السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فيون: نشاطر الإمارات قيم السلام والتسامح والانفتاح على العالم

13 فبراير 2011 22:53
أبوظبي (وام) - عبر دولة فرانسوا فيون رئيس وزراء فرنسا عن فخره بتدشين المبنى الجديد لجامعة باريس السوربون - أبوظبي أمس في جزيرة الريم بحضور سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي وعدد من كبار المسؤولين في البلدين، مؤكدا أن فرنسا تشاطر الإمارات قيم السلام والتسامح والانفتاح على العالم والنهوض بالفنون والمعارف والتنوع الثقافي. جاء ذلك في بيان صحفي تم توزيعه بعد انتهاء حفـــل الافتتــاح الرسمي لجامعة باريس السوربون –أبوظبي واشتمل على خلاصة لكلمة ألقاها في الحفل وقال إنها المرة الأولى التي يقوم فيها رئيس وزراء فرنسي بزيارة رسمية إلى الإمارات العربية المتحدة مؤكدا انه سرعان ما لمس علو مستوى علاقات الصداقة القائمة بين الإمارات وفرنسا والتي تعود إلى السنوات الأولى من استقلال الإمارات ونشأت بطريقة رائعة مع أنه لم يكن لفرنسا نفوذ تاريخي في هذه المنطقة. وأوضح دولته أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات طيب الله ثراه ومن بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، نسجا مع مختلف رؤساء الجمهورية الفرنسية علاقات ثقة وتعاون وثيقة جداً تكثفت بشكل أكبر منذ انتخاب نيكولا ساركوزي رئيساً لفرنسا. وأضاف أن بلاده يزداد تمسكها بهذا التعاون لكونها تشاطر الإمارات القيم التي تحملها في هذه المنطقة وعلى الساحة الدولية وهي السلام والتسامح والانفتاح على العالم والنهوض بالفنون والمعارف والتنوع الثقافي. طموح مشترك وقال دولته إن البلدين حريصان على المحافظة على تاريخ وحضارة كل منهما ويجمعهما طموح مشترك إلى المساهمة في بناء عالم الغد على أسس التقدم والحداثة مؤكدا أن المستقبل يتم ابتكاره جزئياً هنا في الإمارات التي تتطلع بجرأة وبمنهجية نحو القرن الحادي والعشرين. وأضاف أن الإمارات تسعى إلى التوفيق بشكل متناغم بين التنمية الاقتصادية والتنمية المستديمة بين الانفتاح على العالم والمحافظة على التقاليد، مشيرا الى أن المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات تعلن عن نفسها كأداة استثنائية للإشعاع وان فرنسا تشعر بالفخر والسعادة للمشاركة فيها من خلال متحف اللوفر أبوظبي. وأردف دولته قائلا إن الإمارات تقوم أيضاً بدور في الصفوف الأمامية لمكافحة التهديدات المناخية، مشيرا إلى استضافة الإمارات وتنظيمها القمة العالمية لطاقة المستقبل ومشروع مدينة “مصدر” الإيكولوجية وإنشاء مقر الوكالة الدولية للطاقات المتجددة في أبوظبي ودورها النشط في قمة كانكون. وأشاد بالطريقة التي تنخرط فيها الإمارات في الأزمات الدولية الكبرى للتعبير عن إرادتها في إسماع صوت الحوار والعقل، وقال ان فرنسا التي تترأس مجموعة الـ 20 اختارت إشراك الإمارات العربية المتحدة بشكل كامل في أعمالها. كما أشاد دولته بموقف الإمارات في مواجهة الرهانات الدولية الكبرى وقال “أود أن أقول إن بلدكم يعطي للعالم صورة من الديناميكية والمسؤولية تفرض الاحترام”. شراكات متعددة مع الإمارات وأشار إلى مشروعات