الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المسرح الوطني الجزائري.. تجديد في الأفكار والخطاب

المسرح الوطني الجزائري.. تجديد في الأفكار والخطاب
13 نوفمبر 2007 22:15
بحضور سعادة بلال البدور نائب المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وسعادة حميد شبيرة السفير الجزائري بالدولة، والدكتور حبيب غلوم مدير الأنشطة الثقافية والمجتمعية في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وضمن فعاليات ''الجزائر عاصمة الثقافة العربية''، قدم المسرح الوطني الجزائري أمس الأول في المسرح الوطني بأبوظبي مسرحية ''التمرين'' من إخراج محمد بن قطاف، وتمثيل نضال بدور ''سعيدة''، ومحمد عباس بدور ''محمد''، وفتحي كافي بدور ''جلول''·· أما السينوغرافيا فكان من عمل ازعبوني· قبل بداية العرض المسرحي تم عرض المنجز من المطبوعات الجزائرية بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، والتي وصل عددها لحد الآن الى 830 عنواناً والذي من المقرر أن يصل الى ألف كتاب وكتاب، تيمناً بـ''ألف ليلة وليلة''· وقد أشاد سعادة بلال البدور بهذا الانجاز الثقافي وعده إبداعاً عربياً يفتخر به الانسان العربي في كل مكان، حيث تجوّل بالمعرض واطلع على ما ضمه من نفائس المطبوع الجزائري الذي تعددت موضوعاته من التراث الشعري العربي والقص الحديث والقديم والدراسات النقدية والروايات وكتب الرحلات والكتب المصورة عن المدن الجزائرية وكتب السياسة والاجتماع والفلسفة والأطفال وكلها من مطبوعات عام ·2007 نص افتراضي بعد ذلك تم عرض مسرحية ''التمرين'' التي اشترك فيها ثلاثة ممثلين، وهي في مجملها نص افتراضي لا يملك حكاية أو قصة، يقوم أساساً على الربط بين الواقعي والمتخيل ضمن مسرح تجريدي يحمل في طياته عناصر انتقادية ضمن حوار ثلاثي بين (محمد) و(جلول) و(سعيدة) يجمعهم النص واللانص في آن واحد، وهي فكرة برع محمد بن قطاف في توليفها ومجملها يقول: إن هناك نصاً مسرحياً لابد أن يمثل، إلا أن الممثل (محمد) عادة ما يخرج عن النص الى الواقع فيدخل الواقع بكل تفاصيله: الانتقادية، الاجتماعية، السياسية، الاقتصادية، الى داخل النص المسرحي في تبادلية ذكية قلَّ نظيرها من الأفكار المطروحة والجديدة على الساحة المسرحية· فبالرغم من جدية المواقف بدت الحركات الصوتية تقود العمل في كثير من الحالات الى جو كوميدي مع أنه مؤسس على مواقف تراجيدية صارمة مع ما تخلل النص من مقاطع غنائية بصوت ''فتحي كافي'' الشجي الذي قام بدور ''جلول'' قدمت الموروث الغنائي الجزائري والذي تضمنت كلماتها موقفاً انتقادياً أعجب به الجمهور الذي حضر المسرحية· المسرحية تمرين مسرحي استعداداً لعرض مسرحي سوف يقدم، إلا أن هذا التمرين يتنازعه النص المكتوب، والشفاهي الدخيل من خارج النص (الواقعي) الذي يعيشه الممثلون الثلاثة، والذي تحاول ''سعيدة'' التي قامت بدورها ''نضال'' ان تعدل ما يحصل من خروج عن النص المكتوب، هذا بالاضافة الى توجه المغني ''جلول'' الى ''الجمهور'' الذي يشاهد النص المعروض، انتقادات متكررة ضمن لقطات قصصية قصيرة، يمثلها الخروج عن النص للمجتمع العربي والدولة والاقتصاد، والذي تجنبها النص في محاولة لإعادة ''محمد'' الممثل الى داخل النص المكتوب الذي يخلو منها، إذاً قدم المخرج محمد بن قطاف صراعاً حاداً بين النص (المكتوب) والملفوظ الذي يريده الممثل حال خروجه عن نص المسرحي· المنظور السينوغرافي إن هؤلاء الممثلين قد امتلكوا التلقائية في الأداء وتلبسهم للأقنعة ''الشخوص الافتراضيون'' حتى اوصلوا فكرتهم ان الإنسان العربي تربى على الأدب بمعناه المجازي الذي يعني الخضوع، لذا وجدنا الأداء الفردي هو قائد هذا العمل حيث ينتهي النص بعدم عرضه لرفض مدير القاعة السماح لهم بذلك حيث يستمر التمرين على مستوى الفن قائماً، وعلى المستوى الواقعي لا يجد له حلولاً أي يستمر التمرين في الفن والحياة وكلاهما يتصارع مع الآخر، ومع ضياع الصفحة 26 من النص المكتوب تدخل المسرحية في اشكالية جديدة يحاول (جلول) الذي حفظ النص عن ظهر قلب ان يقدمها لهم وإذا بها ''أغنية شعبية حزينة'' انتقادية لينتهي النص المسرحي باستمراريته على أداء تمارين الفن التي لن تتحقق فيها المصالحة مع الواقع ·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©