الأمم المتحدة تدعو إلى وقف فوري لمعارك مقديشو

أكد الرئيس الصومالي عبدالله يوسف امس أن سقوط ضحايا من المدنيين أمر لا يمكن تجنبه في الحرب الدائرة في بلاده، ملقيا بالمسؤولية على المسلحين الذي يخوضون معارك ضد قواته المدعومة من قبل إثيوبيا· وخير سكان مقديشو بين طرد المسلحين او تحمل المعاناة الناجمة عن تصدي القوات الحكومية والاثيوبيين للمسلحين· وأكد يوسف في ختام زيارة قام بها للعاصمة الكينية نيروبي، حيث التقى بمسؤولين من الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي أن حكومته الانتقالية لا تتحمل أدنى مسؤولية في العنف الذي تشهده العاصمة مقديشو· وقال للصحفيين قبيل مغادرته نيروبي عائدا إلى بلاده إنه ''إذا ما تقاتل فيلان فإن الحشائش الموجودة تحت أقدامهم ستدهس ··· الشعب يعيش وسط العنف· ولسوء الحظ هذا هو ما يحدث عندما يكون القتال في وسط المدن''· وأضاف ''السؤال الأهم هو من المسؤول عن استمرار العنف· أستطيع أن أؤكد أن الحكومة ليست هي المسؤولة· ودعا يوسف الصوماليين إلى مواجهة المسلحين الذين طالبهم بوضع أسلحتهم· وجاءت تصريحات يوسف فيما استمرت المواجهات العسكرية بين الجانبين ونزوح السكان المدنيين· ودعت الامم المتحدة الى وقفف فوري للمعارك، وقالت ان 24 ألف شخص فروا من مقديشو في الاسبوع الماضي ليصل اجمالي عدد المهجرين داخليا في الصومال الى مستوى قياسي 850 ألفا أكثر من نصفهم تركوا العاصمة هذا العام· ولدى عودتهم من زيارة إلى مقديشو، قال مسؤولون بالمفوضية الأوروبية إن نحو 5000 صومالي يعالجون من إصابات ناتجة عن الحرب في مستشفيات هناك منذ بداية العام، وإن نحو ثلث هؤلاء من النساء والأطفال· واقتحمت القوات الحكومية امس إذاعتين أخريين في مقديشو وأمرتهما بوقف الإرسال، مما أثار احتجاجات من قبل جماعات مدافعة عن حرية الصحافة· وأغلقت السلطات إذاعة ''شبيلي'' المحلية المستقلة يوم أمس الاول واحتجزت لفترة وجيزة اثنين من كبار موظفيها· واتهمت ''شبيلي'' وإذاعات محلية مستقلة أخرى من قبل الحكومة بتأييد المسلحين· وقال مصطفى حاجي كبير محرري راديو سيمبا لرويترز ''قالوا إن أمر إغلاق الإذاعة سيشمل كل الإذاعات المستقلة في مقديشو·'' وفي إذاعة بنادير التي أغلقت أيضا امس فر العاملون عندما دخلت قوات مزودة بأسلحة ثقيلة إلى المقر· وذكرت شبيلي التي بقيت مغلقة امس على موقعها على الانترنت أنها لم تتلق أي تفسير لإغلاقها ولم تبلغ إلى متى سيستمر الإغلاق· وقالت إن هذه هي المرة الثامنة التي تغلقها الحكومة هذا العام· من ناحيته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن نشر قوات للأمم المتحدة في الصومال لا يمكن اعتباره خيارا واقعيا وقابلا للاستمرار بسبب الوضع الأمني وتصاعد التمرد وعدم إحراز تقدم على صعيد المصالحة الوطنية· وأوضح الأمين العام في آخر تقرير له عن الحالة في الصومال أن الأمم المتحدة تعكف على وضع نهج مزدوج المسار يقوم على مسار سياسي يهدف إلى تشجيع الحوار بين الجانبين على أمل أن يثمر ذلك في وقف الأعمال العدائية وإنشاء مؤسسات انتقالية، ومسار أمني يتطلب تقوية بعثة الاتحاد الأفريقي، بحيث تبلغ مستوى يتيح انسحاب القوات الأجنبية ويوفر الظروف اللازمة للاستقرار· مشيرا إلى الصعوبات التي تواجه تطبيق هذين المسارين في دولة تفتقر لحكومة فاعلة، وما زالت غارقة في العنف والمعاناة الانسانية· وفي نيويورك، دعا مفوض الأمم المتحدة للشؤون الانسانية جون هولمز ''كل من يحملون السلاح سواء من الحكومة او المتمردين او القوات الاثيوبية الى الامتناع عن الهجمات العشوائية او غير المتناسبة التي تؤثر على المدنيين''· من جانبها، أعلنت مفوضية الامم المتحدة العليا للاجئين امس أن نحو 173 الف من سكان مقديشو فروا من المدينة في الاسبوعين الماضيين بسبب تصاعد المعارك بين المسلحين والقوات الحكومية المدعومة بقوات اثيوبية· واوضح رون ريدموند المتحدث باسم المفوضية ان نحو 90 الف شخص انضموا الى 150 الف نازح في بلدة افجوي على بعد حوالي 30 كلم غربي مقديشو، حيث اصبحت الحاجات الانسانية ''ضخمة''· واضاف للصحافيين ان ''الكثير من الاسر تعيش ببساطة تحت الاشجار'' في ظروف ''بالغة القسوة''·