متخصصو الاتهام

سمعتهم يتحدثون ويقولون·· ''لو كان فيها خير ما طلقها·· أكيد أنها امرأة لا تُعاشر وإلا لظلت في بيت زوجها·· مسكين جعلته يرى النجوم في عز الظهر··'' وغيرها من العبارات التي تمزق جسدي وروحي كل يوم· إنهم متخصصون في الاتهام دون معرفة الأسباب·· ودائماً ما يقع اللوم على المرأة إن طُلقت، ويخرج الرجل ناصع البياض·· فهل من المعقول أن كل هؤلاء المطلقات في الدولة كان لهن دور في ''تنغيص'' حياة أزواجهن وكان عقابهن الوحيد هو الطلاق؟! بالطبع لا·· فلكل زيجة ظروفها الخاصة التي تختلف عن غيرها·· وما جعلني أفكر بهذا الأمر هو محاولاتي المستميتة لتغيير زوجي الذي اكتشفت بعد زواجي منه أنه لا يصلي إلا رياءً مع الناس يوم الجمعة، ويشرب الخمر ويسهر مع أصدقائه كل يوم، بحيث لا يصل المنزل إلا في الساعة الخامسة أو السادسة صباحاً·· وكل هذا وأهلي لا يعرفون بأمره وبمعاناتي معه·· إذ إنني طوال 5 سنوات أحاول تغييره والصبر عليه ومدحه أمام الجميع حتى فاض بي الكيل وأخبرت العائلة بتصرفاته·· وعندما لم يرتدع كان الطلاق هو الحل الوحيد·· ورغم أنني لم أعكر معيشته، كما يقول البعض، إلا أن المجتمع لا يغير نظرته للمطلقة ولا يفتح لها الأبواب، فهم يروننا بنظرة دونية تقلل من احترامنا·· فلمَ هذا الظلم؟ من المفروض أن نلقى المساعدة لا أن نتعرض للهجوم·· حتى عندما يريد أحد الأشخاص التقدم للزواج منا ينظرون إليه نظرة مستنكرة وكأنه فعل أمراً فظيعاً· *إخواني حاولوا تصحيح أفكاركم فما تقومون به يهدم نصف المجتمع·· والمطلقات الموجودات أمامكم في المجتمع يحملن قصصاً عجيبة حول أسباب فشل الزواج، وقد لا يكون لهن دخل فيه فلا تحاسبوهن على أمر لا يستحققنه· أم سعيد