العفو الدولية تدين الناتو لتعذيب المعتقلين الأفغان

أثار تقرير نشرته أمس منظمة العفو الدولية ''امنيستي'' جدلا قانونيا حول المسؤولية الجنائية التي تقع على دول حلف شمال الأطلسي ''الناتو'' بسبب التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون في أفغانستان على يد جهاز الاستخبارات المحلي· واكد التقرير على أن دول ''الناتو'' تقوم بتسليم المعتقلين لديها إلى الاستخبارات الأفغانية مع علمهم المسبق بأن المعتقلين يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة فضلا عن الاختفاء القسري في بعض الحالات، وهو ما يضع مسؤولية جنائية على دول ''الناتو'' والمسؤولين العسكريين فيها، وأوضح التقرير أن المسؤولية الجنائية في قضايا التعذيب لا تسقط بالتقادم وغير مرتبطة بمكان أو دولة معينة، وأنه يمكن ملاحقة المتورطين في التعذيب أو المشاركين·ورصدت ''امنيستي'' منذ عام 2002 عدة حالات تعذيب تعرض لها معتقلون أفغان على أيدي الاستخبارات الأفغانية بعدما قام الناتو بتسليمهم إليها بموجب اتفاقيات ومذكرات تفاهم داخلية، فضلا عن أن بعض دول ''الناتو'' فتحت بالفعل تحقيقات حول اختفاء بعض المعتقلين الذين تم تسليمهم إلى الاستخبارات الأفغانية· واكدت ''أمنيستي'' أن القانون الذي ينظم عمل أجهزة الاستخبارات الأفغانية يعود إلى عام 1987 حين أقرته الحكومات الشيوعية لقمع المجاهدين، بالإضافة إلى أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أضاف إلى ذاك القانون صلاحيات أوسع بموجب مرسوم رئاسي وتطالب ''امنيستي'' بكشف المرسوم ونشر مختلف الصلاحيات التي يتمتع بها الأمن الأفغاني· ومن المعروف أن العاملين في قطاع الاستخبارات الأفغانية رغم تعاقب مختلف الحكومات هم من الذين تم تدريبهم على أيدي الاستخبارات السوفيتية في السبعينات والثمانينات ويبلغ عددهم حاليا بين 15 ألفا إلى 30 ألف يقدمون تقاريرهم مباشرة إلى القصر الرئاسي· وتشتكي ''امنيستي'' و''الصليب الأحمر الدولي'' من أن مكاتب الاستخبارات لا تسمح لمراقبيها بدخول السجون وأماكن الاعتقال الخاصة إلا بتصريح مسبق· وحثت المنظمة قوة ''ايساف'' التي يبلغ تعداد قواتها 40 ألف جندي لكي تعلق نقل المحتجزين إلى السلطات الأفغانية واستغلال الوقت لدعم إصلاح السجون وتدريب موظفي السجون بالتعاون مع هيئات مثل الاتحاد الاوروبي وهو ما رفضه الحلف وقال المتحدث باسم الحلف جيمس اباتوري إن ''سياستنا وضعت بالتعاون مع الصليب والهلال الأحمر وتفي بالمعايير الدولية· ونحن نشعر بالارتياح إليها·'' وأضاف ''ايساف والاطلسي ليست لديهما أدلة على سوء معاملة للمحتجزين الذين نقلهم الحلف إلى السلطات الأفغانية·· نحن لا نستبعد ذلك أبدا ولكننا نختلف مع منظمة العفو بشأن المضي قدما فليس للحلف أن يقيم نظام اعتقال موازيا''·