الشراكة المتعددة مع الإمارات وذكر منها بالإضافة إلى السوربون المعهد الأوروبي لإدارة الأعمال وثانوية لوي لوغران، مؤكدا أن فرنسا تقليدياً بلد كبير للتعليم والامتياز الأكاديمي. وقال دولة رئيس وزراء فرنسا إن بلاده تنوي الوقوف دوماً إلى جانب الأمم الصديقة التي تؤمن كالإمارات بقوة التعليم والثقافة في خدمة تنمية متوازنة كما أنها تفتخر بالثقة التي عبرت عنها الإمارات من خلال السماح لها بإقامة جامعة باريس ـ السوربون أبوظبي هنا عربونا للصداقة ودليل جرأة وعلامة انفتاح قوية جداً نحو الثقافة الفرنسية. وتحدث دولة فرانسوا فيون رئيس وزراء فرنسا عن العلاقة بين البلدين مؤكدا أن فرنسا سعيدة بإمكانية الاعتماد في جميع المجالات على الصداقة مع الإمارات العربية المتحدة التي تعرف أيضاً أنه يمكنها الاعتماد على الصداقة مع فرنسا التي تلتزم بالوقوف بالكامل إلى جانب الإمارات في طموحاتها في التنمية وفي انشغالاتها المشروعة في الأمن والدفاع. وأكد أن هذه العلاقة نموذجية في الحوار بين الشرق والغرب الذي لا ينبغي أن نتوقف عن تعزيزه وان سوربون أبوظبي رمز جميل جداً في هذا الصدد. سوربون أبوظبي أكد فرانسوا فيون رئيس وزراء فرنسا أنه سيكون بإمكان سوربون أبوظبي اليوم أن تصبح في ظروف مادية استثنائية إحدى جامعات النخبة في الشرق الأدنى والأوسط وان من الضروري أن تغطي كافة حقول المعرفة. وقال انه ينبغي لها أن تنفتح قريباً على العلوم البحتة ويسعده أن البروفيسور مولينيه رئيس جامعة باريس السوربون قد بدأ بالعمل في هذا الاتجاه داعيا الى ان تصبح سوربون أبوظبي قطباً للإشعاع الفرانكفوني والعلمي لأن الإمارات العربية المتحدة أصبحت من الآن فصاعداً عضواً مراقباً في المنظمة الدولية للفرانكوفونية. وأضاف ان الامارات هي أول بلد في الخليج ينضم إلى هذه المنظمة وبالتالي فإن وجود السوربون أبوظبي فيها له أهميته وان الوكالة الجامعية للفرانكوفونية من شأنها أن تضم قريباً إليها هذه الجامعة الفرانكوفونية الأولى في الخليج. وأضاف “أما لجهة انها أصبحت قطباً للإشعاع العلمي فلأن قوة الجامعات تكمن في الأبحاث التي تُجري فيها وكذلك بالطريقة التي تؤثر بها إلى جانب الأوساط المتخصصة في الأفكار والأعمال”. وأشار إلى أنه بالنسبة لتاريخ الشعوب والأفكار والعلوم تشكل هذه المنطقة موضوعاً دراسياً ومصدر إلهام عميق على حد سواء ذلك لأنه لا يوجد أي ميدان بحثى أجمل من ميدان الشرق الأوسط، الذي يعتبره المؤرخون بوتقة للحضارات ويعتبره الحقوقيون مولداً لأول قانون والرياضيون مهداً للجبر. وحول إنشاء هذه الجامعة في الامارات منذ خمس سنوات بالتمام والكمال تقريباً قال “إنه مازال يتعجب إلى الآن بأن البعض في فرنسا أراد شجب عملية تنازل بشأن المعرفة في خطوة تجارية وانه لم يكن ذلك هو الرهان قط إذ ينبغي لفرنسا أن تفتخر بعراقة السوربون ـ ومن خلالها بجامعييهاـ وما من سبب لإخفائها تحت مطفئة للشموع”. وأشار إلى انه ينبغي لها أيضاً أن تفتخر بأنها أنشأت بالتعاون مع شركائها الإماراتيين مؤسسة يكمن طموحها الأساسي في المساهمة في حوار الثقافات مؤكدا أن نظرية المواجهة بين الحضارات لا تنتمي إلى الإرث الفكري الفرنسي وهي خطيرة