لفترة من الوقت، كان من المألوف في الحملات الانتخابية أن يلجأ مرشح إلى الرد على تقرير إخباري يتناوله بالانتقاد، من خلال رسالة إليكترونية يفند فيها مزاعم الآخرين ويعزز موقفه· وهي وسيلة تعد في حد ذاتها تطورا كبيرا في أساليب الحملات الانتخابية مقارنة بأسلوب إرسال الردود من خلال جهاز الفاكس· ولكن مــا يحــدث الآن في الحملــة الانتخابية الرئاسيــة الأميركية جعل أسلوب إرسال الردود من خلال الرسائل الإليكترونية ذاته أسلوبا عتيقا·
الذي حدث هو أن القائمين على الحملة الانتخابيـــة للسيناتور -''هيلاري رودهام كلينتون'' أنشأوا يوم الخميس الماضي موقعا على شبكة الإنترنت، مخصصا للرد الفوري، على أي تهم أو تقارير إخبارية تتناول تصرفاتها، أو توجه الانتقادات لها· وهذه الوسيلة تعتبر في نظر المراقبين إضافة جيدة لحملة ''هيلاري''؛ خصوصا وأن الصحافة تناولت في الفترة الأخيرة موضوعا رآه القائمون على الحملة أنه كان يهدف إلى النيل من السيناتورة· ويتعلق الأمر بصورة خبرية تداولتها مواقع عديدة على الإنترنت -بما زعمته إحدى النادلات في مطعم- ''ميد رايت'' الواقع في وسط مدينة ''إيوا''، من أن هيلاري قد تناولت طعام العشاء برفقة بعض الأشخاص، ولم تترك لها بقشيشا على الرغم من أن غالبية الزبائن وخصوصا من كبار الشخصيات التي تتردد على المطعم يتركون بقشيشا سخيا·
وبعد أن أذاعت شبكة ''إن·بي·آر'' هذا التقرير الإخباري فإن القائمين على حملة السيدة كلينتون، ردوا على ذلك بالقول إن المرشحة الجمهورية ومساعديها قد تركوا 100 دولار كبقشيش ضمن شيك بقيمة 157 دولارا تركوه على الطاولة· وفيما بعد أكد مدير ذلك المطعم في عدة مقابلات أجريت معه، بما في ذلك واحدة أجرتها معه ''نيويورك تايمز'' أن السيدة كلينتون ومساعديها قد تركوا بقشيشا بعد أن تناولوا وجبة عشاء في مطعمه، ولكنه لم يحدد بالضبط مقداره·
قامت شبكة'' إن·بي·آر'' فيما بعد بإيراد رواية مدير المطعم، وروايات مسؤولي الحملة عن الواقعة في باب رأي المحرر بموقع الشبكة على الإنترنت· لم يقتصر الأمر على ذلك، ولكن التقطت بعض المواقع القصة كما توسعت فيها صحف ومجلات عديدة، أرفقت إحداها تحت التقرير وصلة تحيل إلى قصة خبرية أخرى تعود إلى العــام ،2000 وتتحـــدث أيضـــا عن عــدم قيـام السيدة كلينتون بدفع بقشيش في أحد المطاعم ونشرت القصة أيضا على موقعي شبكــة ''إن بي سي'' و''آيه بي سي''، وهو ما دفـــع القائمين على إدارة موقع الرد على الدعايات السلبية المسمى ''محور الحقيقة'' (The Fact Hub)، إلى نشر رد على الموضوع، تحت عنوان: ''شيك الحقيقة·· الفاتورة دُفعت ·· والبقشيش ترك في مطعم ميد رايت بإيوا''· ويقول ''ستيف شميدت'' -المستشار السياسي وراسم الاستراتيجيات الانتخابية السابق للرئيس بوش الذي ساعد في الإشراف على حملة 2004 الانتخابية-: إن موقع كلينتون الجديد يعتبر تطورا جديدا في حقل الاستجابة أو الرد السريع·
يذكر في هذا السياق أن الحملة الانتخابية لـ''ميت رومني'' حاكم ''ماساشوستس'' السابق، والذي يخوض حاليا سباقا من أجل الترشح عن الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة، قد استخدمت وسيلة مشابهة، وذلك عندما أنشأت موقعا على شبكة الإنترنت، بدأ في نشر التصريحات التي يصرح بها ''ميت رومني'' وكذلك ردوده على التصريحات المضادة التي يدلي بها منافسوه·
يقول ''فيل سنجر'' المتحدث باسم السيدة كلينتون إن حملة كلينتون قد استشعرت الحاجة إلى إنشاء موقع على الوب لأن معظم الأخبار التي تذاع عنها، عادة ما تنتشر ''انتشار النار في الهشيم على شبكة الإنترنت''، ويضيف قوله: ''الملاحظ أن هناك زيادة هائلة في الأخبار التي يتم نشرها على مواقع الإنترنت عن المرشحين، ولذلك فإننا لم نجد أمامنا من وسيلة أسرع ولا أكثر فعالية من إنشاء موقع على الإنترنت، كي يقوم بالرد مباشرة على ما ينشر ويتناول أو ينتقد حملة السيدة كلينتون الانتخابية أو تصرفاتها هي شخصيا''·
جيم روتينبيرج
كاتب أميركي متخصص في شؤون العلوم والتقنية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
عدد اليوم
