؤولية محددة المعالم، وترتبط بالميدان التربوي ارتباطاً مباشراً يخدم الطالب ويعزز من أداء عناصر العملية التعليمية بصورة كبيرة· بشارة خير أوضح أحمد الحبسي مدير مدرسة البطين النموذجية أن اعتماد الهيكل الجديد لوزارة التربية والتعليم جاء بمثابة بشارة خير للعاملين في التربية والتعليم والذين ينتظرون مبادرات أخرى كثيرة منها ضرورة إيجاد كادر مالي ووظيفي لهم يلبي احتياجاتهم ويعزز من مكانة المعلم في المجتمع، ويضع المعلم على مسافة متساوية من التحديات والأعباء التي تواجهه في أداء رسالته هذه الأيام خاصة مع وجود مزايا وظيفية ومعنوية كثيرة في جهات أخرى صارت تستقطب العاملين في التربية إلى أروقتها· هيكل رشيق أكدت أمل العفيفي مديرة مدرسة المواهب النموذجية الأمين العام لجائزة خليفة التربوية أن الهيكل الجديد لوزارة التربية والتعليم جاء رشيقاً، وجاءت إدارته متناغمة تماماً مع احتياجات المدارس والمناطق التعليمية بل والميدان التربوي، حيث تقدمت بعض الإدارات إلى سطح الهرم الإداري في حين تراجعت إدارات أخرى إلى الخلف، كما تم الاستعاضة عن بعض الإدارات القديمة بأخرى جديدة· وأشارت إلى أن تصميم الهيكل بهذه الصورة جعله رشيقاً خالياً من تلك الإدارات التي كانت الحاجة إليها قليلة جداً أو قد لا يكون هناك حاجة مباشرة في الميدان لوجودها، موضحة أن الفترة المقبلة تتطلب تضافر جميع الجهود للنهوض بالميدان التربوي ووضع الطالب في مواجهة التحديات التي يشهدها قطاع التعليم على المستوى العالمي· الالتزام بالجودة أوضحت صفية محمد مديرة مدرسة الآفاق النموذجية في أبوظبي أن الهيكل قدم رسائل مباشرة للميدان مفادها أن الالتزام بجودة المخرجات التعليمية يجب أن يكون هدفاً وغاية لجميع العاملين في قطاع التربية والتعليم بحيث لا نسمح لأنفسنا بأن نمرر من بين أيدينا طالباً أو طالبة لم يكتسب المهارات الضرورية اللازمة لسوق العمل، فالتعليم اليوم يختلف اختلافاً جذرياً عما كان عليه في السابق، فإذا كان الهدف سابقاً هو تخريج كوادر وظيفية للمشاركة في عملية التنمية، فإن هذه الرؤية تغيرت تماماً وأصبح من الضروري أن يكون تركيزنا على الالتزام بمعايير الجودة الشاملة، بحيث تكون هذه المعايير حاضرة وبقوة في أداء كل تلميذ وتلميذة· بل كل معلم ومعلمة، بل كل أب وأم، فالجميع شركاء في العملية التعليمية· الكرم: التغيير يتوقف على كيفية التعامل مع العنصر البشري دبي - علي مرجان: أكد سعادة الدكتور عبدالله الكرم رئيس مجلس المديرين ومدير هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي أن الهيكل التنظيمي لوزارة التربية والتعليم جاء متكاملا مع ما قامت به مؤسسة التعليم المدرسي قبل بضعة شهور في أثناء طرحها للهيكل التنظيمي الخاص بها، حيث تم الفصل بين الشؤون الإدارية والشؤون الأكاديمية تماشيا مع التجارب العالمية الرائدة في مجال إدارة التعليم·وأشار الكرم إلى أن المنهجية التي تستند إليها ''التربية'' في التعامل مع إداراتها من جهة، أو مع العنصر البشري من جهة أخرى يتفق ومنهج الهيئة خلال عمليات التحويل الإداري لمنطقة دبي التعليمية إلى وحدة خدمات إدارية، مؤكدا أن نجاح التغيير الإداري يتوقف على كيفية التعامل مع العنصر البشري، وهو التحدي الذي يفوق في أهميته صياغة مسميات الإدارات والأشخاص الذين يحملون تلك المسميات· ورحّب الكرم بموظفي الوزارة الذي سيتم تحويلهم في إطار الهيكل الجديد، موضحا في الوقت ذاته أن وضع الرجل المناسب في المكان المناسب هو الشعار الذي سترفعه الهيئة في هذا الصدد، وليس مجرد ''خلق وظائف'' بما يتناسب مع مؤهلات وإمكانيات الموظف· وأكد على أن الحاجة ملحة لتخفيض القوى العاملة في مجال إدارة التعليم، والتي شهدت خلال السنوات المقبلة تزايدا كبيرا، مشيرا إلى أن الأهم هو التركيز على الطالب والمدرسة باعتبارهما الهدف الرئيسي للعملية التعليمية· وقال الكرم: ربما يكون من المناسب توفير معلمين أو ثلاثة لكل طالب، ولكن من غير المناسب أن يكون لدينا إداري واحد واثنان لكل طالب· مرحلة انطلاق أكد عبيد مفتاح مدير مدرسة الصقور النموذجية في أبوظبي أن الهيكل الجديد لوزارة التربية والتعليم يضع جميع العاملين في الميدان التربوي أمام تحدياتهم، فقد كانت الشكوى سابقاً من وجود بيروقراطية وترهل إداري وضياع للوقت والجهد في انجاز المعاملات من قبل المراجعين مع التربية، واليوم جاء الهيكل الجديد ليقضي على هذه المعاناة ويوجه جهود التربويين إلى الإبداع في الميدان التربوي والاهتمام بتجويد الأداء بصورة تعزز من المستوى الدراسي وبناء الشخصية الطلابية لكل طالب وطالبة في مدارسنا·