ولا قيمة لها وانه لا يمكنها أن تؤسس لأي رؤية مستقبلية للنظام الدولي. كما أنها لن تفضي سوى إلى الدمار والعدمية وانه لا أساس لها سوى الخوف والجهل. وأضاف دولته انه على العكس من ذلك فإن نمو المعارف وتشاطرها هو الذي سيكون ركيزة للوئام في عالم معقد، يتم احترام التنوع فيه وتقدم له كل حضارة ثروات تاريخها وعظم روحانيتها للإسهام في التنمية البشرية. وأشاد مجددا بالإمارات وموروثها الثقافي مؤكدا أن هذا التوازن بين التمسك بالهوية العربية واحترام الغيرية يفرض الإعجاب على الجميع وذلك اختارت جامعة باريس ـ السوربون أبوظبي أن تكون “جسراً بين الحضارات” ومكانا للحوار والتقاسم. وأضاف انه مكانٌ تلتقي فيه الفلسفة الغربية بالعالم العربي الذي حافظ على تراث المفكرين الإغريقيين في فترة العصور الوسطى الأوروبية حيث كانت بغداد أكثر إشعاعاً من روما. وأكد دولة رئيس وزراء فرنسا أن في هذه الجامعة حيث يتم دحض المعرفة التاريخية للأفكار المسبقة والتي تُعلم الإعجاب المتبادل يتم أيضاً بناء المستقبل وسيكون طلاب السوربون أبوظبي في مكانة متميزة ليكونوا أطرافاً فاعلة مستنيرة في هذه العملية. وأكد أنها فرصة ازدهار عالمي بدلا من إضعاف متبادل للأمم بسبب تخاصمها وأنها فرصة حوكمة عالمية يجري إصلاحها بإرادة مشتركة للعمل على مجريات الأمور بدلاً من الاستسلام وغياب المسؤولية. كما اكد أن العالم الجديد سيفسح المجال واسعاً للإبداع والبحث والابتكار التكنولوجي والتنقل والتبادل بين الثقافات، معربا عن الأمل في أن يكون هذا العالم أكثر انفتاحاً وإنصافاً بشرط أن نواجه سويّة التحديات التي يفرضها علينا في نفس الوقت. وقال دولته “هناك أولاً تحدي العولمة الاقتصادية حيث أدت الأزمة إلى تفاقم ظواهر المنافسة إلا أنها زادت الحاجة الى منطق التضامن كما أن الفوضى المصرفية والمالية والاختلالات النقدية وتقلب أسعار المواد الزراعية والمواد الأولية للطاقة تتزامن وتتسارع في سياق يتسم بالترابط المتزايد بين كل مناطق العالم”. ورأى أن هذه التقلبات تثير الشكوك في نماذج التنمية الاقتصادية التي اختارتها بلداننا لنفسها وانه يجب أن نرد عليها بالإرادة السياسية من خلال إرساء قواعد تنظيم أفضل للمالية العالمية. التزام نموذجي للإمارات في مكافحة الاحتباس المناخي حول التحدي المناخي تحدث دولة فرانسوا فيون رئيس وزراء فرنسا عن الالتزام النموذجي للإمارات العربية المتحدة في مكافحة الاحتباس المناخي كما أشار الى التحدي الأمني لافتا الى أن المجتمع الدولي يواجه تهديد الإرهاب والانتشار النووي وان بلاده دافعت دائماً وأبداً عن حق الاستخدام السلمي للطاقة النووية التي تعتبر أحد مفاتيح التنمية المستديمة على كوكب الأرض. ولفت دولته الى أن هذا الحق يستوجب واجبات دولية صارمة وقال”لقد أطلقت الإمارات العربية المتحدة برنامجاً كهرنوويا مدنياً كبيراً يشهد بخطوة نموذجية كما صادقت على الاتفاقات الدولية ذات الصلة وامتنعت عن تطوير فرع لتخصيب اليورانيوم أو لإعادة التدوير على أراضيها وبذلك فقد اعتمدت خياراً مسؤولاً بامتياز”.. وأكد أن ذلك بمثابة رسالة إلى كل المنطقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©