حداد في غزة والضفة على ضحايا المجزرة

ساد الحداد العام أمس، كافة مناطق قطاع غزة والضفة الغربية غداة مقتل سبعة فلسطينيين وإصابة نحو 150 آخرين ،جراء إطلاق الرصاص على مشاركين في مهرجان لإحياء الذكرى الثالثة لوفاة الرئيس ياسر عرفات نظم يوم الاثنين في مدينة غزة· واتهمت حركة ''فتح'' حركة ''حماس'' باعتقال 400 من عناصرها في غزة، بينما قالت ''حماس'' إن ما حدث في غزة ''يجب ألا يتكرر ومن الضروري محاسبة القتلة''· وتباينت روايات المسؤولين الفلسطينيين حول أسباب اندلاع الاشتباكات بين مؤيدي ''فتح'' الذين شاركوا في المهرجان وقوات الشرطة التابعة للحكومة المقالة في غزة برئاسة ''حماس'' وتبادلت الحركتان الاتهامات في هذا الصدد ، وحملت كل منهما الأخرى مسؤولية تلك الأحداث الدموية· ونكست الأعلام الفلسطينية على جميع المباني الرسمية وذلك لمدة ثلاثة أيام، وعلقت وزارة التربية والتعليم العالي الدروس في المدارس والجامعات الفلسطينية ، كما تم تعليق العمل في المؤسسات الحكومية لمدة ساعتين· وكان الرئيس محمود عباس قد ندد مساء الاثنين بالاشتباكات ،وأعلن الحداد العام وتنكيس الاعلام لثلاثة أيام، واعتبر أن هذه المهرجان الحاشد يعد ''استفتاء صارخا ضد زمرة ''حماس'' الانقلابية''· وقال عباس في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا): ''في هذا اليوم·· خرج شعبنا في قطاع غزة عن بكرة أبيه، ليؤكد للعالم كله رفضه المطلق لزمرة الانفصاليين الذين ارتكبوا بانقلابهم وإطلاق النار على الجماهير الحاشدة، أفظع الجرائم التي تجللهم بالخزي والعار إلى أبد الآبدين''· وقارن عباس أفعال ''حماس'' أمس ''بجرائم المحتل الاسرائيلي·'' وتعهد ''بمواصلة النضال والصمود'' في وجه الاحتلال والانفصاليين حتى يحقق الشعب الفلسطيني الوحدة والاستقلال الوطني ويقيم الدولة الفلسطينية و''عاصمتها القدس الشرقية·'' وقال مسؤولون في حركة ''فتح'' إن حركة ''حماس'' اعتقلت عشرات من انصارها ، واعترف إسلام شهوان المتحدث باسم شرطة ''القوة التنفيذية'' التابعة لـ''حماس'' بأن القوة احتجزت نحو 50 من أعضاء ''فتح'' منذ أحداث يوم الاثنين· وحمَّلهم شهوان مسؤولية تخطيط وتنظيم التجمع ، وقال إنه يشتبه بانهم مسؤولون عن الفوضى التي حدثت· وقال حازم ابو شنب مسؤول ''فتح'' في غزة، إن قوات الامن التابعة لـ''حماس'' اعتقلت 400 من أعضاء ''فتح'' وانها طلبت من عشرات الاشخاص الحضور الى مراكز الشرطة لاستجوابهم· وقالت مصادر في ''فتح'' إن عمليات الاعتقال طالت رئيس بلدية مدينة الزهراء طارق حجو وثلاثة من الصحفيين هم مؤنس أبو نحل ورزق البياري وحسام المغني مراسل وكالة الأنباء الفلسطينية ''وفا'' الذي صودر حاسبه الشخصي''· كما طالت عمليات الاعتقال مسؤولين وقادة من ''فتح'' في مدينة غزة ومخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا ومخيم دير البلح، بحسب هذه المصادر التي أكدت أن معظم هؤلاء تعرضوا للضرب أثناء اعتقالهم · وقال مسؤول في ''فتح'' إن الشرطة التابعة للحكومة المقالة اعتقلت مساء الاثنين، رزق البياري مدير اذاعة ''صوت العمال'' من منزله· وكانت الاذاعة التابعة لاتحاد نقابات عمال فلسطين المحسوبة ادارته على ''فتح'' قد اغلقت بعيد سيطرة ''حماس'' على قطاع غزة · ومن جهة أخرى، طالب محمود الزهار القيادي في ''حماس'' الحكومة المقالة برئاسة إسماعيل هنية، بملاحقة ''قتلة الأبرياء'' وأكد في تصريحات نقلتها صحيفة ''فلسطين'' المقربة من ''حماس'' في عددها الصادر أمس، على ضرورة ''وضع القتلة أمام القانون''· وأشار إلى خطورة ''أحداث الشغب التي تسببت بها حركة فتح'' قائلا :''يجب أن تتخذ ''حماس'' كل الإجراءات اللازمة لمنع تكرار أحداث الشغب، بالتعاون مع الأجهزة الرسمية''· واستنكر الزهار قيام حكومة تسيير الأعمال برئاسة سلام فياض بـ''إدخال أعلام ورايات لحركة ''فتح'' إلى قطاع غزة المحاصر،بينما تواصل منع المواد الغذائية الأساسية من الدخول''·